رصد ثلاثة مخازن بالأمانة ملغمة بأغذية ملوثة

استمرار تجاوزات برنامج الغذاء العالمي بإدخال مواد غذائية غير صالحة باسم إغاثة الشعب اليمني

 

 

تحقيق/أحمد المالكي

تتتالى التجاوزات التي يتم رصدها ضد برنامج الغذاء العالمي وبعض المنظمات المحلية الشريكة معه في اليمن والتي تقوم باستلام وتوزيع المواد الغذائية والإغاثية للفقراء والجياع من الشعب اليمني الذين تضرروا ونزحوا بسبب العدوان والحصار الغاشم والذي نحن على أبواب عامه الخامس منذ بدئه عام 2015م.
هذه المرة عدد من المدارس في أمانة العاصمة التي فيها مخازن تابعة للبرنامج والتغذية المدرسية يكتشف المعنيون أن مخازنها ملغمة بمواد منتهية وغير صالحة للاستخدام الآدمي حيث شكلت لجنة من الجهات الأمنية والمعنية لمعاينة المخازن بثلاث مدارس وتم التأكد من وجود حشرة قاتلة أتت من المصدر أو من سوء التخزين، تسمم المواد والأغذية التي تحتويها مخازن بمدارس المعتصم والشهيد الكبسي ومدرسة بشارع بغداد، وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إتلاف مواد منتهية وغير صالحة للاستخدام الآدمي يجلبها البرنامج إلى اليمن باسم إغاثة الشعب اليمني بينما هم يسترزقون باسم اليمنيين دون إغاثة ولا هم يحزنون وفي الوقت الذي تتتالى فيه فضائح البرنامج وبعض شركائه المحليين بتزوير اسماء المستفيدين وسرقة الغذاء بدلا عنهم تتكرر فضائح المواد الغذائية والإغاثية المنتهية وغير الصالحة للاستخدام الآدمي التي يتم إتلافها مرة بعد أخرى .. “الثورة” نزلت لاستقصاء الأمر وخرجت بالحصيلة التالية:

