نجوم الشجرة

 

عبدالسلام فارع

إنها المرة الثانية خلال خمسة أعوام التي أدون فيها مثل هكذا عمود في ثغر اليمن الباسم مدينة عدن وتحديداً من مدينة الشيخ عثمان حيث أتواجد هذه الأيام منذ الثلاثاء المنصرم لعمل الرنين المغناطيسي لابنتي بعد أن خرج هذا الجهاز التشخيصي عن الخدمة في المستشفى العسكري بتعز.
وفي مدينة الشيخ عثمان يشدني الحنين بصفة مستديمة لزيارة مقهى الشجرة الذي يستحيل طوال الفترتين الصباحية والمسائية إلى ورشة عمل متكاملة وملتقى يشبه إلى حد كبير المنتديات الأدبية والثقافية والرياضية، وخلال زيارتي لذلك المقهى التاريخي الذي تأسس في العام 52 تزامنا مع اندلاع الثورة المصرية كنت قد تأخرت بضع دقائق في العودة إلى الفندق الذي أنزل فيه وما إن ولجت الغرفة حتى باشرتني ابنتي متسائلة عن سبب تأخري وأين كنت؟ فقلت لها مقهى الشجرة.
فردت على التوأيش هذا يا أبي في تعز ملعب الشجرة وفي عدن مقهى الشجرة؟! قلت لها: هذا المقهى من أعرق الأماكن التي يتجمع فيها نجوم وعمالقة الزمن الجميل في المجالات الرياضية والثقافية والإعلامية: إنه العشق أيها الأحبة والذي يقدره الكثيرون وفي مقدمتهم عمار مهيوب العديني وأريج الرياضة اليمنية علي الصباحي وعموماً أيها الأعزاء دعوني أعرج وباختصار شديد على أهم وألمع الأسماء من أولئك المترددين على ذلكم المقهى “الشجرة” وهم على سبيل المثال فقط الفنان الكبير الراحل محمد مرشد ناجي والفنان الكبير الراحل محمد سعد عبدالله منذ أن كانا من أشهر نجوم كرة القدم في محافظة عدن، إضافة إلى نجوم الزمن الجميل الراحل عصام عبده عمر والراحل عوضين والراحلان عبدالله الهرر وأحمد صالح القيراط وعلي بن علي – عمر محسن – عثمان خلب، أما أبرز نجوم الإعلام الذين يترددون على مقهى الشجرة فيأتي في مقدمتهم الإعلامي المخضرم والمعلق الرياضي المعروف محمد سعيد سالم الذي ترك فنون كرة القدم حينما كان أحد ابرز نجوك كرة القدم لينتقل إلى فنون المايكرفون والقلم ليتفرغ هذه الأيام للعبادة بعد أن أصبح حافظاً القرآن الكريم حسب رفيق دربه عبدالحكيم الشيباني الذي زودني بمعلومة مهمة وحيوية عن الزميل محمد سعيد سالم حينما قابلته مصادفة في مسجد العيدروس والمعلومة إياها سأتناولها في غير هذه الصفحة لأنها لا تمت بصلة للشأن الرياضي لكنها ذات صلة وطيدة بإمكانات الرجل وبحسه الوطني وعطاءاته.
ومن ضمن المترددين على مقهى الشجرة من أرباب الزمن الجميل نجم الطب الرياضي الحاج فؤاد عبدالمجيد عبدالله الذي عزز قدراته الفنية قبل ثلاثة عقود بدورات خاصة في الطب الرياضي بعد أن ولج هذا المجال بخبراته التمريضية قبل الدكتور الشرجبي، وآخرون إضافة إلى المشجع الرياضي المعروف جداً مقبل سعيد عبدالرحيم.
لينضم إلى تلكم المجموعة المتألقة نجم الإعلام الرياضي الرائع مطر محمد عبدالباري الفتيح والحكم الدولي الأسبق رئيس لجنة الحكام ورئيس فرع اتحاد الطاولة بتعز الكابتن محمد مجاهد علي الذي سبق له حينما كان نجماً في صفوف الصحة بتعز قبل الانتقال إلى الزهرة أن لعب في مختلف المراكز من الحراسة إلى الهجوم .
أما حلقة الوصل بين أولئك النجوم والمترددين على المقهى وبطريقة حضارية فهو دمث الأخلاق الذي لا تفارق الابتسامة محياه الرائع محمد أمين قاسم زيد الذي كان يشاركه نفس الأداء المتميز زميله مفيد سعيد عبدالله فارع.
جدير بالذكر هنا أن النجم الكروي الأسبق الفنان محمد سعد عبدالله كان قد اختار مقهى الشجرة كبديل لمقهمى القميري.
وبنفس القدر الذي هزني فيه الحنين للذهاب إلى المقهى هزني بل وجذبني الشوق لمتابعة منافسات كرة القدم، حيث شاهدت مباراة على ملعب الوحدة جمع فريقي وحدة عدن والميناء يومها تمكن الوحدة من تدمير أرصفة الميناء بسداسية نظيفة وهو اللقاء الذي حضره النجم والحكم الأسبق علي مرشد عقلان الذي غادر الملعب قبل إحراز الوحدة الهدف السادس، وهذا ما فعلته أنا بعده مباشرة بعد أن كنت قد اتجهت إلى نجم الوحدة الأسبق علي بن علي شمسان لمعرفة النجم الذي وقع عليه الاختيار كأفضل لاعب في اللقاء لأفاجأ أن الاختيار لم يتم بعد رغم أن المباراة كانت في دقائقها الأخيرة وعرفت بعدها بأن الجائزة ذهبت لأحد لاعبي الوحدة في الوقت الذي كان يستحقها أكثر من لاعب من الفريق الخاسر.
هامش: ظن أحدهم – وبعض الظن إثم- أن رحلتي العلاجية السياحية في عدن تأتي على حساب إحدى المؤسسات الإعلامية أو الرياضية وفرد عليه آخر إذن أنت لا تعرف عبدالسلام ولو أنه أراد ذلك كما يفعل الآخرون لكان ذهب مع ابنته للعلاج في الخارج.

قد يعجبك ايضا