ثورة 11 فبراير والمعلقات.. الاستمرار بتأكيد الصمود وتحقيق الانتصارات

 

إبراهيم الحمادي.

ثمانية أعوام مُنذ أن اندلعت ثورة الشباب في 11 فبراير في العام 2011م ضد الفساد الذي كان بمثابة غدة سرطانية انتشرت خلال نظام صالح، خرج فيها الشعب من مختلف التيارات والأحزاب والمكونات الشبابية والشعبية اليمنية وفي كل المحافظات، حيث أتت من المعاناة والفقر والفساد وظلم وظلام النظام السابق، حيث تجبروا وتعظموا على من رفعهم الى كرسي السلطة، فهمشوا بعض الشعب، وشنوا من خلال سلطتهم ست حروب ظالمة على صعدة وحرباً على الجنوب بالوكالة عن دول إجرامية أمريكية صهيونية، وبعد أن ضاق حال الشعب، وأخذ يفكر بالسيادة والحرية، هب كطوفان عارم، أن تكون ثورة فبراير بداية المشوار التحرري الذي أخرج الشعب اليمني من حالة الصمت إلى حالة الثورة والحرية والاستقلال، لا يرضي الرضوخ والارتهان .
ثورة الحادي عشر من فبراير خرجت في عام 2011م تنشد التغيير والاستقلال ورفع الوصاية الدولية وطرد الفاسدين جميعاً ليس صالح وحده، وحماية الوطن من أي عدوان أجنبي، وقد حققت ثورة فبراير بعض أهدافها، وتناست هدفها الأول والأساسي وهو إسقاط النظام، النظام ككل وليس عفاش وحده هو النظام، استطاعت إسقاط عفاش أحد كبارات النظام الفاسد وتناست أو تساهلت أو حيكت بها المؤامرات ونسيت إسقاط بقية عصابة نظامه الفاسد، من هم اليوم يتشدقون ويدعون أنهم الشرعية وقد سقطت شرعيتهم في العام 2011م بالثورة الشعبية، فقد خرج الشعب يطالب بإسقاط الفساد والنظام كاملاً، ولكن للأسف مازال الفساد والنظام السابق هو من يحكم اليمن ويصف نفسه بأنهُ هو الشرعية، فمثلاً عبدربه وصخر الوجيه وعلي محسن وعبدالملك المخلافي وخالد اليماني وبن مبارك وبحاح وعبدالعزيز جباري وحسين محمد باتيس وعبدالله محسن الأكوع وعبدالمجيد قباطي ومعمر الإرياني ومحمد سعيد السعدي وعبده محمد الحذيفي ومحمد منصور زمام والكثير، هم كانوا ضمن نظام عفاش الذي خرج الشعب يطالب بإسقاطهم جميعاً وليس عفاش وحده، ولكن حصل العكس رحل عفاش وبقي المفسدون بوجه آخر، ولهم تاريخ مظلم وحافل بالفساد والظلم والتجويع، وآخر جرائمهم تأييد العدوان على اليمن وشعبه الأصيل، وتأييدهم لتحالف العدوان السعودي، وهو الذي سيكون آخر سجل لهم بإذن الله ووعي شعبنا، فإن لم يسقط هؤلاء المجرمون من النظام فما فائدة ثورة11 من فبراير وهي التي خرجت تسقطهم جميعاً؟!! ولكم حرية التفكير بهذا الخصوص.
لا نستطيع القول إن ثورة فبراير كانت ناجحة بكُل المقاييس لأنها أبقت على هؤلاء المجرمين المفسدين في الأرض، الذين جاءوا بلباس جديد، وسحروا الشعب اليمني وأنسوه أنهم هم النظام السابق الفاسد المستبد، حتى أفرغت الثورة من مضمونها الحقيقي وصارت مجرد ثورة وفق أهداف عكس ما يريد الشعب اليمني ووفق ما يسعى له الخارج، إلا أن الشعب اليمني لم يبق في غيبوبته وواقعيته وتصديقه للخزعبلات ولم يرضخ لتلك المخططات الإجرامية التي أتت لتنتقم من إرادة الشعب ، وأخذت تتلاعب وتتآمر على البلد، فاستأنف الشعب ثورته وخرج بطوفان مشرق يصحح مسار ثورة الحادي عشر من فبراير التي كانت بمثابة انطلاقة تمُد الشعب وتمهد لثورة 21 من سبتمبر في عام 2014م المجيدة الخالدة، ثورة شعبية عظيمة أتت لتحقيق أهداف الثورة وترسيخ مبدأ السلم والشراكة ورفض الوصاية وطرد بقايا نظام الفساد ومحاربة الفاسدين، فكانت ثورة الـ21 من سبتمبر هي الثورة الفعلية التي حققت جميع أهدافها، طردت الفاسدين من نظام الهالك السابق وانتصرت لثورة الحادي عشر من فبراير، ومزقت المخططات الأجنبية وصل من خلالها الشعب اليمني إلى الحرية والاستقلال ورفض الوصاية الأجنبية، وكسرت التبعية لدول البعير وعلى رأسها السعودية، وبمخالفة للقوانين والتشريعات الدولية المعنية بحقوق الإنسان والاستجابة لمطالبه المشروعة، وبتعاون أمريكي مباشر، وتأييد دولي ، إذا قررت أمريكا شرعنة للفاسدين والخاضعين لها ، أخذ هو بالتأييد لها، فبُهت وتفاجأ شعبنا بشن حرب إجرامية على هذه الثورة، لأنها نجحت في تحقيق أهدافها، وتم الاعتداء على جمهورها بعدوان سعودي أمريكي أجنبي يهدف إلى إعادة اليمن إلى تحت الوصاية الدولية مسلوب القرار والحرية، وهذا ما رفضه ويرفضه الشعب اليمني المكافح الصامد العزيز وهو في عامه الخامس من الصبر والثبات يواجه العدوان المفروض عليه، ولايزال ينشد الحرية والكرامة حتى اليوم، ولن يخضع أو يركع مهما تكبروا أو أجرموا.
وبكُل ذكرى لهذه الثورة، لا ننسى أن من أجرموا وأفسدوا منذ ثلاثة عقود بحق شعبنا لا يزالون حتى اليوم يشنون عليه عدواناً بمختلف الأسلحة، ويوافقون على قتل شعبنا من دول أجنبية عدوانية صهيونية بغيضة، تحالفوا معها للانتقام من الثورة، ولا بُد علينا جميعاً أن نكون مستذكرين منطلقات هذه الثورات السامية وأهدافها النبيلة وشهدائها الصادقين الذين ثاروا على كل أشكال الفوضى والتجهيل والفساد والإجرام، وأن يستمر الشعب اليمني في إرادته الحرة بالكرامة والسيادية والاستقلال الذي كانت منطلقه الرئيسي هي ثورة 21 سبتمبر المجيدة، وسيستمر الشعب في ثورته حتى محاكمة هؤلاء المرتزقة، وسيخوض غمار التحديات الكبرى دون وهن ولا استكانة لمواجهة هذا العدوان المجرم الظالم على بلده، ببسالة وصمود ورفد للجبهات، ومساندة جيشه ولجانه الشعبية في مواجهة هذا العدوان الغاشم الذي دمر كل مقدراته، وارتكب المجازر بحقه وبحق أبنائه، والذي يجدد التأكيد على استمراره بكل فئاته ومكوناته في التصدي لهذا العدوان حتى تحقيق النصر الكامل على الغزاة والمحتلين، والخزي والذل والهزيمة للمعتدين، والمحاكمة وإعدام الخونة والمرتزقة المجرمين.

قد يعجبك ايضا