محافظ حجة هلال الصوفي لـــ”الثورة”: تم إخماد فتنة العبيسة وإفشال كل رهانات العدوان ومنافقيه

 

لقاء / مجدي عقبة

قال محافظ حجة هلال الصوفي إن فتنة العبيسة تم إخمادها وتم ايضا إفشال كل رهانات العدوان ومنافقيه، وإن أوهام العدو تبخرت أمام المواقف النضالية المشرفة لأبناء حجور في التصدي للمخططات التآمرية والبراءة من الخونة والعملاء .
وأضاف المحافظ الصوفي إن العدوان قام بالانتقام من أبناء كشر بعد هزيمته وإفشال كل رهاناته وقام بقصف المنطقة بعشرات الغارات وارتكب مجزرة طلان التي راح ضحيته أكثر من 50 شهيدا وجريحا من النساء والأطفال.
وأوضح محافظ حجة في لقاء خاص مع صحيفة الثورة أن العدو ومنافقيه ومرتزقته أخطأوا التقدير وكانوا يعتقدون ان «كشر» سهلة الابتلاع وسهلة السقوط، ولكنهم تفاجأوا بالبأس الشديد والقوة الكبيرة التي أصبحت عليها اليوم المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية واللجان الشعبية.
المحافظ هلال الصوفي تطرق في هذا اللقاء إلى أسباب نشوب الأحداث في العبيسة وكيف تم إخمادها وكيف قام المنافقون بالاعتداء على أعضاء لجنة الوساطة وتهديدهم بالتصفية؟، ورفض المنافقين كل لجان الوساطة وتعنتهم، الى جانب تسليط الضوء كيف ساهم العدو من خلال وسائل الإعلام التابعة له أن يرسم صورة مزيفة عن الواقع واستناده على صور انفجارات من سوريا وغزة وغيرها من الأكاذيب التي اعتمد عليها العدو.
اللقاء تناول الكثير من القضايا والملفات المهمة والخطوات الأولى التي قامت بها السلطة المحلية في محافظة حجة للحد من سفك اي قطرة دم واحدة.. تفاصيل أكثر تقرأونها في هذا اللقاء.. نتابع :

في البداية ، نتطرق إلى أسباب ظهور أحداث «العبيسة» بمديرية كشر؟، أين الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية قبل حدوث ذلك؟
– قبل الإجابة على سؤلك يجب أن ندرك أن ما حدث في منطقة العبيسة بمديرية كشر ليس وليد اللحظة وإنما نتاج عقود من إهمال الأنظمة السابقة لأبناء المنطقة عبر سياسة إذكاء الحروب والصراعات وزرع العناصر المتطرفة في بعض القبائل اليمنية لإضعاف شوكتها أمام تلك الأنظمة , لأنها كانت تعلم أن الانتماء للقبيلة يظل متفوقا على كل الولاءات الحزبية فما بالك لو أن هذا الانتماء تم تعزيزه بالمدنية والسلوك الحضاري!.. بالفعل ذلك كان ما يؤرق تلك الأنظمة التي ليس لها قاعدة شعبية حقيقية, وقبيلة حجور كانت الرقم الأكبر والأصعب بلا شك.
والمتابع للوضع يجد أن الدولة الحالية هي من التفتت بكل صدق للاهتمام بالقبيلة اليمنية وعلى وجه الخصوص قبيلة حجور ومنها مديرية كشر فكان الرئيس الشهيد صالح الصماد سلام الله عليه أول من تحرك لحلحلة مشاكلها وشكل لجنة رئاسية من الأخ وزير الإدارة المحلية ونحن للنزول الميداني والالتقاء بالمشايخ وعمل كل ما يلزم لإنهاء المشاكل القبلية والثارات وفعلا تحركنا والتقينا بالمشايخ ونجحنا في حلحلة وإنهاء بعض الصراعات التي كانت قائمة وكانت أبرز ما يقف عائقا أمامنا هي مشكلة التقطعات الحاصلة في منطقة العبيسة وما رافقها من أعمال السلب والنهب والاختطاف والتعذيب وحتى القتل والتي اتضح جليا ارتباط تلك العصابات بالأنظمة السابقة والتي دُعمت فيما بعد من العدوان نفسه لخلخة التماسك المجتمعي بين القبائل اليمنية المساندة للوطن في مواجهة العدوان , وحرصا من الدولة على تفويت الفرصة على العدو ولما تكنه من اهتمام وحرص على أبناء المنطقة وحجور ككل عمدت لإيجاد الحلول السلمية وتم الالتقاء بالمشايخ وتكليفهم بالتواصل لإنهاء تلك الأعمال الخارجة عن القانون والعرف القبلي ومعالجة المسببات إن كانت لهم مطالب محقة.