ناصر الكاهلي مدير عام مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل بأمانة العاصمة بداية تحدث قائلا: تلقينا البلاغ منذ اللحظة الأولى عندما نزلت هذه المواد إلى مدرسة المعتصم ومدرستين أخريين وتم التواصل مع بعض مدراء المدارس وكانت القاطرات في أبوابها وهي تابعة لبرنامج الغذاء العالمي تستعد لإنزال المواد الإغاثية، وتم النزول إلى هذه المدارس على أساس التأكد من أن المواد التي يعزمون إنزالها خالية من السوس واتضح أن جميعها مصابة بحشرة السوس الحية والتي قد تتسبب بكارثة حقيقية للمواطن اليمني من الناحية الصحية أو من الناحية الاقتصادية لأن هذه الحشرة قابلة للانتشار وفي حال انتقالها للمنازل ستنتشر في البقوليات والدقيق والقمح والمواد الغذائية الموجودة في المنازل ما سيسبب كارثة إضافية وبدلا من أن تكون مواد إغاثية ستصبح مواد تهدد صحة الناس.
ويضيف بالقول: ونحن نتمنى من الاخوة في البرنامج العالمي أن ينتبهوا لهذا الأمر وأن يكون ما يقدمونه للمواطن اليمني مواد إغاثية حقيقية وليست مواد تهدد صحة المواطنين.
ويردف الكاهلي بالقول: طبعا هذه المخازن مشتركة ما بين برنامج الغذاء العالمي والتغذية المدرسية وفي حقيقة الحال نحن اطلعنا وعملنا محاضر وتمت إعادة المواد المصابة بحشرة السوس وهي مازالت على ناقلات برنامج الغذاء العالمي والمشكلة أن هذه الحشرة أتت مع المواد ولم تكن في مخازن التغذية المدرسية.
وعن دور أمانة العاصمة أوضح الكاهلي قائلاً: قمنا بتحريز وحصر هذه المواد ولن نسمح بتوزيعها على المواطنين كوننا مسؤولين عن صحة المواطن وسلامته ونحن وجدنا لخدمة المواطن، كما أننا قمنا بالبحث في بقية المدارس التي أنزلت فيها مواد أخرى كالبازليا الخضراء والحمراء وتم فحص هذه المواد على أساس التأكد من سلامتها وحفاظاً على صحة المواطنين.
وعن تكرار وجود مواد فاسدة أو غير صالحة للاستخدام الآدمي من التي يقوم برنامج الغذاء العالمي بتوزيعها أوضح الكاهلي بالقول: نحن بدورنا أي بلاغات نتلقاها نقوم بالتعامل معها بشكل فوري والآن تم تشكيل لجنة للمتابعة والنزول إلى المدارس عند الصرف للتأكد من المواد وهي لجنة مشكلة من الجهات ذات الاختصاص والمتمثلة بهيئة المواصفات والمقاييس وصحة البيئة ومكتب الشؤون الاجتماعية بالأمانة وهيئة الإغاثة الإنسانية والجهات المعنية الأخرى حيث تقوم كل جهة بدورها لحماية المواطن من هذه المواد أو غيرها ونحن دورنا لا ينحصر كأمانة عاصمة على المواد المقدمة من البرنامج بل نتعامل مع أي مواد فاسدة حتى من التجار.
وعن وجود قاعدة بيانات بالمخازن التابعة للبرنامج لدى أمانة العاصمة أوضح الكاهلي بالقول: بالطبع توجد لدينا قاعدة بيانات نتعامل معها جميعا والمخازن هي تحت اشراف هيئة تنسيق الإغاثة بأمانة العاصمة والتغذية المدرسية.
الأخ نبيل هاشم الشامي – مدير عام الشؤون القانونية بالهيئة الوطنية لإدارة وتنسيق الشؤون الإنسانية، تحدث بدروه حول هذه القضية فقال: الهيئة الوطنية هي الجهة المعنية بإدارة العلاقات مع المنظمات الإنسانية بشكل عام واليوم نحن نقف أمام مخزم من مخازن صرف المواد الغذائية لبرنامج الغذاء عبر منفذيها التغذية المدرسية بمدرسة المعتصم، حيث يوجد بعض المواد التالفة والفاسدة وغير الصالحة للاستخدام الآدمي بعد أن تم اكتشاف هذه المواد وفحصها من قبل الجهات المعنية خاصة هيئة المواصفات والمقاييس، وقد رفعت تقريراً بأن هذه المواد غير صالحة للاستخدام الآدمي، ومن ثم تم تشكيل لجان من بينها النيابة التي وجهت بنقل هذه المواد الفاسدة واليوم بعد ثلاثة أيام من التوجيه نجد أن المواد التي تم التوجيه بنقلها لا زالت في المخازن.
