وزير الأشغال العامة والطرق لـ”الثورة”:الصمود الاسطوري للشعب اليمني خلال أربعة أعوام أثبت للعالم أنه لا يقبل الذل والإنكسار والوصاية الخارجية

 

حاورته/ نجلاء علي
بالتزامن مع الذكرى الرابعة للصمود الاسطوري الذي جسد مدى عظمة شعبنا وبسالة ابنائه ممثلة بأبطال الجيش واللجان الشعبية وكافة فئات الشعب اليمني .. اجرت” الثورة “حواراً خاصاً مع الأخ وزير الأشغال العامة والطرق غالب مطلق الذي أكد أن الوزارة تبذل كافة الجهود الممكنة وبكل إخلاص تسعى لإنجاز المهام العاجلة أمامها بما يكفل تأمين تنقلات المواطنين متجاوزين كافة العقبات على رأسها الإمكانيات الشحيحة في ظل استمرار العدوان الغاشم والحصار الجائر على وطننا الحبيب، مزيداً من التفاصيل تجدونها في سياق الحوار التالي:
أربعة أعوام من العدوان الغاشم على بلادنا وشعبنا اليمني صامد صموداً أسطورياً.. ما هو قولكم بخصوص هذه المناسبة؟
– وزارة الأشغال العامة والطرق من أكثر الجهات التي استهدفت بنيتها التحتية وبصورة مباشرة، حيث عمد العدوان إلى هدم الجسور وتدمير الطرق والمنشآت الحكومية وجعلها أهدافاً مباشرة تقصف ليلاً ونهاراً وتسعى لتدميرها وبالفعل أصبحت المنشآت والطرق والجسور هدفاً للعدوان المباشر.
واليوم وقد مرت أربعة أعوام من الحصار الجائر والإبادة الجماعية وتدمير كل شيء جميل في بلادنا.. لم يتوقف طيران التحالف عن القصف لحظة واحدة وفرض الحصار الشامل على الشعب اليمني أتذكر كل ذلك وأتذكر أيضاً صمود هذا الشعب وشجاعته الأسطورية، أتذكر حركة الناس في الشوارع في أمانة العاصمة في اليوم التالي بعد أن بدأ العدوان بالقصف المفاجئ على بلادنا وكأن شيئاً لم يكن، الغارات مستمرة والناس يواصلون نشاطهم ويمارسون حياتهم بصورة عادية وطبيعية وما هي إلا أيام معدودات إلا ووصلت الينا أخبار انتصارات وتصدي الجيش واللجان الشعبية لبعض المتسللين. وأكدت لنا هذه المعلومات رغم الفرق الشاسع بين ما يمتلكه اليمنيون من أسلحة وما يمتلكه المعتدون من أسلحة حديثة ومتطورة وأهمها الطيران الحديث، واليوم وبعد مرور أربعة أعوام من العدوان الغاشم على بلادنا لا يزال يواصل حصاره وبإصرار لإلحاق الهزيمة بنا وهذا أمر مستحيل، هكذا يقول الشعب اليمني وبصوت عال يسمعه العالم بأكمله ليدرك تماماً وعن قناعة أن هذه الحرب على بلدنا الحبيب قد فشلت وليس أمام العدو سوى الاعتراف بحقيقة هزيمته أمام هذا الشعب الصامد صمود الجبال.
مما لا شك فيه معالي الوزير.. هو عملكم الدؤوب خلال الأربعة أعوام من العدوان في ظل ظروف استثنائية.. فهل يمكنكم أن تحدثونا عن الأعمال التي قامت بها الوزارة خلال الفترة الأخيرة وعن حجم الأضرار التي خلفها القصف الجوي الإرهابي من قبل العدوان على اليمن؟
– تسعى الوزارة إلى العمل في عموم محافظات الجمهورية فهي تقوم بأعمال الصيانة الدورية لشبكة الطرق والجسور وبشكل مستمر وبوتيرة عالية، فقد نفذت الوزارة خلال الأربعة الأعوام الماضية العديد من المشاريع، إلا أن هناك استهدافاً مباشراً تعرضت له شبكة الطرق والجسور في عموم محافظات الجمهورية وبالتالي فإن الوزارة ممثلة بصندوق صيانة الطرق والمؤسسة العامة للطرق والجسور استطاعت إعادة ترميم وتأهيل ما تم هدمه من جسور وطرق وما يتعلق بالمؤسسات التابعة بالوزارة من تدمير المخازن والآليات الخاصة بها وحتى الكسارات لم تسلم من القصف، وبلغت التكلفة الإجمالية لأعمال الطوارئ في شبكة الطرق والجسور بالجمهورية (6.769.421.321,80) ريالاً يمني وكان ذلك حتى أواخر شهر فبراير 2019، حيث تمت إعادة إنشاء الجسور أو جزء منها بمبلغ وقدره (1.405.583.143) ريالاً وترميم وصيانة الجسور المتضررة بتكلفة (435.173.930) ريالاً، وأعمال الطرق وترميم العبارات وأعمال الحماية بتكلفة (4.396.951.814,80) ريالاً، وكذا ترميم المباني المتضررة من العدوان وقنوات الري بتكلفة (213.775.504) ريالات، كما كلفت أعمال التحويلات الطرق البديلة (317.936.930) ريالاً.