وجاء الرئيس مهدي المشاط مكملا لما بدأه الرئيس الشهيد صالح الصماد ..حريصا على أمن وسلامة المواطنين في كشر وإنهاء كافة النزاعات فيها والعمل على حلحلة مشاكلها وتامين الخط العام وإنهاء التقطعات والنهب والسلب والاختطاف، فسار الرئيس مهدي المشاط على ذات النهج والحرص والتوجه .
وقد التقى بنا ووجهنا بعمل كل ما من شأنه حقن الدماء وإنهاء الصراعات القبلية بين ابناء المنطقة وتأمين الخط العام أمام المسافرين، وتوالت الجهود والمساعي من قبلنا مع مشايخ المحافظة ومشايخ كشر ولجنة الوساطة، المشكلة بحسب توجيه الأخ الرئيس مهدي النشاط لنا وظللنا ما يقارب ثلاثة أشهر ونحن نبذل كل ما في وسعنا لإنهاء تلك الأعمال المشينة والخارجة عن القانون وعن العرف والسلف السائد بين القبل.
* كيف كان موقف بقية مشايخ محافظة حجة ؟!
– موقف مشايخ المحافظة بشكل عام كان موقفاً مشرفاً ورافض لتلك الأعمال التي كان يرتكبها لصوص ومرتزقة العبيسة ، كما كان لهم تحرك إيجابي معنا حيث انطلقنا في قيادة المحافظة وهم معنا بنحو 100 شيخ يمثلون كل مشايخ المحافظة بما فيهم مشايخ كشر الشرفاء ومكثنا ثلاثة أيام في منطقة الكاذية منتظرين لمشايخ النماشية ليضعوا حدا لتلك الأعمال المشينة والخارجة عن القانون والعرف والدين لكن دون أن تلقى دعواتنا اي استجابة .. وأمام هذا التصرف المنسلخ عن القبيلة اليمنية من قبل مشايخ النماشية فقد عبر مشايخ حجة عن موقفهم ووضعوا وثيقة شرف قبلية تجرم كل اعمال التقطع والسلب والنهب والخطف وأكدوا ضرورة تأمين الطريق المسبلة من قبل الدولة كون الضرر طال جميع أبناء المحافظة والمحافظات المجاورة واساءت تلك التصرفات للقبيلة واعرافها واسلافها وان جميع ابناء ومشايخ المحافظة عون على كل من يتجرأ على قطع الطريق امام المسافرين ووقع الجميع وثيقة شرف تجرم القطاعات.
وحرصا على عدم ارهاق المشايخ وتحميلهم مشقة البقاء , فقد تم إعفاؤهم بعد تحرير الوثيقة من قبل الأخوة مشايخ حجور على أن يظل مشايخ حجور بمختلف مديرياتهم إلى جانب الأخ محافظ المحافظة لمتابعة تنفيذ ما جاء في وثيقة الشرف .
* ما الأسباب التي أفشلت جهود الوساطة وفجرت الأوضاع من جديد خصوصا بعد نجاح تلك الجهود في وقف إطلاق النار وفتح الخط العام في معظم مناطق الاشتباكات ؟!
– كنا نحن والأخوة مشايخ حجور المعنيين أساسا بتنفيذ تلك الوثيقة التي اتفق عليها مشايح المحافظة بما فيهم مشايخ حجور كون تلك التصرفات تعتبر إساءة إلى قبائل حجور أولا وقبائل حجة بشكل عام وحرصا على حقن الدماء استمرت مساعينا لما فيه خير المديرية وابنائها وتواصلت الجهود وظللنا فترة ما يقارب الشهرين نتنقل في أرجاء المديرية نسعى لحل مشاكل أبنائها وإنهاء القضايا الشائكة الحاصلة ما بين ابناء المديرية انفسهم وما بين المديرية والمديريات الأخرى والتي كانت القطاعات السبب الرئيسي لها حيث وصلت أضرارها حتى إلى المحافظات الأخرى.
