ملتقى الوحدة .. ختامه غير مسك

 

حسن الوريث

بالتأكيد أن فعاليات الملتقى الشتوي الذي نظمه نادي وحدة صنعاء كانت متميزة كفكرة وجهود ومشاركة، وكانت كبيرة قياساً بالكم الكبير من المشاركين في مختلف فعالياته التي تضمنت مسابقات لمختلف الألعاب الرياضية والفئات والجهات المشاركة ابتداء من الأندية مروراً بالجامعات وصولاً إلى الشركات والقطاع الخاص، وهو ما يحسب للنادي وإدارته.
ونحن عندما نتحدث عن هذا النشاط ونشيد به فإن ذلك لا يمنع من توجيه بعض النقد للنادي واللجنة المنظمة التي رغم جهودها الكبيرة في تنظيم الملتقى، إلا أنها عجزت عن تنظيم حفل ختام الملتقى الذي جاء حافلاً بالفوضى والارتجال والتنظيم السيء، وهذا ليس كلامي أنا لكنه كلام كثير من الذين حضروا حفل اختتام ملتقى الوحدة الشتوي.
مما لاشك فيه أن تلك الفوضى التي عمت ساحات الملعب ومكان التكريم والهرج والمرج الذي ساد الموقف ينسف كل الجهود التي بذلتها اللجنة المنظمة طوال فترة الملتقى الذي كما قلت في موضوع سابق إنه سيجعل الشتاء الرياضي دافئاً من خلال المسابقات والأنشطة التي تضمنها البرنامج العام، لكن ما حدث في حفل الختام والفشل الكبير في إدارته وتنظيمه رسم في الأذهان صورة سيئة عن اللجنة التي أشرفت على التنظيم، ويؤكد أننا مازلنا فعلاً بعيدين عن الآخرين الذين يخططون لكل شيء منذ البداية حتى النهاية، ويبدو أن المثل الشعبي “مابدا بدينا عليه” هو شعارنا السائد الذي نعمل به ويحكم كل حياتنا، فما شاهدته أنا شخصياً وشاهده الكثيرون من تضارب في الاختصاصات بين أعضاء اللجنة داخل الملعب في الاحتفال وكل يريد فرض رأيه وطريقة الدخول والخروج والهرج والمرج الذي حدث يدعونا إلى التساؤل عن كيفية إدارة اللجنة المنظمة؟ ومن هو المسؤول عن حفل الاختتام؟ وهل تم وضع خطة للاحتفال ودخول وخروج المشاركين والمكرمين والضيوف والجمهور أم أن الموضوع ترك للظروف؟ وهل تم حساب وقت الاحتفال أم لا؟ وهل تم وضع برنامج الكلمات أم أنه كما شاهدنا أن البعض استلم المايكرفون بالقوة والبعض الآخر تم إجباره على إلقاء كلمة؟ وهناك الكثير من التساؤلات التي يفترض على مجلس إدارة النادي- إذا كان ثمة مجلس موجود -أن يضعها على طاولته لتلافيها في الملتقيات والبطولات القادمة التي ينظمها النادي حتى لا يتكرر ما حدث من فوضى.
وهناك شيء مهم حدث في الاختتام كان محل استغراب الجميع وهو رفض الوحدة لكرة القدم الصعود إلى منصة التكريم، وهذا تصرف مرفوض مهما كانت الأسباب، وعلى النادي أن يقف أمامه حتى لا يمر مرور الكرام ويصبح موضة ويحرج النادي وإدارته هذا إذا كانت إدارة النادي قادرة على اتخاذ موقف وقرار لمحاسبة الفريق أو الشخص المسؤول عن ذلك، وبالتأكيد أن إعلان القرار من مجلس الإدارة سيكون بمثابة ردع لكل من يفكر أن يورط الإدارة والنادي ويحرجهم في بطولات قادمة.
رسالة..
رسالتي إلى نادي الوحدة الذي مازال من الأندية القليلة التي تنظم بطولات وملتقيات رياضية منتظمة تشترك فيها الأندية المختلفة خاصة في ظل الظروف والأوضاع التي تمر بها بلادنا جراء العدوان والحصار، فشكرا لكم، ولكن يجب أن تستفيدوا من تجارب الآخرين والاستعانة بكوادر من الأندية والاتحادات من الذين يمتلكون الخبرة في تنظيم البطولات لضمان النجاح حتى لا يكون مصيرها الفشل كما كان حفل اختتام الملتقى فاشلاً، ونحن نقول في المثل “ختامه مسك”.. لكن ملتقى الوحدة كان “ختامه غير مسك” وعليكم دراسة الأسباب التي جعلته كذلك ومعالجتها حتى يكون كله مسكاً من أوله إلى آخره.

قد يعجبك ايضا