العدوان يسعى لجر قبائل المهرة إلى خيار المواجهات المسلحة

يواصل العدوان تنفيذ مسلسل الأطماع والهيمنة الرخيصة على موانئ ومنافذ اليمن في المحافظات الشرقية ، فمنذُ إرسال السعودية قواتها إلى محافظة المهرة أواخر العام 2017 بمزاعم مكافحة التهريب عملت السعودية عبر قواتها والميليشيات التابعة لها على زعزعة الأمن والاستقرار في محافظة المهرة.
ومؤخرا أرسلت السعودية إلى المناطق الساحلية قوات عسكرية معززة بالمدرعات، وباشرت عملها في منطقة عينة الساحلية ومنعت مئات من الصيادين من ممارسة أعمالهم في الصيد التقليدي” وتحاول قواتها بين الحين والآخر جر المحافظة إلى مربع العنف والمواجهات المسلحة عبر استفزازها للقبائل ومواصلة تطويقها بالثكنات العسكرية والميليشيات. ففي الاثنين الماضي، دارت اشتباكات بين قبائل المهرة ومليشيات تابعة لراجح باكريت ومدعومة من القوات السعودية حاولت تأمين وصول شاحنات عسكرية إلى منطقة شحن، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. وحذرت القبائل من أي تصعيد عسكري سعودي في أراضيها وتوعدت بالدفاع عن نفسها.
قبائل المهرة تحذر
حذرت قبائل المهرة في آخر بياناتها السعودية ومليشياتها من التصعيد أو محاولة السيطرة على المديريات والقرى، ونشر جنود سعوديين أو مليشيات تتبعهم في أي منطقة في المحافظة، لأن ذلك يعتبر تعدياً وتحدياً واضحاً لإرادة أبناء محافظة المهرة وفرض أجندة السعودية بالقوة ، وتوعدت القبائل في حال عدم الالتزام لهذا النداء لن تظل قبائل محافظة المهرة مكتوفة الأيادي، وقد تضطر إلى الدفاع عن نفسها في حال التعدي على حقوقها ومصالحها.
وقال الشيخ اليمني البارز “علي سالم الحريزي”، إن قبائل المهرة أطلقت عدة مناشدات تطالب برحيل القوات السعودية والإماراتية من محافظتهم ، وأضاف “الحريزي” في تصريحات صحفية، أنه رغم الصعوبات التي تواجه القبائل المهرية فإنها مضطرة للدفاع عن ممتلكاتها بأسلحتهم الشخصية، أمام جيش السعودية وقواتها التي تنتشر في الصحراء والسواحل ، وأكد “الحريزي” أن راجح باكريت” هو أداة من أدوات العمالة والخيانة بيد السعودية والإمارات، وأن من يحكم المحافظة فعليا هو القائد العسكري للقوات السعودية في مطار الغيظة، وأوضح أن السعوديين طلبوا من باكريت تسليمهم كافة الموارد والثروات، ويعملون على تقاسمها بينهم ولا يتم توريد الإيرادات للبنك المركزي اليمني، ويقومون بشراء الذمم بهذه الأموال، بينما تعيش المحافظة أوضاعاً مأساوية.
شرعنة الإخفاء القسري والسجون السرية
انزلقت القوات السعودية وميليشياتها نحو اختطاف أبناء المحافظة وشرعنة السجون السرية، ونقل سيناريو عدن سيء السمعة إلى محافظة المهرة حيث أقدمت ميليشياتها الثلاثاء الماضي على اختطاف المواطنين محمد عبدالله مسلم مدهوف رعيفت وعلي سعد ظليل كده، واحتجزتهم في مطار الغيظة”، حيث قاعدتها العسكرية ، وذكرت مصادر محلية حينها أن اختطافهم جرى ليلاً من الخيمة في قرية يروب (30 كم شرق الغيظة) واقتادتهم إلى مطار الغيظة المحتل من قواتها. وأضافت المصادر أن سبب اعتقالهم يعود إلى “انتشار مقطع فيديو لشخص من اقربائهم يرفض تواجد أي معسكرات على أرض المهرة ، وتم اعتقالهم ليخبروهم بالشخص صاحب الفيديو دون أي مسوغ قانوني”. وطالبت “عائلات المختطفين قوات الاحتلال السعودية ومليشياتها في المهرة بإطلاق سراح المذكورين”، كما ناشدت المنظمات الحقوقية لـ “التدخل لوقف هذه الانتهاكات التي تمارسها السعودية ضد الرفض الشعبي لتواجدها في المهرة”.
إدانة حقوقية
طالبت منظمة سام للحقوق والحريات التي تتخذ من جنيف- مقرا لها النظام السعودي بالتوقف عن ارتكاب الانتهاكات والجرائم بحق المواطنين اليمنيين في محافظة المهرة والإفراج فوراً عن الشابين المذكورين وأي معتقل آخر في حال وجود معتقلين آخرين، وقالت إن وجود القوات السعودية في محافظة المهرة وجود غير قانوني فضلا عن ما يتبعه من انتهاكات وجرائم بحق السكان.
وأشارت إلى أن ما تقوم به القوات السعودية ومليشياتها في المهرة هي انتهاكات غير مقبولة لحقوق الإنسان ، وشرعنة لأعمال العصابات والاختطافات والإخفاء القسري.

قد يعجبك ايضا