وتم خلال تلك المدة تأمين جميع عزل وقرى المديرية ووضع نقاط أمنية في منطقة المندلة والراكب وتواجد انتشار أمني في مركز المديرية ولم يعد أمامنا إلا تأمين سوق العبيسة الذي بيد بني النمشة وكان ذلك التمنع والمنع رغم كل المحاولات والتنازلات وعلى أن يتم تأمينها من أبنائها والدولة تتكفل بمرتباتهم واعتماداتهم وتغذيتهم , ولكن بلا أي فائدة كون العدوان كان الداعم والمتبني لتلك العناصر ويدعم تلك التصرفات وقد استاءت دول العدوان ومرتزقتها من تأمين الدولة للمديرية بتعاون ودعم من أبناء ومشايخ وعقلاء مديرية كشر .
فأوعز إلى أدواته من قبيلة النماشية ولعناصره في حزب الإصلاح إلى تفجير الوضع والدخول في حرب مع القبل المجاورة وتم الاعتداء على قبيلة بني الدريني وقتل أحد أبنائها وتجديد الحرب مع قبيلة الشنافية التي تم قتل أربعة من أبنائها من قبل النماشية.
فسعينا ومعنا جميع الشرفاء من مشايخ كشر إلى توقيف تلك الحرب وتسليم المطلوبين ولكن بدون أي تجاوب من قبل أدوات العدوان.
وتم طلبنا نحن ومشايخ المديرية للمرة الثانية من قبل فخامة الأخ رئيس الجمهورية الأستاذ مهدي المشاط حفظه الله وفي اللقاء بدد الأخ الرئيس كل الأوهام والأكاذيب التي روج لها العدوان وقال لهم «الدولة في مديرية كشر هي انتم يا أبناءها « وأوضح لمشايخ كشر أن الدولة من واجبها تأمين الناس وحفظ السكينة العامة وطالبهم بالسعي لحل المشاكل الواقعة في العبيسة التي أخلت بالأمن والاستقرار وارتكبت جرائم حرابة بحق المارة والمسافرين بقطعها للطريق وأعمال السلب والنهب والخطف .
وبناء على توجيهات الأخ الرئيس وجهنا بتشكيل لجنة لحلحة جميع تلك الإشكالات وتحرير صلح عام بين جميع القبائل المتصارعة في المنطقة ، وفور تشكيلها تحرك أعضاء اللجنة فورا إلى منطقة العبيسة وتم مهاجمتهم فور وصولهم بإطلاق النار عليهم وجرح اثنان من مرافقي اللجنة ولحرصنا على نجاح جهود اللجنة فقد تم تجاوز ذلك الاعتداء ودخلت اللجنة إلى بلاد النماشية في منطقة العبيسة وظلت لمدة يومين تنتظر احد مشايخهم للتحاور معه لكنهم تفاجأوا بعزوفهم عن الحضور بل وصل الحال بهم إلى تهديد رئيس وأعضاء لجنة الوساطة إن ظلوا في العبيسة قرية النماشية .
وعادت اللجنة خالية الوفاض وأرادت أن توقف عملها بعد ما لمسته من تعنت وعدم استجابة وتهديد لهم بالتصفية من قبل قبائل النمشة وعناصر حزب الإصلاح ، وطلبنا منهم إعطاء فرصة أخرى لحقن الدماء وتواصلنا بمشايخ المديرية الذين لبوا الدعوة باستثناء النماشية وأمراء الحرب من قيادات حزب الإصلاح وتم عقد لقاء موسع بحضور رئيس وأعضاء اللجنة وخرجنا بالاتفاق الذي تم إعلانه والذي نص على تشكيل لجنة من مشايخ المديرية للإشراف على وقف إطلاق النار فيما بين القبائل المتحاربة وعقد صلح كامل شامل فيما بينهم على أن تقوم الدولة بتأمين الخط العام.
