الحرب الإلكترونية ” خطر ممنهج “

 

محمد أحمد المؤيد

من لا يفقه الحرب وقذارتها التي تنبع من الأسلحة المستخدمة فيها لن يفيق إلا عند نقطة ” كش ملك ” ، وباعتبار أن الحرب خدعة ومن حق المتحاربين انتهاز الفرص ، فلا مجال (للدعممة) وجعل العدو يسرح ويمرح في الميدان الذي عصي عليه عسكرياً وسياسياً ، ولكنه للأسف لازال يحرك خيوطه العنكبوتية (بأريحية) تامة فتارة يختلق المهاترات المجتمعية والقضايا التشكيكية والزج بالأصوات النشاز التي تعمل على تثبيط الهمم بين أوساط المجتمع حتى أننا ننصدم حينما نجد أنه لازال يوجد بيننا من يشكك في مظلومية هذا الشعب العظيم ووطننا الحبيب وشن الحرب عليه منذ أربعة أعوام وعلى وشك دخول العام الخامس ، وكيف أن الغباء أو التغابي عن التضحيات الجسام التي يقدمها وطننا وأبناؤه وبناته كل يوم يعد عاملاً من أهم العوامل التي أخرت النصر لأنه كما قال تعالى : ” إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ” صدق الله العظيم .
لأنه إذا أنا وأنت كيمنيين أحرار وشرفاء إذا لم نقتنع فيما بيننا بعدالة قضيتنا وعظم مظلوميتنا التي يجب التصدي لها بشتى الوسائل وبكل السبل والإمكانيات وتسخير جل طاقاتنا وتوجهاتنا صوب العدو (السعوأمريكي) الملعون وإلا لا ننتظر نصراً على عدونا ولاهم يحزنون !!? لأنه كيف نقنع غريمنا وخواننا لا زلوا يظنون أنها ” لعبة العريس والعروس ومتى سيدخل بها ” ..!!!?، وتارة أخرى يختلق الأزمات والمناكفات التي لا يتضرر فيها إلا المواطن المسكين ولقمة عيشه ، والتي بصفة شخصية أعبر عن أسفي من ما يلاقيه فئة الفقراء والمساكين والمتيسرين (بستر الحال) من ظلم وإجحاف وغبن قد لا أستطيع أن أعبر عن ما في نفوسهم والذين – وهذه حقيقة – كلما اشتدت على العدوان (السعوأمريكي) حالتهم الانهزامية كلما توجهوا تلقاء صب غضبهم وحنقهم واستكبارهم غير المبرر له على هذه الفئة التي لا حول لها ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
كثيرة هي الطرق والأساليب الحربية الممنهجة والخبيثة التي راوغ وحاول العدوان أن يجر البلد إلى مستنقع لا يحمد عقباه ، لكن الله سلم والتي كان آخرها ما صار في حجور وكشر ، ولكن الذي يجب أن يسلط الضوء عليه هذه المرة هي تلك الحرب الإلكترونية أو العنكبوتية ، التي باعتقادي أنها هي رأس الأفعى في كل المضايقات التي يواجهها المجاهدون والوطنيون عبر تلك الحملات المفتعلة داخل أبناء الوطن الواحد كزعزعة الأمن والسكينة وتحريك خيوط الدعارة والفساد المالي والإداري والتشكيك في نية السيد وتحويل المواضيع إلى فئوية وعرقية مقيتة ، وكذا نبش القضايا الهامشية وجعلها رئيسية، والعكس صحيح ، كما في مسألة الفساد الوظيفي والقضائي وغيرهما ، الذي حتى وإن وجد نزر يسير من بعض المتغرضين ، لكن القيادة بصدد قلع العدوان الخارجي الذي يغذي الفساد والمفسدين المحليين مع مزيج إدارة حديقتهم الفسادية الغناء، التي صدقوني لن تمر هذه المسألة مرور الكرام على السيد القائد ومبادئ المسيرة القرآنية ، ولكن مازال هناك من هو أولى وأقدم في المواجهة وتسخير الجهود كما العدوان(السعوأمريكي).
تعتبر الحرب الإلكترونية من أخطر الأدوات التي تشن بها الحروب ، كونها تمهد الطريق للعدوان عبر إيجاد بيئة مناسبة تعمل على تقوية وتثقيف الحاضنة الشعبية داخل المجتمع المستهدف ، لذلك لو نظرنا إلى أهم الأسباب الرئيسية التي ساعدت النظام السوري التابع للرئيس الأسد هي تلك المقاومة الإلكترونية الوطنية السورية ، التي أعترف بها دولياً وصلابتها ، التي عصيت فعلا ً على العدوان الأمريكي وعملية اختراقها كونها شكلت حاجزاً أمنياً منيعاً أمام وصول القراصنة الإلكترونيين الأمريكيين والإسرائيليين والغربيين والعملاء العرب إلى أدمغة وأذهان المواطنين السوريين ، والتي من خلالها وهو ما يراد تطبيقه في اليمن عبر ترويج الأفكار والرؤى المسايرة والمتماشية مع أهداف وأطماع الأمريكان والغرب والصهاينة في أوساط الشعب ، حتى يخلقوا رأياً إما متذبذب وحلحلة وفكفكة اللحمة الوطنية في مواجهة العدو ، فيسهل حينئذ دخولهم أو إيجاد قناعات يصلوا بها إلى أدمغة بعض الطائشين (المتفقعسين) ، والذين ليس لهم نظرة إلى العمق أو إلى الأفق البعيد ومغازي المسألة إلا بطونهم وجيوبهم (الفارغة أصلاً كما عقولهم) ، وهو الأمر الذي يوجد من الشباب من يدعي المثالية في وسائل التواصل الاجتماعية – ويحدث فعلاً وموجود – فيعمل على دغدغة عقول وأدمغة الوطنيين فيساير أفكارهم ثم يعمل على مخالفتهم يوم، ويوم آخر يتماشى معهم ويستمر هكذا لفترة وما أن تسمح الفرصة وإذا به يفرض قناعاته بصورة شفافة ومكشوفة وبلا خجل وهو عميل من الدرجة الأولى كونه قد فتح باب العمالة بمصراعيه ، أو كما إحدى الفتيات – حدث فعلاً – التي تقوم بإجراء أسئلة بشكل يومي كل يوم سؤال غريب ، تارة عن المشاكل الزوجية والأسرية وتارة بالكلمة التي قد تقنعها بعدم انتحارها كونها تريد ذلك، وعن ما إذا الأب طلق زوجته وابنه يريد أن يتزوج بزوجة أبيه وأسئلة غريبة جداً ، وأحياناً غير مقبولة في الشرع والعقل، والمراد منها دراسة الحالات النفسية للناس وردود الأفعال وما الأشياء التي تؤثر في الناس وقد تخلق مشاكل ، حتى إذا أكملوا الدراسة الممنهجة والتحاليل من خلال آراء الناس ومن ثم يقومون بتطبيق تلك الوسائل التي تثير حفائظ الناس ، والتي تثير قضايا ومشاكل من أشياء لا تخطر على البال والحسبان ، وبذلك يسهل عليهم اختراق الشرائح الاجتماعية التي أوجدوا فيها ومن خلالها شرخاً قد يفتك بأسر ومجتمعات لا سمح الله(والحذر من البينات) ، حتى عبر عمل مسلسلات تؤهل شباب اليوم للتمرد على واقعهم وقضايا أمتهم وجعلهم كالأنعام ينقادون لأعداء الأمة والبلد الواحد .. والله أعلم.
..ولله عاقبة الأمور..

قد يعجبك ايضا