الرياضة واجهة الشعوب

 

عبدالجبار المعلمي

الرياضة اليوم أضحت واجهة لكل دول العالم دون استثناء، كونها تشكل عامل تعارف وسلام ومحبة بين الشعوب من منطلق أنها تقرب المسافات وتزيل الفوارق بين كل منتسبيها ومن شتى أصقاع المعمورة، والرياضة بمبادئها ومضامينها وسمو أهدافها الخالية من الملوثات وأمراض العصر التي تسببت في خلق حالة من التوهان والشرود فترة من الزمن، لكنَّ المعنيين بالشأن الرياضي في كل الدول تداركوا هكذا أمر كاد أن يفسد جماليات الرياضة وتنافسها الخلاَّق بعيدا عن كل أفق ضيق وفكر منقوص.
الرياضة يا هؤلاء فتحت آفاقاً رحبة تواصل من خلالها العالم الرياضي عبر العديد من البطولات الدولية وغيرها، ما يؤكد أن الرياضة وحدت العالم ورسخَّت فيما بينهم، وصار شعار المحبة والسلام والتعارف هو شعار منتسبيها دون تمييز بين هذا البلد أو ذاك، وطالبت الدول بتحييد الرياضة عن السياسة كليا وعدم إقحام منتسبيها في مجالات الصراع الذي يعد وسيلة من وسائل تدمير الشعوب وشبابها ورياضييها كونهم يعدون ثروة قومية غالية الأثمان لا يمكن تعويضها، فرقي الشعوب وتطورها ونماؤها لن يتحقق إلا من خلال الشباب والرياضيين، ودون ذلك التوجه لن تقوم لأي دولة تفرط في أبنائها كانوا رياضيين أو غير رياضيين قائمة.
نعم هناك ساسة وأحزاب يحيكون خطط إغواء لقطاع الشباب والرياضيين عبر العديد من المغريات والأوهام الكاذبة التي أجادوها وتفننوا في تسويقها في أوساط قطاع هام يشكل نسبة كبيرة من تعداد السكان، وتحسين صورتها الخادعة بهدف تقطيع أوصال وحدتهم وتماسكهم وتأجيج مبدأ الكراهية والحقد .. هؤلاء النفر المصابون بعاهات مرضية مزمنة لا علاج لها آلوا على أنفسهم ضرورة تمرير مشروعهم التدميري بشتى الوسائل والطرق غير آباهين بعواقب هذا التهور، إلا أن محاولاتهم لم تلق آذاناً صاغية وقوبل مشروعهم الخبيث بالرفض القاطع من قبل الرياضيين والشباب واضعين بذلك حداً لمثل هكذا تصرفات وسلوكيات غير سوية يراد بها تدمير كل أركان القاعدة البشرية المهولة وإفراغها من محتواها وإخراجها عن طور السيطرة والدفع بها نحو المجهول غير مدركين أن دول العالم حيدت الرياضة عن السياسة وسنَّت قوانين ملزمة تحرِّم بموجبها الخلط بين الرياضة والسياسة حرصا منها على استمرارية النهوض بواقعها الرياضي فكان لها ما أرادت، فمن أراد أن يمارس السياسة فالمجال أمامه متاح وله حق ممارسة السياسة بالطريقة التي يراها دون قيود، ومن أراد أن يمارس الرياضة فله الحق في ذلك دون تدخل من أي كائن كان، فكل منتسبي قطاعي الرياضة والشباب وعشاقهما ومحبيهما مع مطالبة كل رياضيي وشباب العالم بتحييد الرياضة والشباب عن السياسة وبصورة قاطعة.

قد يعجبك ايضا