وتحركت اللجان المشكلة من المشايخ وواجهتهم الكثير من الصعاب وتم التغلب عليها وتم بالفعل تثبيت وقف إطلاق النار وكنا قاب قوسين أو أدنى من الحل ثم نتفاجأ بأن اللصوص وقطاع الطرق ومعهم عناصر حزب الإصلاح وبدون أي مبرر يعاودون شن هجومهم على القبائل المجاورة لهم ضاربين كل الجهود والمساعي المبذولة لحقن الدماء عرض الحائط، وكان الهدف والمخطط التآمري كبيراً وبإشراف ودعم مباشر من قبل دول العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي ومرتزقة في فنادق الرياض والقاهرة لتفجير الوضع في المنطقة , بل إن المخطط كان مرتباً لتفجير الوضع في عذر بمحافظة عمران عبر القيادي المرتزق صالح غالب سوده .
وخيل لمرتزقة العدو وأدواته بأن تلك الجهود والمساعي تعتبر عجزاً وضعفاً من الدولة وأنّ الدولة عاجزة عن فرض سيطرتها بالقوة ،بل يمموا وجوههم شطر العمالة والارتزاق لقوى العدوان وأدواتهم وأحذيتهم القابعين في فنادق الرياض والقاهرة بعد أن ملأ بطون أولئك الحثالة بأموال الارتزاق والعمالة.
واستجلب أولئك الحثالة من بقايا حزب الإصلاح وقطاع الطرق واللصوص والنهابين طائرات العدوان ورصدوا الإحداثيات لمنازل المواطنين وتم ضرب واستهداف منازل وبيوت المواطنين من أبناء مديرية كشر .
وبات جليا أنهم جعلوا من فترة عمل لجان الوساطة واتفاق وقف إطلاق النار مطية للتحشيد والإعداد للهجوم على القبائل المجاورة ووصل قبحهم وإجرامهم للهجوم على منازل جيرانهم وإحراقها وقتل وخطف من وجدوا فيها من الرجال وترويع وتهجير النساء والأطفال وتدمير وإحراق المنازل.
وماذا عن المبادرة التي تقدم بها قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي؟، كيف تعاملتم معها وكيف كان موقف الطرف الآخر من هذه المبادرة ؟!
– الدولة رحبت ودعمت المبادرة التي تقدم بها قائد الثورة السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله تلبية لدعوة العقلاء والحكماء من أبناء مديرية كشر والتي قابلها مشايخ كشر الشرفاء وآليتها التنفيذية بالترحيب والموافقة, فيما رفض تلك المبادرة واليتها التنفيذية من المشايخ الضالعين بتلك الأحداث والذين ثبت ارتباطهم المباشر بقوى العدوان وأدواته , وبعد أن لم يعد هناك أي سبيل لعودة تلك الفئة الضالة إلى جادة الصواب، كان لابد من الحسم العسكري وهو ما تم بحمد الله وتوفيقه.
هناك من يقول أن احد الأسباب الرئيسية لأحداث حجور هو دافع قبلي للأخذ بالثأر من قتلة احد أبنائها ما صحة تلك الأقوال ،؟
– أولا ليس صحيح التعميم بأن الأحداث في حجور ، فحجور تشمل مديريات عديدة من المحافظة .. وإنما نسميها أحداث العبيسة وهي قرية من عزلة تتبع مديرية كشر .
وثانيا الكلام على أن من المسببات الرئيسية لأحداث العبيسة هو دافع قبلي للأخذ بالثار من قبيلة أخرى فهذا الكلام غير صحيح فالسبب هو القطاعات والنهب والسلب وعند تحركنا وتواجدنا في مديرية كشر وبتعاون مشايخ وأبناء كشر تم تأمين ووضع النقاط الأمنية في منطقة المندلة ومنطقة الراكب ولم يعد مع الدولة إلا تأمين منطقة العبيسة ولكن لصوص العبيسة سعوا إلى اختلاق قضايا قبلية وإحياء قضايا ثار مع القبل المجاورة بهدف إشغالنا عن الهدف الأساسي وهو تأمين الخط العام وكذلك للتخفيف من الضغط المجتمعي الذي كان هناك ، حيث كان هناك استياء كبير لما يحدث في العبيسة من سلب ونهب لأن أول المتضررين من تلك الأحداث كانوا هم أبناء كشر لذلك سعى لصوص العبيسة إلى حرف الأمر باختلاق حروب قبلية مع القبل المجاورة وشغلنا بقضايا الثار وتم قتل أحد أبناء قبيلة الدريني من قبل قبيلة النماشية وكذلك تجديد الحرب مع قبيلة الشنافية حيث تم قتل اربعة من أبناء قبيلة الشنافية من قبل قبيلة النماشية.
