العدوان السعودي والمجتمع اليمني.. الهمجية في مواجهة الأخلاق والفضائل

بشاعة العدوان ووحشية المعتدين لم تستطع أن تطمس الصورة الحضارية الراقية التي يتمتع بها أفراد الشعب اليمني كبارا وصغارا وأطفالا ونساء .
هذا العدوان السعودي الأمريكي الذي يتعرض له شعب اليمن الآن  كشف عن قبح وحقد من يقف وراءه على اليمن أرضا وإنسانا فانه أبان الوجه المشرق للمجتمع اليمني صاحب الشهادة من خير خلق الله محمد بن عبدالله عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم بأنهم أرق قلوبا وألين أفئدة وأن الإيمان يمان والحكمة يمانية .
اليوم ورغم الصواريخ والقذائف المدمرة التي تطلقها طائرات العدوان صباح مساء على رؤوس الآمنين من أبناء اليمن إلا أن الثبات والصمود والتآلف الذي تعاظم بين أوساط الشعب أذهل العالم بأسره وأكد معدنه ونقاء هذا الشعب وعراقته وأصالة معدنه
لم ينل المعتدون من عزيمة وإرادة اليمنيين شيئا ولم يكن الذعر والخوف والهلع إلا في نفوس وعقول القتلة من المعتدين والمرتزقة والمأجورين.
الصمود الأسطوري
القذائف الصاروخية والأسلحة المحرمة دوليا التي استخدمها العدوان السعودي ضد أبناء الشعب اليمني في العاصمة صنعاء ومختلف محافظات البلاد وتسببت في إزهاق أرواح الآلاف من الأبرياء وإصابة الآلاف وتدمير آلاف المنازل على رؤوس ساكنيها وتخريب المنشآت الحيوية والمرافق العامة وتخريب كل ما يتصل بضرورات الحياة المعيشية فشلت في إحداث أي فرق في فجوة أو فجوة تماسك الشعب اليمني وصلابة نسيجه الاجتماعي ليسطر اليمنيون لوحة رائعة من الصمود والانتصار لقيم الحياة الإنسانية ومفاهيم ومبادئ الخير والسلام.
وإذا كان العدوان قد نشر القتل والخراب على نطاق واسع في الأرض اليمنية بهدف نشر الذعر في أواسط اليمنيين وكسر إرادتهم فإنه لم يزدهم إلا إيمانا وتمسكا في التمسك بحقهم في الحياة والصمود الأسطوري من أجل الدفاع عن وطنهم وعن كرامته وقدسيته وقدم أروع الأمثلة في التكافل الاجتماعي والتي ساهمت إلى حد كبير في التخفيف من الآثار الكارثية الناجمة عن هذا العدوان الغاشم وآلته التدميرية البشعة.
حصار جائر وتكافل منقطع النظير
العدوان السعودي المرتعش رغم امتلاكه كل أدوات البطش والقتل والدمار لم يكتف باستباحة الوطن اليمني وقتل شعبه الأعزل أمام العالم بل استخدم نفوذه والأموال الطائلة التي يمتلكها في شراء مواقف العالم وذمم المأجورين والمرتزقة في الداخل والخارج ولم يتوقف عند هذا الحد في مسلسل الجرائم التي يرتكبها يوميا طوال الفترة الماضية ومنذ باشر في عدوانه فإذا به يفرض حصارا جائرا تم بموجبه منع وصول أي إمدادات تموينية وغذائية للمواطنين في سائر مناطق اليمن ومنع وصول المشتقات النفطية والمواد الطبية والمساعدات الاغاثية ظنا منه بأنه قد يستطيع إبادة شعب بكاملة جوعا وعطشا غير أن هذا الوهم الذي داعب خيالات المعتدين لا شك ارتد إلى نفوسهم والحق الهزيمة النفسية بالمعتدين وهو يرى أن أبناء هذا الشعب العريق بما يتمتع به من قيم ومبادئ إنسانية راقية قد تغلب على كل ذلك السلوك الهمجي اذا باليمنيين يساعد بعضهم بعضا في سبيل تجاوز هذه المحنة.