ويقول الشامي: نحن ندعو الجهات المعنية لفحص جميع المواد التي أصابها الخلل أو الفساد حتى لا تصرف للمستفيدين وهي غير صالحة ونحن نؤكد اليوم أن برنامج الغذاء والتغذية المدرسية لا يزالون يستهترون بعملية التعامل مع هذه المواد التي تصرف للأشخاص الضعفاء والفقراء الذين هم بحاجة إليها لكن البرنامج والتغذية غير آبهين بالتوجيهات الصادرة من النيابة العامة.
وفيما إذا كانت المسؤولية تقع على البرنامج أم التغذية المدرسية تحديداً أوضح الشامي بالقول: نحن وجهنا التغذية كونها المسؤولة على المخازن ووجهنا البرنامج كونه مسؤولاً عن التغذية وكونه شريكاً منفذاً لذلك هما يتحملان المسؤولية لأنهما أهملا التوجيهات بنقل المواد التي ستصاب بالسوس ومن ثم فساد بقية المواد التي تعد بمبالغ كبيرة جداً وعندما يكون هناك 4 آلاف كيس دقيق موجودة داخل المخزن إذا لم يتم التعامل مع المواد الفاسدة فإن البقية ستصاب وتنتهي .
وعن مدة بقاء المواد داخل المخازن حتى يتم توزيعها أوضح الشامي قائلاً: بعد أن سألنا القائمين على المخازن أفادوا بأن المواد وصلت قبل أسبوعين وتم تخزينها وتكييسها وتقسيم بعض الأكياس إلى النصف إلا أننا وجدنا بالنسبة لمادة الصويا قد تعرضت إما لسوء تخزين أن عدم فحصها فحصاً جيداً من المصدر والمنافذ.
الأستاذ عبدالرقيب الكاتب عضو المجلس المحلي – مدير مركز المعتصم لتوزيع المواد الاغاثية ومدير مدرسة المعتصم بدروه تحدث حول هذه القضية فقال:
طبعاً تم اليوم فتح المخزن بعد فترة إغلاق دامت ثلاثة أيام تقريباً وبعد وصول مادة البقوليات والتي كان فيها نوع من التسوس ونحن طالبنا بسرعة فتح المخزن لأن المادة المتضررة ستصيب المواد السليمة كالسكر والدقيق وكان لا بد من إعادة فتح المخزن، كي نستطيع استقبال الكميات القادمة كالزيت والبقوليات الجديدة وإن شاء الله يكونون قد عالجوا مشكلة التسوس بالنسبة لمادة البقوليات وعملية إخراج التالف حتى لا تتلف بقية المخزون من المواد الأخرى.
وعن السبب في فساد المواد وإصابتها بهذه الحشرة المدمرة والسامة وهل السبب في ذلك هو سوء التخزين وعدم صلاحية المخزن نفسه أوضح الكابت بالقول: بالنسبة لسوء التخزين نحن لنا ثلاث سنوات والسؤال هذا يعتبر متأخراً كثيراً عن موضوع سوء التخزين لأن المخزن يعتبر الأفضل في مخازن الأمانة من حيث الكبر والاتساع والمتنفس لكن قضية تضرر المواد يفترض أن يكون هناك فحص أولاً بأول عندما تصل الكمية تكون هناك لجنة تتابع الموضوع و ليس بعد خروج الخبر يهب الجميع للبحث عن وجود تسوس أم لا، المرة السابقة نحن ضبطنا حالة من هذه الحالات وتمت إعادتها مباشرة.
وعن توزيع المواد الواصلة أولاً بأول وعدم بقائها داخل المخزن لمدة أطول أكد الكاتب أن التوزيع يتم ما بين النصف شهر والمسألة محددة ما بعد العشرين من منتصف الشهر تتم عملية التوزيع لأنها شهرية ولا تظل فترة كبيرة وهذه المواد وصلت يوم 7/ فبراير وكما تلاحظون الزيت الآن وصل والبقوليات الجديدة موجودة في قاطرة أمام البوابة والسكر له تقريباً منذ نهاية الشهر الماضي والدقيق له أسبوع ونصف وهي فترة ما بين الأسبوعين إلى ثلاثة أسابيع ما بين وصول المواد وتوزيعها.
الدكتور محمد الأصبحي مدير صحة البيئة بمكتب الاشغال بأمانة العاصمة، بدوره سلط الضوء حول هذه القضية فقال: طبعاً نحن تلقينا بلاغاً من قيادة أمانة العاصمة للنزول والتأكد من المسألة لأن هناك شكاوى رفعت من مدراء المراكز بالتغذية المدرسة في بعض مدارس أمانة العاصمة وتم إبلاغ أمانة العاصمة وبلغنا للنزول إلى مدرسة المعتصم وتم تفتيش المخزن بشكل كامل ووجد الفاصوليا الخضراء تعرضت لانتشار ما تسمى بالسوسة أو الوخزة وتم حصر الكمية الفاسدة والتي بلغت630 كيساً تقريبا وبالتالي تم تحرير هذ الكمية والانتقال إلى مخازن أخرى بمدرسة بغداد بشارع الزبيري وتم ضبط كميات من هذه البازليا الخضراء وطبعا تاريخ صلاحيتها ما زال ساري المفعول حتى 2020م.
