الرؤية الوطنية .. ثمرة الصمود

 

حاتم شراح

تتضمن الرؤية الوطنية جوانب تهم المواطن والوطن بعيدا عن التبعية ووفاء لدم الشهيد الرئيس صالح الصماد الذي أطلق شعار يد يحمي .. ويد تبني ، وفعلا الرؤية الوطنية هي بمعنى أن ما نريد يجب أن يكون لا ما يريد غيرنا ، الأهداف والسياسات نحن من نضعها ، ونحن من نتلمس احتياجاتنا ، وكل مواطن له الحق في إثراء هذه الرؤية ، أن تنطلق هذه الرؤية ونحن على أعتاب العام الخامس ، فهذا دليل انتصار في ظل إخفاق ، وفشل ذريع لقوى العدوان التي تستحوذ على موارد البلد ، ودعم أغنى دول العالم ، والمنظمات والهيئات الدولية ، ومع كل ذلك يفشلون ولا يمتلكون ذرة من سيادة أو قيراط من كرامة أو مثقال حبة من خردل من استقلال .
مرور أربعة أعوام والدخول في العام الخامس ، ومع ذلك انتصارات متلاحقة بحجم القضاء على فتنة حجور التي لا تقل شأنا عن الحديدة أو ميدي أو الجوف وكتاف وغيرها من الجبهات ، الرؤية الوطنية هي الكفيلة بأن تحول تطلعات وآمال اليمنيين من أحلام إلى واقع ، الأهداف التي كانت مقولات ، وحبر على ورق سيتم ترجمتها إلى واقع من خلال الرؤية الوطنية ، وما على الجهات المختصة سوى التوعية بأهمية استقاء الأفكار من أهل الاختصاص ، والاستعانة بالكفاءات الوطنية ، والتحلى بالتفكير الإبداعي في تنفيذ المشاريع ، والتخطيط للرؤى ، ولعل لنا نمتلك كفاءات في كل مجال من المجالات.
كما أن هناك من التجارب في كل البلدان ما يجعل لنا الحق في أن نستفيد من كل التجارب العالمية ، لبلوغ ما نصبو إليه ، فعلى سبيل المثال في المجال السياسي ، تتضمن الرؤية معالجة آثار الصراع السياسي ، كما تتضمن محورا للمصالحة الوطنية ، والحل السياسي ، وتركز على التقريب بين الأحزاب ، ولنا أن نتأمل كم من الوقت وكم من اللقاءات التي بذلت للتقارب من الذي كان يفشلها، أليس الخارج ؟ نعم والخروج مما نحن فيه لن يكون إلا بالاستقلالية وعدم التبعية للخارج ، ولو كان الخارج حريصا علينا لما أدخلنا في معمعة هذه الحرب على مدى أربعة أعوام ، ولعل من سيحرص على تبعيته للخارج سيخسر كل شيء .
والرؤية الوطنية كذلك لم تغفل الجانب الإجتماعي حيث حرصت على أن تتضمن قضايا تهم المواطن مثل العدالة الاجتماعية ، والتماسك والهوية الثقافية ، ومكافحة الفقر ، ووفقا لتصريح الحوري بالأمس فإن الرؤية إذا ما تم العمل عليها بجدية من الحكومة والجهات المعنية فإنها ستحقق المساواة وتكافؤ الفرص ، والتقارب بين فئات المجتمع ، هذه الأفكار هي ما يريده المواطن ، أيا كان انتماؤه ، وهي فرصة للتقارب وسبيل للتعايش والمواطنة ، وكفيلة بأن يعود اليمن إلى سابق عهده كمهد للحضارات ، واليمن في ظل هذه الحرب أوجد كثيرا من البدائل ، والمعالجات كما أثبت للعالم أنه بلد اقتصادي ، لم تؤثر فيه الرفاهية أو آثار العولمة ، ولولا ذلك الاستغلال السيئ للديمقراطية والحزبية ، والعمالة للخارج لما وصلنا على ما وصلنا إليه أعني من حرب جاءت أساسا لإعادتنا إلى الوصاية بعد أن انفلتنا منها ، والرؤية الوطنية لن تقبل الوصاية أبدا ، يجب أن تكون الرؤية وفقا لما نريده وكيفما نريده ، وكل تلك المحاذير والمحظورات من القوى التي كانت تتولى إفشال أي مشروع وطني .