والحقيقة بأن العدو عبر لصوص العبيسة كان يرتب لتنفيذ مخطط كبير يصل إلى قبائل حاشد وإلى غيرها وكان اللصوص هم أدوات لتنفذ اجندة العدوان ومخططاتها.
* كيف تم إخماد الأحداث هناك ؟ وما دور السلطة المحلية في إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه؟
– أمام كل ما بذلته الدولة من مساعي لحقن الدماء وبعد ان انسدت كل آفاق الحل السلمي وبعد كل ما أظهره الخونة والمرتزقة وقطاع الطرق واللصوص من غدر وعدم استجابة للدعوات الصادقة ، أصبح لزاما على الدولة أن تقوم بواجبها في فرض الأمن والاستقرار والضرب بيد من حديد لكل من سولت له نفسه خدمة أجندة أعداء الوطن وخونته ، وهو ما تم والحمد لله إذ تحرك أبطال الجيش واللجان الشعبية ومعهم أبناء القبائل الشرفاء من كشر وحجور وتم إخماد الفتنة والقضاء على عصابات الارتزاق واللصوصية , وتم تأمين الخط العام وأصبحت منطقة العبيسة ومديرية كشر آمنة ولله الحمد والفضل.
ودورنا في قيادة السلطة المحلية لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه يتمثل بتثبيت النقاط الأمنية من رجال الأمن وإعادة النازحين إلى منازلهم بعد تأمين المنطقة وتقديم الخدمات اللازمة لهم وللمتضررين وقد وجهنا الجهات ذات العلاقة بذلك ,, وأجدها فرصة هنا لدعوة ابناء المنطقة إلى العودة إلى مساكنهم ومزارعهم وأعمالهم بعد تأمين منطقتهم وفتح الطريق العامة .
لماذا برأيك راهن العدوان على نجاح أحداث حجور؟ وماذا تعني حجور للمنافقين والعدو بشكل عام؟
– العدو راهن على ورقة حجور باعتبارها الورقة الأخيرة بيده لكسر إرادة اليمنيين آخذا في باله المعارك السابقة التي خاضتها القبيلة ضد أنصار الله ابان الحكم البائد , فتوهم أن قبائل حجور ستنسلخ عن قيمها ومبادئها وستتحد بحكم الولاء القبلي ولو على الباطل ضد الدولة القائمة والتي يمثلها أنصار الله .. لكن تبخرت كل أوهامه أمام المواقف النضالية المشرفة لأبناء حجور في التصدي للمخططات التآمرية لقوى العدوان والعمالة والبراءة من الخونة والعملاء .
وهذا الموقف الوطني ليس وليد اللحظة فرصيد قبائل حجور بشكل عام وقبائل كشر بشكل خاص يزخر بالتضحيات والبطولات في مواجهة العدوان من أول أيامه وخلال الأربع السنوات التي مضت وتشهد جميع جبهات الشرف والبطولة لأبناء حجور تلك المواقف البطولية في التصدي للغزاة والمرتزقة وقد قدمت مئات الشهداء من خيرة أبنائها للدفاع عن الوطن في مختلف الجبهات.
صف لنا دور الشخصيات الاجتماعية في دعوة رموز احداث حجور للعودة الى جادة الصواب؟
– تطرقت لك في بداية اللقاء إلى الجهود التي بذلت لتجنب الحل العسكري في المنطقة ومنها جهود مشايخ ووجهاء المحافظة ولجان الوساطة ومشايخ , لكن كانت تلك الدعوات والجهود لا تلقى أي استجابة لأن قوى العدوان كانت هي من تحرك أدواتها هناك وتفشل أي جهود للحل .
