الرياضة والروح الغائبة

 

حسن الوريث

عندما تغيب الروح الرياضية عن الملاعب تحضر الفوضى والانفعالات وبالتأكيد أن غياب الروح الرياضية مؤشر على غياب الإدارة الرياضية أو إنشغالها بأمور أخرى غير الرياضة وهنا تكمن المشكلة، إذ أن منظومة الرياضة كل لا يتجزأ وعندما يغيب جزء منها يحدث الخلل وتغيب أشياء كثيرة ومنها الروح الرياضية.
ما دفعني للكتابة عن هذا الموضوع تلك المشاهد المؤلمة التي حدثت في مباراة الوحدة والشعب من صنعاء ضمن البطولة الكروية التي ينظمها نادي أهلي صنعاء وذلك الاشتباك الذي وقع بين لاعبي الفريقين وكذا دخول الجمهور إلى الملعب وانتهاء المباراة بشكل لا يليق بسمعة الناديين ولا أيضا بسمعة النادي الأهلي فتلك المشاهد جعلتني لا أتحسر فقط على تلك الأيام الخوالي وذلك الزمن الذي كان فيه شيئاً من الجمال الرياضي بل جعلتني أنا والجمهور الذي حضر المباراة نتحسر على ما وصلت إليه الرياضة والأخلاق من تدهور.
كنت أتابع المباراة ومعي الصديق العزيز والرياضي المتميز وأحد نجوم كرة القدم في محافظة ذمار الكابتن نجيب بجاح والزميل العزيز الرياضي محمد النصيري وكنا نتحدث عن عدم قدرة طاقم التحكيم للمباراة على ضبط إيقاعها والتحكم في مجرياتها من خلال التساهل في الكثير من القرارات والتضارب بين الحكم ومساعديه وكذا عن ما يمكن أن تسببه ذلك في سير المباراة إضافة إلى الشحن الكبير للاعبين من قبل المدربين والإداريين فكانت النتيجة التي توقعناها وهي خروج المباراة بذلك المنظر والعراك الذي انتهت به والذي بدأ بلاعبين اثنين وانتهى بعدد اكبر وبالجمهور الذي اجتاح الملعب لتنتهي المباراة بذلك المنظر المخزي والمؤلم في آن واحد.
بالتأكيد أننا لا يمكن أن نحمل الحكام وضعفهم نتيجة ما حصل فهم جزء من المنظومة الرياضية لكن المسؤولية تتوزع على إدارات الأندية والمدربين الذين ربما لا يلتفتون لأهمية أن تكون هناك محاضرات عن الأخلاق الرياضية وكيفية التعامل مع أجواء وظروف المباريات المختلفة إضافة إلى توعية الجمهور الرياضي عن طرق التعامل في التشجيع وأن يكون لروابط المشجعين دور في هذا الجانب ووضع العقوبات الرادعة تجاه أي لاعب يتصرف خارج نطاق الأخلاق والروح الرياضية وغيرها من الأمور التي تساعد على أن تسود الروح الرياضية ملاعبنا.
اعتقد لو أننا غرسنا في لاعبينا وجمهورنا شعار الروح الرياضية قبل الفوز لما حصل ما حصل في مباراة الوحدة والشعب ولو أن مسؤولي الأندية والفرق الرياضية حضروا وتواجدوا بين لاعبيهم لكان الوضع غير ولو أننا قدمنا لرياضيينا نماذج من مواقف متميزة للاعبين عالميين ونجوم دوليين وحتى لاعبينا السابقين الذين كانت الروح الرياضية هي السمة الغالبة لديهم لحققنا الهدف ولكانت ملاعبنا نماذج وأمثلة يقتدى بها.
.. موقف قدوة ..
هنا لا بد أن أشيد بموقف الكابتن الخلوق هاني عبدالرحمن الذي تدخل وعمل على فك الاشتباك وكان لتدخله الأثر الكبير في احتواء الموقف .. شكرا له .. ولا عزاء لأولئك الذين لم يقوموا بواجبهم من الإداريين والمدربين في الأندية الرياضية، فالروح الرياضية قبل الفوز هو الشعار الذي يجب أن نرفعه دوماً في ملاعبنا.

قد يعجبك ايضا