الآن سيتم ومن خلال هذه الرؤية السعي للإكتفاء الذاتي مما يؤثر على استقلال قرارنا السياسي ، سيتم انتاج ما نريد نحن انتاجه وزراعة ما نريد نحن انتاجه ، وصناعة ما نحتاجه نحن وما نمتلك من قدرات وكفاءات كفيل بأن نخرج هذه الرؤية إلى الواقع ، فلسنا أقل شأنا من كثير من الدول ، التي كانت ظروفها مشابهة لظروفنا ، ولعل ما يشهده الوطن من تحولات اجتماعية ، وقناعات ، وكيف تكيف المواطن اليمني مع ذلك التحول الذي أرادته قوى العدوان بقطع كل الخدمات والمرتبات ، وما تسعى إليه من وراء جرائمها الوحشية التي لم تزد اليمنيين إلا ثباتا وقوة ، وصمودا ، وما الرؤية الوطنية إلا تعبيرا صادقا عن استقلال القرار السياسي اليمني .
وكلما تفاعل اليمنيون وشاركوا من خلال التفكير في حل جميع قضايا ومشكلات الوطن كلما نجحنا في تنفيذ هذه الرؤية الوطنية التي أيضا تتضمن حل قضايا تتعلق بسيادة القانون والتسريع في التقاضي ، وضمان وجود منظومة عدلية سليمة تتكامل فيها أجهزة القضاء والنيابات وأقسام الشرطة والسلطة المحلية ، وفعلا عندما يصل المواطن إلى نيل العدالة فعندها سوف يلتفت إلى جميع الجوانب أخرى .
وبالنسبة للعدالة إذا لم يتدخل الخارج في قرارنا السياسي ، فنحن من أرسى قواعد وأسس العدالة ، ولنا أن ننظر ونلاحظ كيف أنجزت المؤسسات الأمنية كما هائلا من النجاحات ، وما تشهده المحافظات التي لم تتلطخ بدخول المحتلين الجدد ، كم نسبة الجرائم هنا وهناك يلاحظ الفرق ، ولعل المواطن اليمني من خلال تاريخه هو مواطن يتحلى بأعلى درجات الانضباط الأخلاقي كما يمتلك وازعا دينيا يمنعه من فعل الجريمة والجرائم التي تحصل هي بفعل الـتأثر بأخلاق الغير ، من خلال من تأثر بالآخرين إما عبر وسائل الإعلام أو التعصب ، أو غير ذلك .
أما المواطن اليمني الأصيل فهو شخص يمتلك من الأخلاق ما يجعله محل احترام وتقدير من الآخرين وهذا ملاحظ من تعامل اليمنيين أينما ذهبوا وأينما سكنوا ويكفي أن نعرف أن التجار اليمنيين كانوا سببا في إسلام الكثير من سكان دول جنوب شرق آسيا من خلال التعامل ، وهنا لابد من زرع هذه الهوية الإيمانية والأخلاقية لليمني بأن يكون كما هو معهود منه .
كما تضمنت الرؤية مواضيع الصحة والتعليم ، والبنية العمرانية ، والمنظومة الرقابية والحقوق والحريات والإعلام ، والمشاركة المجتمعية ، والابتكار والمعرفة ، ومكافحة الفساد ، وهذه القضايا إذا تم تحديثها وحل مشكلاتها وفقا لرؤية وطنية تهدف وتنشد المصلحة العليا للوطن فهذا مما لاشك فيه سيقود إلى بناء الدولة اليمنية الحديثة التي ستكون رائدة في جميع المجالات .

قد يعجبك ايضا