ونحن في قيادة المحافظة نثمن تثمينا عاليا المواقف الوطنية والصادقة التي بذلها مشايخ المحافظة ومشايخ حجور وكشر ولجان الوساطة خلال الفترة الماضية ,, كما نثمن دورهم الوطني الكبير والمشرف إلى جانب الدولة لفرض الأمن والاستقرار وإنهاء الفتنة .
* في الأمس كان إعلام العدو يتحدث عن انتصارات كبيرة لأبناء حجور ضد من اسماهم الحوثيين، واليوم يتباكى إعلام العدو ويشير الى اعتداءات تطال الأطفال والنساء .. ما صحة تلك الأقوال؟*
– هكذا هم منذ اول يوم لعدوانهم يخلقون الانتصارات الوهمية ويصنعونها في كواليس قنواتهم ووسائلهم الإعلامية الصفراء وضمن سياسته في الحرب الإعلامية هو تلفيق التهم باستهداف الأطفال والنساء واستخدام الأسلحة الباليستية وغيرها من الأكاذيب كما حدث في أحداث العبيسة ..
وتلك الأكاذيب تم فضحها فلم يستطيعوا أن يثبتوا بصورة واحدة صحة أقوالهم بل بعض الصور التي كانوا ينشرونها لانفجارات ضخمة مدعين أنها باليستية وكان سرعان ما يتم فضحهم وبالدليل القاطع بأنها مأخوذة من أماكن أخرى جراء غارات العدوان على محافظات أخرى وبعضها أخذت من انفجارات في سوريا وغزة .
والآن لو تلاحظ بعد هزيمتهم قاموا بالانتقام من ابناء حجور فاستهدفوا منازل الآمنين وقتلوا الأطفال والنساء ودمروا كل ما يمس حياتهم من بنى تحتية وخدمية ,, ومن الخساسة والنذالة تجدهم يلصقون جرائمهم بأبطال الجيش واللجان الشعبية ولعل المجازر الأخيرة والتي راح ضحيتها أكثر من 43 شهيداً وجريحاً جلهم من النساء والأطفال أحد الأمثلة الجلية لكذبهم والمتابع يلحظ كيف أعمى الله ابصارهم أذ بثوا عبر قنواتهم تسجيلا مصورا أثناء ارتكابهم للجريمة مدعين أنها عملية رصد وتتبع واستهداف لمجاميع مسلحة حوثية بحسب زعمهم ويتضح أن استهدافهم كان للنساء والأطفال الأبرياء الذين اختبأوا في ذاك المنزل هربا من قصفهم وغاراتهم الجوية.
بالحديث عن المجزرة التي ارتكبت بحق النساء والأطفال في مديرية كشر هل لكم أن تعطونا تفاصيل ما حدث ؟ وهل هناك جرائم أخرى حدثت؟
– كما قلت أنه بعد هزيمة قوى العدوان ودحر مرتزقتهم شنت طائرات العدوان عدداً من الغارات الهيستيرية الانتقامية من ابناء كشر فاستهدفت منازل المواطنين في منطقة طلان بمركز المديرية إذ استهدفت منزل المواطن محمد الهادي والذي كان بداخله نحو 50 امرأة وطفلاً كانوا قد تجمعوا فيه خوفا من قصف الطيران وتم استهداف المنزل بغارة جوية أصابت جزءاً من المنزل فخرجوا جميعا وتفرقوا في عدة منازل مجاورة وكانت مجموعة منهم في نحو 25 امرأة وطفلاً من أسرة آل الهادي جلهم أطفال ونساء ذهبوا ودخلوا منزلاً يتبع المواطن محمد الزليل ، وبعد أن تم رصدهم من قبل طائرات العدوان وهم يدخلون المنزل استهدفتهم بغارة جوية مباشرة أدت إلى استشهاد 12 طفلاً وامرأة, وجرح 13 آخرين، وبمنطقة ليست بعيد تقريبا على بعد 200 متر من المنزل المستهدف كانت هناك أسرة المواطن علي أحدب التي كانت مع موعد مع الإجرام الأمريكي السعودي الإماراتي حيث تم استهدافهم بغارة جوية أسفرت عن استشهاد عشر من النساء والأطفال وجرح 6 آخرين .