العدوان فرض حصاراً جوياً وبحرياً وبرياً على بلادنا، ما جعل الأمور تزداد صعوبة وتعقيداً، سعادة الوزير كيف استطعتم أن تمارسوا أعمالكم في ظل الإمكانيات البسيطة؟ وما هي الأولويات التي تركز عليها الوزارة؟
– نحن نؤمن بعدالة قضيتنا ومشروعيتها ما يضاعف قوة الإنسان المدافع عن وطنه وشعبه ومجتمعه، كما هو حالنا جميعاً، فنحن ندرك أن المعتدين علينا هدفهم أن نستسلم وأن نقبل بوصايتهم علينا وهذا لن يقبله الشعب اليمني الحر وفعلاً نحن كشعب نواجه هذا العدوان ونتغلب على شحة الموارد وكل ما يسببه الحصار والحرب المتواصلة طوال الأربع السنوات الماضية وحتى هذه اللحظة، كل هذا نعتبره مواجهة وواجباً وطنياً لأنها قضية كرامة وعزة وشرف الشعب اليمني بأكمله، ولهذا عزيمتنا قوية واصرارنا لا غالب له.
ولقد تغلبنا على معظم الصعوبات وسنستمر ونسير إلى الأمام ونخلق من القليل الشيء الكثير ونحن نعيد اصلاح ما تم تدميره من قبل طيران العدوان بشكل يومي، والأهم بالنسبة لنا هو ترميم الطرق والجسور الرئيسية التي تتحكم في حركة تنقل المواطنين.
بالنسبة لأولويات الوزارة نحن نقوم بتسهيل حركة المواصلات من أجل إيصال الدواء والغذاء للمواطنين إلى جميع المناطق بأمان ومن أجل ذلك نعطي إصلاح الطرق والجسور الرئيسية أهمية كبيرة، آخذين في الاعتبار شحة الموارد في ظل الحصار الجائر على بلادنا، حيث لا تسمح الإمكانيات بإصلاح جميع الجسور فنلجأ لاصلاح الجسور الرئيسية والمهمة لما فيه مصلحة المواطنين أولاً.
وقامت الوزارة بإعادة الكثير من الجسور وخير شاهد على ذلك أن كل الجسور التي تربط العاصمة صنعاء بمحافظة الحديدة بحكم أن هذا الخط شريان الحياة والجسور ومعظم جسور محافظة المحويت استكملت ولم يتبق إلا عبارة وجسر صفر وخلال أسابيع سيتم الانتهاء من العمل فيها.
وكذا طريق(صعدة – عمران – العشمة) وهو من أهم الطرقات التي قامت الوزارة بإعادة تأهيلها، وكذا طريق (مارب – البيضاء( الذي يمثل أهمية كبيرة للمواطن لعملية نقل الغاز والنفط وفي عموم محافظات الجمهورية من المهرة إلى صعدة فقد استطاعت الوزارة من خلال صندوق صيانة الطرق توفير إيرادات شهرية شحيحة من أجل التمكن من مواصلة عملها، ولدينا مشاريع ممولة كمنحة من قبل البنك الدولي 50 مليون دولار ومن خلال هذه المنح بدأنا بالعمل في عموم محافظات الجمهورية مثل (أمانة العاصمة – صنعاء – الشحر – المكلا – الحديدة – عمران – عدن – ذمار – صعدة(.
حيث نفذت وزارة الأشغال العامة مشاريع وصيانة وترميم لحوالي 7146 كم من الطرق والجسور التي دمرها العدوان، وكذا إعادة إنشاء %70 تقريباً من الجسور والطرق والبقية لم تتمكن من الوصول إليها بسبب أنها في مناطق غير آمنة وأماكن اشتباكات.
