“عُــرسُ الـسـبـعِيْنَ”

 

حسن الشرفي

ماذا يقولُ لوعيكَ السبعينُ … وأمامك المليون والمليونُ؟
وأمامك الأمواجُ في جنباتهِ … تسجو، وفيها عرسها الميمونُ
حَدِّقْ بُكلِ الإتجاهاتِ التيْ … زحفتْ ومنها النصرُ والتمكينُ
ماذا تقولُ لما بنفسك أمَّةٌ … تأريخُها بِنقائه مــقــرونُ
اللهُ ،، ثم الشعبُ،، ثم سِلاحُهَا … معها فحيثُ تكونُ فيه يكونُ
ما فرَّطتْ في أرضِها أو عِرضِها … أبداً لأن وجودها مضمونُ
وَ لأنَّهَا بحضورِها في نفسهِا … ما عاشَ فوق ترابها مغبونُ
هي والكرامة توأمٌ منْ قبل أنْ … يتزاوج المهفوفُ والمجنونُ
مِنْ قبل أمرِيْكَا وأبيض بيتِها … فيما حكاهُ وُجودُها الملعونُ
حَدِّقْ بِكل شعورك الواعي وَ قُلْ … عِندي شهورٌ حُرَّةٌ وقرونُ
يَا هُدْهدَ النبأِ اليقين لمحته … في الجوّ يحمي عرضَهُ وَ يصونُ
اليومَ والعامُ الجديد يزفُه … “بدراً” وفي خُيلائِهِ “بينونُ”
اليومَ في “السَّبْعِيْنِ” نجتازُ المدى … قُدُماً،، وكلَّ المعطياتِ يقينُ
هذا هو الإيمانُ واليمن الذيْ … ما عندهُ شكٌ ولا تخمينُ
………
ماذا يقولُ لجرحِكَ السبعينُ؟ … وأمامكَ المليونُ والمليونُ
وَ أَمام نَاظِركَ الثلاثُ سريعةً … والحلم في أهدابِهِ مسجونُ
وتطِلَّ رابعةٌ وفي الجبهاتِ مَنْ … يُخْزَى به النمرودُ والفرعونُ
وَ بِها عفاريت المتاريس التيْ … في كأسِها الزقومُ والغسلينُ
وَ بِها الذي لا مجده يَبلى وَ لا … يَفنى، وفيها تُبّعٌ وَ معينُ
وَ بِها الَّسلَالِمُ والحُفاةُ بِكلَّ مَا … أعنيْهِ والـطـوفـانُ والطَّاعُونُ
مِنْ كُلَّ حَامِلِ رَوْحِهِ في كَفَّهِ … لا “البنج” يشغله ولا “الأفيونُ”
وَ بِهَا الخنادق والبنادقُ والذي … يدرون،، والمخبوءُ والمخزونُ
وَ لَهَا المشطبة الرهاف وكلها … بيد الهلاك وناره مِسْنُوْنُ
……..
وَ لِأنها حَرْبٌ بدون هوادةٍ … سَتَرَى عواقِبها من المغبونُ
بَدَأَتْ بِدايَةَ واثقين بِأنهمْ … وصـلـوا وأنَّ مسارها مأمونُ
وَ لِأنّ ذاكرةَ البعير مريضةٌ … وَصلتْ إلى حلقومِهِ السِّكِّيْنُ
فوعى وقد فاتَ الأَوانُ بِأنَّنا … يَمَنٌ بِآياتِ الهدى مسكونُ
ما اختار إحدى الحُسنيين تعسُفاً … أوْ شَاءَهَا وَ خياره مَرْهُوْنُ
اليومَ يدري الكونُ أنَّ رصيدَهُ … أغنى،، فما “سلمانُ؟ ما قارونُ؟”
قُلنا لهم مِنْ بِدْءئها إِنَّا لَهَا … وَ كما نُدَانُ مع الغُزاةِ نَدينُ
أَلْكُلَّ في دَرَكِ الهوانِ كأنهمْ … جيفٌ تَذِلُ بِبَأسِنَا وَ تهُونُ

قد يعجبك ايضا