وعن سبب التسمم هل من المصدر أم من المخازن أوضح الدكتور الأصبحي بالقول: نحن لا نستطيع تحديد ذلك وبإمكان الإخوة في المواصفات والمقاييس أن يفيدوكم بهذا الخصوص باعتبار أن هذه الحشرة يمكن أن تكون في المخزن المركزي أو انتقلت من أي مكان.
وفيما إذا تم تلقي بلاغات سابقة عن وجود مواد فاسدة تابعة للبرنامج من قبل أوضح الدكتور الأصبحي بالقول: هذه اول مرة نتلقى فيها بلاغاً لكن نحن كإدارة مختصة بموضوع الإتلافات هناك كثير من الحالات والمرات تم إتلاف كثير من الأغذية التابعة لبرنامج الغذاء العالمي والتي قمنا بمتابعتها وإتلافها بعد إبلاغنا من هيئة المواصفات والمقاييس التي تقوم بفحص تلك الكميات وتؤكد أنها غير صالحة للاستخدام الآدمي بإبلاغنا.
الدكتور عمر العريقي مسؤول المنظمة الوطنية للرقابة والجودة وحقوق المستهلك كان من ضمن اللجنة التي نزلت لمعاينة المخزن المصاب بدوره أوضح قائلاً: أبلغنا أن هناك إصابة في مادة البازليا بحشرة السوس وتم اتخاذ الإجراءات الأساسية بتشكيل لجنة للنزول إلى المدرسة، والمادة هي جاءت من المصدر ووصلت إلى المخازن من المصدر برنامج الغذاء العالمي وأتت ملوثة جاهزة.
ويضيف العريقي بالقول: الأخطر في الموضوع أن هذه المواد تم تخزينها إلى جانب مادة الدقيق التي تعتبر بيئة ملائمة لتكاثر هذه الحشرة وحاولنا أن يكون هناك فصل بين المواد المصابة والمواد السليمة، خلال الفترة الحالية وعن الشروط والمعايير التي يجب أن تتوفر في مخازن البرنامج والتغذية المدرسة أوضح الدكتور العريقي قائلاً: شروط ومعايير المخازن التي نتمنى أن يتم تطبيقها هي أن المخازن تحتاج إلى عملية تعقيم وتطهير إلى ما بعد تخزين هذه الكمية لضمان عدم إصابتها في المرات القادمة ، مشيراً إلى ان المخازن الموجودة غير مطابقة.
محمد الشريحي مفتش مواد غذائية بهيئة المواصفات والمقاييس التقينا به ضمن اللجنة المكلفة في المخزن المصاب بمدرسة المعتصم والذي بدوره سلط الضوء حول أبعاد القضية فقال: أبلغنا قبل أيام عن وجود كميات مصابة تابعة لبرنامج الغذاء العالمي موجودة في مخازن أمانة العاصمة وتم النزول حسب البلاغ بمعية عدد من الجهات المعنية والمختصة وهي صحة البيئة والنيابة وعدد من الجهات ثم انتقلنا إلى هذه المخازن ومنها مخزن مدرسة بغداد وتمت معاينة وفحص الكمية ظاهرياً، وتم عمل محضر ضبط مخالفة لعدد 240 كيس بازليا خضراء، كانت الإصابة موجودة وبكثافة حشرات حية وخنافس، ومن ثم انتقل الفريق إلى مدرسة المعتصم، وتمت معاينة الكمية الموجودة في المخازن، وكانت بعدد 640كيس بازليا ومن ثم الانتقال إلى مدرسة الشهيد الطيار محمد الشامي وتمت معاينة الكمية وتحريزها بعدد 200 كيس كانت طبعاً مصابة وفي اليوم الثاني انتقلنا أيضاً إلى مدرسة المعتصم وتم سحب عينات لأصناف الدقيق والسكر والبازليا المتواجدة في نفس المكان.
ويقول الشريحي: إن الفحوصات الأولية التي أجريت لعينة الدقيق أظهرت عدم إصابتها بالحشرات، لكن الخطر الأكبر هو وجود الحشرات منتشرة بالبازليا، وأنا أدعو عبركم برنامج الغذاء العالمي أو أي منظمة خيرية إلى أن تأخذ مخازن ضمن اشتراطات ومواصفات قياسية معتمدة، وقد تكون الإصابة قادمة من المصدر لكنني أرى أن اشتراطات المخزن غير ملائمة لذلك يتوجب عليهم أخذ مخازن وفق الاشتراطات التي تعدها هيئة المواصفات والمقاييس، مؤكداً أنه تم إتلاف كميات غير صالحة للاستخدام تابعة لبرنامج الغذاء العالمي من قبل تم ضبطها وإتلافها في المنافذ وهناك كميات تم فحصها وكانت نتائجها جيدة ونظيفة، ونحن كجهة ضبطية لن نسمح لأي كان سواء كان قطاعاً خاصاً أو منظمة خيرية تقدم مساعدات غير صالحة لن نسمح بتدوالها حيث يجب تقديم مساعدات للناس تكون سليمة ونظيفة، ونحن نتعامل مع البرنامج كأي جهة، المنتجات المخالفة يبت فيها وإذا ظهرت نتيجة الفحوصات مخالفة يتم إتلافها أيا كانت، وقال الشريحي: إن نتائج الفحوصات للكميات الأخرى التي تم سحبها من المخازن سيتم الإعلان عنها لاحقاً.

قد يعجبك ايضا