حصيلة 4 سنوات من عدوان التحالف السعودي على اليمن

 

محمد الرصافي المقداد *
اكتمل نصاب أربعة أعوام على بدء العدوان السعودي ــ الإماراتي على اليمن السعيد، يوم 26 مارس 2015، والعديد من دول العالم يدعم أو يسكت على ما يحدث من انتهاكات وتجاوزات خطيرة، ارتكبتها قوات التحالف السعودي، المدعومة أمريكيا وصهيونيا، والتي تعدّ في أصغر اعتداءاتها جرائم حرب، حسب القانون الدولي الذي اعتمدته الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
مبررات التحالف في حربه جاءت تحت غطاء الدّفاع عن شرعية انتهت بانتهاء آجالها، في مقابل ثورة شعب، قامت من أجل فك ارتباط اليمن بالسعودية وإنهاء سيطرتها على اليمن ومقدّراته، وهذا ما لا يريده الغرب ووكلاؤه في شبه الجزيرة العربية، مهما بلغت وحشية جرائمهم المرتكبة بحق الشعب اليمني.
أربعة أعوام من القصف والقتل والدمار، لم تفرق بين هدف مدني وآخر عسكري، بين رضيع يتحسس ثدي أمه، وشيخ مسن يتبيّن طريقه بصعوبة، وبين امرأة تعاني من وطأة الولادة في مشفى، ومريض يقاوم أوجاعه، تجتمع عليهم جميعا معاناة أخرى، غارات الطائرات المعتدية التي تستهدف كل شيء متحرك وجامد في اليمن، بصواريخها وقنابلها المتعددة، ومنها المحرمة دوليا، تفتك بكل شيء يكون في دائرة انفجاراتها.
واليمن من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، مستهدف بكافة مكوناته، شماليا كان أم جنوبيا، شرقيا أن غربيا، من أجل تحقيق هدف إخضاع اليمن، أحداثه متاحة للعالم كله، يرى ويسمع ويعلم، ولكنه يلوذ بالصمت كل مرة، سوى بعض المنظمات والجمعيات والفعاليات الإنسانية والشعبية، التي ليس بإمكانها وقف سلسة الجرائم البشعة، بحق الإنسانية المضطهدة في اليمن، ولا يتجاوز فعلها إطار التنديد والاستنكار.
جرائم التحالف السعودي تستهدف إعادة اليمن الى بيت الطاعة الخليجي، وإجهاض ثورته وإنهاء حلمه، بغد يكون فيه اليمن سعيدا، بما تعنيه الصفة من معنى.
فوفق إحصائية نشرها المركز القانوني للحقوق والتنمية، .ORG LCRDYE بعد مرور 1400 يوم على بدء العدوان، ذكرت أن أكثر من (15,185) من المدنيين قتلوا بطائرات تحالف العدوان، بينهم (3527) طفلاً، و(2277) امرأة، كما أصيب ما لا يقل عن (23.822) مدنيا، بينهم (3526) طفلا، و (2587) امرأة، وأشار التقرير إلى أنّ (23.822) مدنياً، بينهم (3526) طفلاً ، و(2587) امرأة، لا زالوا إلى اليوم يعانون من قلة الأدوية، والمستلزمات الطبية، والعلاج النوعي، بسبب الحصار المضروب من طرف قوى العدوان، في ظل صمت مريب لمنظمات الطفولة وحقوق الإنسان.
كما قدر المركز وفاة ما لا يقل عن 160 ألف مواطن يمني، من الأطفال والمرضى والجرحى، وأصحاب الأمراض المزمنة بالقتل البطيء الصامت، جراء الحصار المفروض على اليمن، الذي نتج عنه انعدام الحاجيات الأساسية والأدوية والخدمات الطبية، وكنتيجة أخرى للحصار الظالم على اليمن برا وبحرا وجوا، أحصى وفاة ما يقارب 2200 يمني، بالإصابة بمرض الكوليرا، الذي اجتاح البلاد منذ بداية العام الجاري، وفقا لما أكدته تقارير الصحة العالمية واليونسيف.
واستمر المركز في سرد جملة من المواقع الحيوية الهامة، والتي لا يملك اليمن سواها، فقد وقع استهداف بنيته التحتية، نتج عنه تدمير 15 مطارا، و14 ميناء، و2559 طريقا وجسرا، و191 محطة ومولد كهرباء، و78 خزاناً وشبكة مياه، و426 شبكة ومحطة اتصال، و1818 منشأة حكومية، و421919 منزلاً، بين مدمر ومتضرر.
أما المنشآت الخدمية، فقد دمر وتضرر بسببه 930 مسجدا، و327 مشفى ومركزا صحيا، و888 مدرسة ومعهدا، و152 منشأة جامعية، و279 منشأة سيادية، و112 منشأة رياضية، و38 منشأة إعلامية، و219 معلما أثرياَ، و3288 حقلا زراعيا.
أما بخصوص المنشآت الاقتصادية، فدمر 331 مصنعا و528 سوقا تجاريا و7373 منشأة تجارية و749 مخزن أغذية و621 شاحنة غذاء و362 محطة وقود و265 ناقلة وقود و4007 وسائل نقل و 310 مزارع دجاج ومواشي.
ويزداد المتأمل في هذه الأرقام يقينا بأن اليمن بأكمله مهدد بالإبادة ومحو الحضارة والحياة فيه. لكن الشعب اليمني الذي يتعرض لأكبر مأساة إنسانية في العصر الحديث يقاوم ويحقق الانتصارات التي أرغمت الأمم المتحدة على البحث عن تخفيف المعاناة في محادثات استوكهولم وميناء الحديدة ودعا إلى ارتفاع الضغط لوقف تصدير السلاح إلى السعودية والإمارات. لكن التحالف السعودي ــ الإماراتي الذي يزداد الخناق عليه في شمال اليمن وجنوبه يبدو أنه في غيّه يأمل أن ينقذه ترامب.
* كاتب تونسي

قد يعجبك ايضا