إضافة إلى عدة غارات جوية استهدفت منازل عشرات المواطنين كما تم استهداف شاحنة نقل تقل أسرة نازحة على الخط العام وأدت إلى مقتل من عليها ,, كما استهدفت طائرات العدوان سيارة إسعاف ولا زالت طائرات العدو الاستطلاعية والحربية إلى اللحظة تحلق بكثافة في المنطقة وتثير الرعب والهلع في أوساط المدنيين الآمنين.
ومما يجدر الإشارة إليه أن التحليق المكثف والمتواصل لطائرات العدوان في سماء المنطقة حال دون وصول المسعفين وسيارات الإسعاف وهو ما يجعل الرقم الخاص بأعداد الضحايا مرشحاً للزيادة.
* ما رسالتكم للعالم والمنظمات الحقوقية وصمتها حيال المجازر التي يقوم بها العدوان آخرها مجزرة طلان؟
– هذه الجريمة الشنعاء تمثل انتهاكاً صارخاً لكل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية والإنسانية وجريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان ، وتظهر الوجه القبيح للعدوان الغاشم وتكشف حقيقة مخططاته التي كانت تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في مديرية كشر وإرغام أهلها على ترك منازلهم وقراهم والنزوح إلى مناطق بعيدة ليسهل له احتلالها .
ومجزرة طلان بمديرية كشر ليست بالشيء الجديد على قوى العدوان بل تضاف إلى سلسلة جرائمه بحق المدنيين الأبرياء ، والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال التغاضي عنها او اسقاطها بالتقادم.
ونؤكد بأن مجازر العدوان لن تثني الشعب اليمني عن الاستمرار في مواجهته وبذل الغالي والنفيس إلى ان يتحقق النصر المؤزر بإذن لله.
كما ونحمل الأمم المتحدة والجهات الدولية المعنية بحقوق الإنسان مسؤولية هذه المجزرة المروعة بحق اطفالنا ونسائنا كون صمتها المعيب والمخزي إزاء الجرائم السابقة بحق شعبنا أعطى الضوء الأخضر للمجرمين من قوى العدوان لارتكاب هذه الجريمة البشعة وغيرها من الجرائم .
ورسالتنا للشرفاء من أحرار العالم بإن يقفوا مع مظلومية شعبنا الذي يقتل اطفاله ونساؤه بدم بارد.
* ختاما: بعد أيام ندشن السنة الخامسة من الصمود في وجه العدوان ما هي رسالتكم بهذه المناسبة ؟
– نجدد العهد لله وللوطن ولقائد الثورة السيد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي وللقيادة السياسية ممثلة بالرئيس مهدي المشاط وللشهداء العظماء بالثبات على درب الجهاد في سبيل الله وبكل الوسائل والجهود دفاعا عن الأرض والعرض من دنس الغزاة والمحتلين حتى تحقيق النصر المؤزر بإذن الله .
ونقول للعدو وقادته ومنافقيه ومرتزقته نحن اليوم وبعد أربع سنوات أكثر قوة وأكثر بأسا واشد عزيمة, فلا تخطئوا التقدير مجدداً , لأن جمعكم في يقيننا قد بدد وأيامكم عدد .
وقد حسمنا أمرنا « إما فوق الأرض أعزاء , أو تحت التراب شهداء».
ونرفع رسالة شكر وامتنان ومحبة لأبطال الجيش والأمن واللجان الشعبية ونحيي انتصاراتهم العظيمة وتضحياتهم الجسيمة للدفاع عن تراب الوطن الطاهر وإفشال مخططات ومؤامرات العدو.
كما نشكر كل الشرفاء من أبناء هذا الشعب المجاهد والصابر الذين أذهلوا العالم بصمودهم خلال أربع سنوات أمام أبشع عدوان في تاريخ العالم المعاصر ,, كما أشكر القائمين على صحيفة «الثورة» متمنيا لهم المزيد من العطاء.

قد يعجبك ايضا