صور ومشاهد راقية
إنّ من أجمل الصور والمشاهد الحضارية الراقية التي سطرها أبناء الشعب اليمني في مواجهة آثار العدوان تلك الروح التعاونية النادرة التي أبدوها تجاه بعضهم وخاصة فيما يتعلق بإيواء النازحين ومن تدمرت منازلهم بفعل غارات الحقد السعودي.
ويروي أبناء مدينة الحديدة   لـ” الثورة ” قصصا إنسانية رائعة عن كيفية استقبال أبناء هذه المدينة  الأصيلة لإخوانهم النازحين من أبناء مدن وقرى تهامة  الذين اضطرتهم الأوضاع الأمنية الناجمة عن العدوان والقصف المستمر إلى ترك منازلهم واللجوء إلى المدينة.
ويقول هؤلاء أن أبناء مدينة الحديدة ورغم ظروفهم المعيشية الصعبة جراء انعدام وسائل الغذاء ومشتقات النفط إلا أنهم استضافوا مئات الأسر النازحة في بيوتهم ورفضوا أن تنصب خيمة واحدة في العراء كما أنهم لاقوا نفس المعاملة الطيبة من كثير من أهالي مدينة صنعاء الذين استقبلوهم في بيوتهم عند نزوحهم من مدينة الحديدة إلى العاصمة.
وأكدوا أن من العيب أن يناموا تحت سقف بيوتهم وإخوة لهم تحت الخيام يفترشون الأرض ويلتحفون السماء.
إن هذه المشاهد والمواقف العظيمة التي يسطرها اليمنيون اليوم على كامل التراب اليمني إنما تعكس جانبا بسيطا من عراقة وسمو أخلاق هذه الأمة التي لا شك لن تهزم أو تنكسر وقد امتلكت كل هذا القدر من الفضائل والأخلاق الإنسانية العالية في الوقت الذي تجرد فيه العدوان السعودي من كل القيم الإنسانية ولم يتمتع بأي خلق فاضل يدل على شيء من المروءة والرجولة والشهامة لذلك لن يحوز على أي نصر فالنصر وتحقيق المجد والمراتب الإنسانية العليا لا يحتاج إلى القوة والسلاح وامتلاك أدوات القتل والدمار فقط وإنما يحتاج إلى أخلاق فاضلة وقيم إنسانية رفيعة ترجح الكفة في مواجهة أي خصوم أوأعداء.
امهات الشهداء وزغاريد الانتصار
لم تعد هناك مدينة أوحي أو قرية في اليمن إلا وقدمت شهداء من خيرة أبنائها في هذه الحرب العدوانية التي تتعرض لها البلاد منذ أكثر من عامين من قبل تحالف العدوان السعودي..
زغاريد أمهات الشهداء وهن تودع جثامين أبنائها من الأبطال الميامين  إلى جنان الخلد تنزل على الأعداء نزول الصاعقة ويكون وقعها عليهم اشد من الصواريخ والقنابل التي تطلقها بوارجهم وطائراتهم على الآمنين في بيوتهم وتبقى المرأة اليمنية عنوانا بارزا في الصمود ومدرسة متقدمة في صنع الأبطال وغرس قيم الحب والولاء الوطني
انهيار العدوان
ولأن هذا العدوان قد افتقد للأخلاق فها هو اليوم ينهار ويترنح مع أسلحته القتالية أمام طهر ونقاء دماء اليمنيين الأبرياء ويتداعى بكل جبروته أمام عراقة وأخلاق وفضائل الشعب اليمني الذي قهر العدوان والحصار ليمضي مؤمنا بالله وبحقه في الحياة نحو تحقيق نصر مؤزر ربما يكون الأعظم في التاريخ الإنساني الحديث.

قد يعجبك ايضا