الهوية اليمنية ومحاولة العدو طمسها

 

محمد صالح حاتم
العدو منذ بداية عدوانه على اليمن وهو يعمل على تحقيق اهدافه ويسعى لإنجاح مشروعه الاستعماري في اليمن، فإلى جانب عدوانه العسكري والاقتصادي والحرب الاعلامية والنفسية، فقد عمل تحالف العدوان وخاصة ًدويلة عيال زايد ومنذ وقت مبكر على استهداف الهوية اليمنية والنسيج الاجتماعي اليمني، من خلال تدمير القيم والاخلاق ونشر ثقافة الكراهية والطائفية والمذهبية بين أبناء اليمن، وتقسيمه الى كانتونات صغيرة على أساس طائفي ومذهبي ومناطقي، وذلك بهدف تحقيق اهدافه واحتلاله لليمن.
دويلة الإمارات البريطانية تقوم بلعبة قذرة ليس في اليمن فقط ولكن في المنطقة بأكملها، من خلال تدمير القيم والأخلاق وتفكيك النسيج الاجتماعي ونشر الرذيلة والفاحشة في الدول العربية والإسلامية، فهي مركز للتهويد والتنصير والدعارة وهدم القيم ،فدويلة الإمارات ليس لها هوية معينة كباقي الدول العربية والاسلامية، وليس لها تاريخ ولا حضارة، بل انها عبارة عن دويلة اوجدها الاستعمار البريطاني وفق اتفاقية سايكس بيكو، لتكون أداة من أدواته في المنطقة، وهذه الدويلة تعمل جاهدة على طمس الهوية اليمنية في المحافظات والمناطق التي تحتلها، من خلال دعمها لدعوات الانفصال ودعمها لما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي والذي يسعى الى قيام دولة الجنوب العربي وكما نعلم أن هذا المسمى هو مسمى بريطاني قديم اعلنت عنه بريطانيا في عام 1959م وكانت تريده تسمية لجنوب اليمن الذي كانت تحتله ولكن قيادة الجبهة القومية رفضت هذه التسمية.
واليوم الإمارات تعمل على طمس الهوية اليمنية بدعم عميلها الزبيدي الذي يسعى لتحقيق حلم بريطانيا بعد نصف قرن من فشلها سابقا ً،وكذا ما تقوم به هذه الدويلة في جزيرة سقطرى التي تحتلها من تدمير ونهب وسرقة للتراث الحضاري والبيئي والثقافي اليمني في هذه الجزيرة ونقله الى ابوظبي والشارقة وكذا ما تقوم به من عملية تجنيس لأبناء الجزيرة واغرائهم بالأموال وكذا عملية تزويج ومصاهرة الإماراتيين بفتيات من سقطرى والعكس، ودعوات الإمارات لضم سقطرى الى إماراتها واعتبارها الإمارة الثامنة لدويلة الإمارات، وقيامها بإنشاء قوات النخب الشبوانية والحضرمية واللحجية والمهرية وقوات الاحزمة الامنية في عدن وأبين والتي لا تتبع حكومة الفار هادي ولا تأتمر بأوامره بل تتبع المندوب السامي الإماراتي، فهذه القوات وبهذه التسميات هدفها طمس الهوية اليمنية، بحيث لا يكون لليمن ذكر في وثائق وكشوفات هذه القوات، وحتى تسمية جيش المرتزقة يسمونه الجيش الوطني بدون ذكر اليمن وألوية العمالقة وغيرها من المسميات، وكذا ما تقوم به من دعم للجماعات الإرهابية وإنشاء تشكيلات عسكرية وامدادها بالمال والسلاح.
ولم يكتف المحتل الإماراتي بهذا وحسب بل عمل على تجنيس مئات الارهابيين والدواعش الاجانب الفارين من سوريا واعطائهم بطائق وجوازات يمنية وتوطينهم في اليمن ، وما تقوم به سفارة وقنصلية اليمن في واشنطن من بيع الهويات والجوازات اليمنية بآلاف الدولارات للبدون من الكويت، والذين ترفض دولة الكويت إعطاءهم الجنسية الكويتة، فالهوية اليمنية وطمسها هدف من اهداف العدوان وقد اوكلت المهمة لدويلة الامارات البريطانية، والتي تعمل على القضاء على اليمن التاريخ والحضارة والهوية، وتفكيك نسيجها المجتمعي وبث ثقافة الكراهية والمناطقية والطائفية والترويج لها عبر اعلامها وعملائها وسعيها لإنشاء مجلس انتقالي لكل محافظة تحتلها بحيث تدير شؤونها باستقلالية تامة كما هو حاصل الآن في حضرموت والذي يعمل باستقلال تام، بدعوى تطبيق الأقاليم التي يرفضها شعبنا وبسببها شن تحالف العدوان حربه وعدوانه على بلادنا منذ أربعة اعوام.
العدو عندما فشل مخططه العسكري لجأ الى استهداف المجتمع اليمني ومقوماته ومنها الهوية اليمنية والنيل منها وهذا المخطط لن تنتهي آثاره بمجرد توقف العدوان والحرب على اليمن والتي ستتوقف مهما طال امدها بفضل الله وصمود وتضحيات ابناء اليمن وجيشه ولجانه الشعبية، بل تحتاج الى عقود من الزمن حتى يتم اصلاح ومعالجة آثار استهداف الهوية اليمنية، فالعدو بمخططه القذر يعمل لّما بعد انتهاء العدوان بحيث يكون اليمن مقسما ًبلا هوية ولا دولة مؤسسات واحدة.
علينا جميعا ًأن نعي وندرك ما يخطط له العدو وما يسعى الى تحقيقه، وان نعمل على الحفاظ على هويتنا اليمنية، وأن نفشل مخططاته من خلال الوعي والادراك ونبذ ثقافة الفرقة والطائفية والمذهبية والمناطقية التي تستهدف المجتمع اليمني والقضاء على هويتنا اليمنية الاصيلة، وان نحافظ على وحدة اليمن الأرض والإنسان، وأن نزرع ثقافة المحبة والتسامح والسلام فيما بيننا.
وعاش اليمن حرا ًابيا ًوالخزي والعار للخونة والعملاء.

قد يعجبك ايضا