هل تخطط أبو ظبي لاختراق حراك الجزائريين؟

الامارات تدخل على خط التظاهرات

 

من بين الشعارات الكثيرة التي رفعها المتظاهرون الجزائريون في الجمعة الثالثة المناهضة للعهدة الخامسة، رصد الصحفيون الذين غطوا هذه الاحتجاجات شعارات وهتافات مناهضة للإمارات، ومنددة بتدخلها في شؤون بلادهم.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها “تسقط الإمارات” جنبا إلى جنب مع لافتات أخرى تطالب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بمغادرة الحكم والتخلي عن الطموح لمأمورية جديدة.
ورغم أن الإمارات لم تعلن رسميا عن موقف مما يجري بالجزائر من حراك متصاعد ضد نظام الرئيس بوتفليقة، فإن وسائل الإعلام التابعة لها والمعبرة عنها سارعت إلى إفراد تغطية موسعة لتلك الاحتجاجات، كما أن بعض الكتاب والمغردين المعبرين عن الموقف الرسمي الإماراتي بدوا أكثر ابتهاجا وفرحا باحتجاجات الجزائر من نظيراتها في دول عربية أخرى.
استقبالات لافتة
وقبيل تصاعد الاحتجاجات نقلت وكالة أنباء الإمارات صورا لاستقبال الشيخ محمد بن راشد نائب رئيس الدولة وحاكم دبي للفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع قائد أركان الجيش الجزائري، والوفد المرافق له.
كما أوردت الوكالة خبرا في التاريخ ذاته عن لقاء بين الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، مع الفريق أحمد قايد صالح والوفد المرافق له على هامش معرض “آيديكس 2019م”.
وذكرت الوكالة أن اللقاء المنعقد في الثامن عشر من الشهر الماضي بحث علاقات التعاون بين دولة الإمارات وجمهورية الجزائر، وسبل تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
نصائح إماراتية للمتظاهرين
وكتب المستشار عبد الخالق عبد الله في مقال له على موقع سي أن أن “الجزائر هي الآن محط الأنظار وأكبر شاهد على خروج الشعب بإرادته الحرة للتعبير عن سخطه على انسداد أفق الأمل في حياة آمنة وحرة وكريمة”.
وأضاف في المقال ذاته أن إصرار الرئيس بوتفليقة على الترشح لولاية خامسة “أشعل غضب الجزائريين” وسيدفع بالجزائر نحو “المجهول وربما الانزلاق إلى الهاوية”.
ورأى أن على المحتجين الجزائريين مواجهة “غضب مراكز القوة التي هددت على لسان رئيس أركان الجيش أحمد قايد صالح بأنه لن يسمح بعودة الجزائر إلى سنوات الجمر”.
علاقات مترنحة
شهدت العلاقات الجزائرية الإمارتية حالة من الترنح في الفترات الماضية على وقع تباينات في العديد من الملفات والقضايا من أهمها العلاقة مع التيارات الإسلامية والأزمة الخليجية وسبل التعامل مع الملف الليبي وغيرها من القضايا التي باعدت الشقة بين بلاد المليون شهيد و”عيال زايد”.
وقبل أكثر من عام شهدت العلاقات توترا سرعان ما تم احتواؤه ظاهريا على الأقل، وذلك بعد تصريحات لأمير الشارقة سلطان بن محمد القاسمي ادعى فيها أن استقلال الجزائر كان إرضاء من فرنسا للزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر، متجاهلا جسر المليون شهيد الذي عبرت منه البلاد إلى استقلالها عن فرنسا.
تصريحات القاسمي قوبلت برفض وتنديد واسعين من الجزائريين الذين رأوا فيها إهانة متعمدة لبلدهم، وربما كانت ظلالها حاضرة يوم أمس في شعارات المحتجين الجزائريين من قبيل “تسقط الإمارات”، عطفا على شعارهم يسقط بوتفليقة.
وبينما يمثل النفط بوابة أزمة تطفو على السطح بين حين وآخر بين الجزائر والسعودية، يمثل الإسلاميون ونهج التعامل معهم بوابة أخرى لخلاف جزائري إماراتي مكتوم.
ويرى رئيس حركة مجتمع السلم عبد الرزاق مقري في تصريحات له مؤخرا أن الرياض وأبو ظبي تعملان دائما ضد مصالح حزبه وتحاولان منعه من الوصول إلى السلطة، مشددا على أن حصانة حزبه مستمدة من الداخل ومن ثقة جماهيره.
وبينما يأمل كثير من الجزائريين أن تمثل احتجاجاتهم السلمية معبرا نحو نسخة جديدة أكثر ديمقراطية وتقدما، يخشون في الوقت ذاته أن تكون أصابع الإمارات تخطط في السر لإلحاق بلد المليون شهيد بقائمة الدول التابعة لها والمنخرطة في سياساتها وتوجهاتها، حيث تبدو حريصة على أن تكون لها بصمة في جزائر ما بعد بوتفليقة.

قد يعجبك ايضا