وقد أثبتت الوزارة مصداقيتها من خلال الأعمال التي تقوم بها وإعادة التمويل إليها مجدداً من قبل الصندوق الكويتي والصندوق العربي.
معالي الوزير.. العدوان السعودي الأمريكي استهدف شبكة الطرق والجسور بصورة ممنهجة وهمجية، مما دفعكم للقيام بحلول طارئة لجبر الضرر.. هل من الممكن أن نتعرف على أهم تلك المعالجات؟
– بالطبع هناك أضرار مادية خلفها العدوان وألحق الاضرار بجزء من البنية التحتية المتمثلة بشبكة الطرق الاسفلتية والجسور نتيجة القصف والغارات الجوية من قبل طيران العدوان السعودي الأمريكي، فقد قامت المؤسسة العامة للطرق والجسور وبإشراف صندوق صيانة الطرق بتنفيذ أعمال الصيانة الطارئة على عدة مراحل تكمن المرحلة الأولى في التركيز على ضمان استمرارية الحركة المرورية على شبكة الطرق والجسور من خلال إنشاء تحويلات (طرق بديلة) للطرق المتضررة نتيجة القصف في أقل فترة زمنية ممكنة، مع الأخذ بعين الاعتبار أعمال تصريف مياه الأمطار والسيول من التحويلات، وكذا ردم الحفر ورفع المخلفات الناتجة عن القصف، بحسب المواصفات الفنية من حيث سرعة التصميم والأعمال الإنشائية لتصريف المياه وأعمال الحماية والسلامة المرورية.
والمرحلة الثانية تتمثل في معالجة الجسور والعبارات المتضررة بأقل تكلفة ممكنة وفي أقل فترة زمنية وبحسب الظروف الأمنية المناسبة لذلك من خلال معالجة وإعادة بناء الجدران الاستنادية للجسور والعبارات وعمل وتنفيذ بلاطات خرسانية علوية مسبقة للصب وتنفيذ أعمال الحماية اللازمة وخاصة في المواقع التي تمتاز بغزارة الأمطار والسيول فيها والتي ستكون فيها الطرق البديلة المؤقتة غير مجدية خاصة في مواسم الأمطار..
أما المرحلة الثالثة والأخيرة فنحن بصدد عمل دراسة لمعالجة الجسور والعبارات المتضررة نتيجة القصف التي لم تنفذ خلال المرحلة الثانية نتيجة الظروف الأمنية والمتطلبات المالية اللازمة لتنفيذ أعمال الطوارئ لمعالجة الأضرار في شبكة الطرق والجسور.
هناك صعوبات تواجهكم بخصوص تنفيذ المشاريع وترميم الجسور والطرق التي قصفها العدوان الغاشم.. ما هي الإجراءات المتخذة لتجاوز تلك العثرات؟
– بكل تأكيد وزارة الأشغال العامة والطرق تعد الأكثر تضرراً مقارنة ببقية المؤسسات فقد تعرضت الوزارة للتدمير في المعدات والمخازن والكسارات من قبل هذا العدوان الغاشم، فكان طيران العدوان يتعمد قصف أماكن العمل عندما يتجمع المهندسون والعمال لترميم الطرق والجسور، وقد قامت الوزارة بالتنسيق مع منظمات دولية مانحة وعمل استراتيجية عامة للإصلاح شملت كل الحلول والمعالجات لنقاط الخلل والضعف السابقة من أجل ضمان تنفيذ الأعمال بشكل صحيح وفعال وفقاً للقوانين النافذة وبما يحقق الاستخدام الأمثل للموارد المتاحة.
معالي الوزير.. في نهاية هذا الحوار ما هي الكلمة الأخيرة التي تودون قولها؟
– إن إرادة الشعوب لن تقهر وإرادتها من إرادة الله سبحانه وتعالى ومن كان يؤمن بعدالة قضيته لا بد أن ينتصر، والذين باعوا أوطانهم من المرتزقة والعملاء لن يكون لهم تاريخ ولا وجود بين أبناء شعبهم ولن يرحمهم التاريخ.
كما نقول لتحالف العدوان: لقد أوهمكم ضعفاء النفوس بأن اليمن لقمة سائغة وانكم خلال أسابيع سوف تلتهمونها.. ولكن أثبتت أربع سنوات من الصمود أن هناك شعباً عظيماً جباراً قاوم كل قوى الشر والعدوان التي حاولت النيل من هذا الوطن.. فاليمن محروسة برجالها الصامدين.

قد يعجبك ايضا