ليس غريباً على الشعب اليمني؟

 

زيد البعوة
ليس غريباً على الشعب اليمني مواقفه القوية والايجابية تجاه قضايا الأمة منذ بداية الإسلام إلى اليوم فالشعب اليمني هو شعب الأوس والخزرج وشعب عمار بن ياسر وشعب مالك الأشتر شعب الإيمان والحكمة كما وصفه الرسول محمد صلى الله عليه واله والذي قال عنه ايضاً اذا هاجت الفتن فعليكم باليمن ولهذا نجد أن الموقف المشرف الذي سطره أبناء الشعب اليمني خلال هذه الأيام تجاه ما حصل في العاصمة البولندية وارسو من تطبيع علني ومكشوف مع الكيان الصهيوني سواء من قبل حكومة مرتزقة العدوان او من قبل الدول العربية التي شاركت في المؤتمر
من اول لحظة تم الاعلان فيها عن انعقاد مؤتمر وارسو كان الشعب اليمني يقف موقف الرفض لهذا المؤتمر لأنهم يدركون أنه يستهدف الأمة العربية والإسلامية وعندما لاحظ اليمنيون ان إسرائيل كان حاضرة في المؤتمر وأن أهداف المؤتمر التي رسمتها أمريكا وإسرائيل تستهدف الأمة تحت مبرر محاربة إيران أدرك الجميع ان الهدف من ذلك هو استكمال مشروع ما يسمى بصفقة القرن التي هي مخطط مشؤوم الغرض منه النيل من الإسلام والمسلمين ومن مقدسات هذه الأمة
ردود أفعال قوية ومتتالية ومتعددة صدرت من مختلف الأحزاب والأطياف والمكونات اليمنية على أكثر من صعيد إدانات واستنكار وغضب واستياء ورفض شعبي واسع للتطبيع مع الكيان الصهيوني وبيان للمكتب السياسي لأنصار الله وتصريحات لوزارة الخراجية اليمنية في صنعاء تدين وتستنكر التطبيع وبيان هام وحاسم من السيد القائد عبد الملك الحوثي يعبر عن موقف الشعب اليمني بشكل خاص والأمة العربية والإسلامية بشكل عام ثم توج الشعب اليمني كل هذه المواقف بالخروج في مسيرات جماهيرية حاشدة تعبر عن رفض وغضب واستنكار الشعب اليمني اولاً لمؤتمر وارسو وثانياً للتطبيع مع الكيان الصهيوني سواء من قبل حكومة المرتزقة أو من قبل بعض الدول العربية العميلة.
ما حصل ويحصل اليوم في أوساط الشعب اليمني من غضب واستنكار لمؤتمر وارسو يعبر عن مدى وعي وايمان وثقافة هذا الشعب العظيم الذي يتمسك بقيمه ومبادئه ولا يبالي بحجم الأخطار والتحديات وهذه المواقف ليست مجرد رسائل إعلامية او استعراض شكلي كما قد يتصور البعض بل هي مواقف حقيقية راسخة وثابته في نفوس اليمنيين تدل على مدى تمسكهم بقضايا امتهم وعلى رأسها قضية فلسطين.
ولهذا لقد أثبت الشعب اليمني بعد مرور أربعة أعوام من العدوان العالمي والحصار أنه اقوى واصلب مما يتوقع الأعداء وأن اليمنيين لا يزالون وسوف يبقون متمسكين بمبادئهم مهما كانت الظروف وكيفما كانت التحديات وأن الصراع مع أعداء الأمة صراع شامل في الميادين الجهادية العسكرية او في مختلف المجالات وسوف يستمر ولن يتوقف حتى يأتي أمر الله بالنصر لعباده المستضعفين، وعلى الأمريكان والصهاينة أن يدركوا جيداً ان هذا الشعب لن تؤثر عليه الظروف المفروضة نتيجة العدوان والحصار فتبعده عن قضاياه المركزية بل انه يبقى متمسكاً بها حتى النصر القادم إن شاء الله.

قد يعجبك ايضا