بالمختصر المفيد.. غوتيريش وبومبيو وملف الحديدة

عبدالفتاح علي البنوس

جاء لقاء الأمين العام للأمم المتحدة البرتغالي أنطونيو غوتيريش مع وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو الذي جمعهما بمقر الأمم المتحدة بنيويورك والذي كرس لمناقشة الأوضاع في اليمن وبالتحديد ما يتعلق بملف الحديدة والأوضاع في فنزويلا، ليؤكد هذا اللقاء أن أمريكا هي من تقود العدوان على بلادنا، وهي صاحبة القرار في شنه، وهي من تتحكم في مسار أحداثه، وهي من بيدها قرار إيقافه، وهي من تعمل جاهدة على تأزيم الأوضاع والحيلولة دون التوصل إلى تفاهمات وخطوات عملية من شأنها إيقاف العدوان ورفع الحصار، بما في ذلك اتفاق السويد ذو الصلة بالحديدة وانسحاب المسلحين واعادة الانتشار بحسب ما تم التفاهم عليه، وأنها هي من تصب الزيت على النار في فنزويلا، ومن تعمل على تدميرها وتخريبها وإغراقها في مستنقع الصراعات والفتن والأزمات والاقتتال والتناحر من أجل السيطرة على الثروة النفطية الهائلة التي تمتلكها فنزويلا الممانعة الرافضة لسياسة الهيمنة والغطرسة الأمريكية الإسرائيلية، وهي من تقف خلف زعيم المعارضة الفنزويلية رئيس البرلمان خوان غويدو الذي نصب نفسه رئيسا لفنزويلا باعتراف أمريكا ودول الاتحاد الاوروبي.
وعلى الرغم منأن اللقاء جاء بناء على طلب بومبيو إلا أن تداعياته وردود الأفعال تجاهه أشارت بكل وضوح إلى أن الأمم المتحدة وأمينها العام على المحك، فأمريكا هي من تعرقل تنفيذ اتفاق السويد بشأن الحديدة بالإيعاز إلى السعوديين والإماراتيين بمخاطبة مرتزقتهم المحليين للقيام بذلك، كون استمرار التوتر في الحديدة يعني استمرار العدوان وإطالة أمده، وهو ما يعني استمرار حلب البقرة الحلوب، وجني أمريكا المزيد من الأرباح جراء ذلك تحت مسميات وعناوين عديدة، فإذا كانت الأمم المتحدة وأمينها العام جادة في تحركاتها وتصريحاتها التي تدعي من خلالها السعي لتحقيق السلام في اليمن فعليها أن تضغط بكل قوة على الجانب الأمريكي لإيقاف تدخلاتهم السافرة في الشؤون اليمنية، وإيقاف الدعم الذي يقدمونه للسعودية والإمارات ومرتزقتهم في عدوانهم وحصارهم على اليمن واليمنيين.
فأمريكا هي من تعرقل جهود السلام في اليمن، وهي من تعيق أي خطوات من شأنها ايقاف العدوان ورفع الحصار، وتصريحات بومبيو خير شاهد على ذلك، مشكلة اليمن تكمن في التدخلات الأمريكية والمؤامرة التي تقودها أمريكا والتي تستخدم السعودية والإمارات كأدوات وأذرع لتنفيذ مضامينها وترجمة تفاصيلها على أرض الواقع، فكيف نرتجي من معرقل مصلحته مع تواصل العدوان والحصار الذي هو شريك فيه أن يكون شريكاً في تحقيق السلام وهو عدو السلام اللدود ؟!
بالمختصر المفيد، لا سلام في اليمن عامة، ولا في الحديدة خاصة، ما لم تضغط الأمم المتحدة على الإدارة الأمريكية لإيقاف دعمها وإنهاء مشاركتها في العدوان، وإلزامها بالضغط على أذنابها من السعوديين والإماراتيين للانسحاب من اليمن وإيقاف حربها الخاسرة ومؤامراتها الفاشلة على اليمن واليمنيين، وبغير ذلك صدقوني نحن كالذي يركض مسرعا خلف السراب باحثا عن الماء، وكالذي يحرث في البحر طامعا في زراعته.
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا