فورين بوليسي: تقارب خليجي مع إسرائيل وسط تجاهل للقضية الفلسطينية

 

قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن دول الخليج جميعها تتقارب مع إسرائيل وتغض النظر عن وجود عملية سلام في الصراع الفلسطيني، وتشير إلى أن ذلك بمثابة تدشين لمرحلة سياسية جديدة في الشرق الأوسط.
ونشرت المجلة مقالا للكاتبة داليا حاتوكة سردت فيه تفاصيل التقارب بين الجانبين وتجاهل القضية الفلسطينية.
وتقول حاتوكة إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينشئ روابط مع قادة الدول العربية المعادية لإيران، ويؤكد أن صفقة سلام مع الفلسطينيين ليست شرطا لتطبيع العلاقات الدبلوماسية مع دول الخليج.
وتشير إلى أن بعض دول الخليج لا تشعر بالحرج من الكشف عن تقاربها المعلن مع إسرائيل ومعاداتها لإيران، إذ تباهت هذه الدول خلال قمة وارسو الشهر الماضي بهذه العلاقة، وهي القمة التي فشلت في إقناع الدول الأوروبية بالتخلي عن الاتفاق النووي مع إيران.
وقالت إن العلاقة الجديدة بين دول الخليج وإسرائيل هي جزء من نقلة أوسع تحاول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قيادتها، وتتلخص في التحالف العلني بين الدول العربية السنية وإسرائيل ضد إيران وإبرام صفقة سلام “مخفف” بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأعادت الكاتبة للأذهان ما قاله نتنياهو قبيل مغادرته إلى دولة تشاد يوم 20 يناير الماضي في زيارة تؤرخ لعودة العلاقات التي قُطعت بين الدولتين في 1972، إذ قال إن زيارته لتشاد هي جزء من “ثورة دبلوماسية” يقوم بها في العالمين العربي والإسلامي، متعهدا بنجاح هذه الثورة وبالمزيد من الدول التي ستطبع علاقاتها مع إسرائيل.
واستمر نتنياهو في الكشف عن علاقات إسرائيل مع من سماهم “أبناء إسماعيل” طوال الوقت الذي استمر فيه في إعلان عدم إجبار مستوطن واحد في الضفة الغربية على الرحيل.
وذكرت أيضا تباهي نتنياهو مؤخرا بإمكانية استخدام الطائرات الإسرائيلية المدنية الأجواء السعودية وسلطنة عمان والسودان، مشيرة إلى أن دولة قطر نفسها لديها ترتيبات عمل مع إسرائيل منذ سنوات تهدف في الغالب للسماح للدوحة بتحويل مساعدات مالية لقطاع غزة لتخفيف الوضع الإنساني الصعب هناك.
وعلقت الكاتبة بأن القضية الفلسطينية ظلت لعقود مساعدا مفيدا للحكومات في المنطقة بتحويل الانتباه عن القضايا المحلية الملحة، ففي حالة الإمارات يرى قادة الدولة هناك أن الفلسطينيين ليس لديهم الكثير لتقديمه لدولتهم، بينما تقدم إسرائيل، من الناحية الأخرى، نفسها كمركز للابتكار، وهو أمر تطمح إليه الإمارات.
ومع ذلك تقول حاتوكة إن هذه الاستراتيجية التي يتبعها نتنياهو وتتضمن تجاهل القضية الفلسطينية، تجد من يعارضها حتى في إسرائيل، خاصة وسط المؤسسة العسكرية والأمنية باعتبارها تتعارض ومصالح إسرائيل، ويرى هؤلاء المعارضون أن عدم حل القضية الفلسطينية سيظل مهددا وجوديا دائما لإسرائيل.

قد يعجبك ايضا