النجوم القدامى بين وبين

 

حسن الوريث

قبل أكثر من عام ونصف تقريباً تم إنشاء رابطة نجوم الرياضة اليمنية وتفاءلنا خيراً كثيراً من هذه الرابطة خاصة وأنها تضم نجوماً كباراً نحترمهم ونقدرهم ونعتز بما قدموه للرياضة اليمنية في أنديتهم أو على مستوى المنتخبات وقبل أسابيع قليلة سمعنا عن إنشاء رابطة جديدة لنجوم اليمن أيضاً تضم نجوماً متميزين وهذا ما جعلنا نتشاءم أكثر مما تفاءلنا على اعتبار أن كثرة إنشاء الروابط والجمعيات يدل على خلل ما وبأن هناك شيئاً وراء الأكمة.
بالتأكيد أن قيام عدد من النجوم القدامى بتشكيل رابطة أو جمعية جديدة لهم في الوقت الذي توجد فيه رابطة أخرى وإن كانت ليست بنفس المسمى إنما بنفس المهام وربما بعض الأشخاص هنا وهناك هذا الأمر بلا شك يؤكد لنا أن الرابطة القديمة إما أنها لم تقدم ما كان الناس يأملون منها أو أن هناك خلافات بين البعض أدى إلى تشكيل كيان جديد للنجوم القدامى وهنا تكمن المشكلة التي تستوجب الوقوف عندها فإذا كانت الرابطة القديمة لم تقم بواجبها وتحقق الهدف من إنشائها علينا أن نبحث كيفية النهوض بها ونتعاون من أجل تحقيق أهدافها التي هي في الأصل أهداف النجوم القدامى الذين يريدون تحقيقها وليس إنشاء كيان مواز لها، أما إذا كان الأمر خلافات بين البعض فهذه هي المصيبة الكبرى التي تعرقل الكثير من أعمالنا وتقضي على كل مشاريعنا الجميلة والنظيفة ولابد من البحث عن طريقة للخروج من هذا المأزق الذي بلا شك يؤثر على العمل.
تحدثنا كثيراً عن حاجة الرياضيين في بلادنا إلى تأسيس أو إنشاء جمعية أو رابطة ترعاهم عقب اعتزالهم وتنفذ مشاريع مختلفة يعود ريعها لهم لتأمين حياتهم وحياة أسرهم وإقامة أنشطة رياضية وبطولات مختلفة تكون عائداتها للجمعية وكذا إشراك الرياضيين في برامج تدريبية وتأهيلية مختلفة في المجالات الرياضية وغيرها ويمكن من خلال هذه الجمعية أن يكون للرياضيين القدامى دوراً كبيراً في تطوير الرياضة من خلال عملهم كإداريين وحكام ومدربين فنيين وغير ذلك وعندما تأسست الرابطة، كما قلت، استبشرنا الخير الكثير لكن أن يصل الأمر إلى تأسيس روابط وجمعيات الهدف منها تصفية حسابات وخلافات أو مجرد الظهور الإعلامي فهذا ليس في المصلحة ويجب إيقافه فوراً والعمل على حشد الجهود كلها في عمل واحد على اعتبار أن الهدف واحد من الرابطة وهو رعاية الرياضيين القدامى بعد اعتزالهم الرياضة ولتكون ملاذاً آمناً لهم تحميهم من غدر الزمان وعثراته.
ما جعلني أعيد الحديث عن الموضوع وأهمية أن نهتم برياضيينا ونجومنا القدامى هو الكابتن حسين مسعد الكميم الذي رأيته يحمل ملفاً كبيراً يحتوي على أوراق طبية وأوراق معاملات من وزارة الشباب وأوراق معاملة من بعض الجهات ومن ضمنها رابطة النجوم القدامى وكلها تحكي حالة بؤس من هؤلاء جميعاً فكلهم لم يقدم لهذا اللاعب والنجم الكبير القديم والمدرب القدير أي شيء حتى أبسط الأمور وبالتالي فقد قررت إعادة الكتابة عن النجوم والرياضيين القدامى، وكلنا نعرف أن الرياضي في اليمن مظلوم من البداية حتى النهاية ولا يجد من يرعاه حتى حينما يكون في أوج تألقه فنحن نرى الكثير من الرياضيين اليمنيين المبدعين يعانون ويقاسون الأمرين وبعضهم يضطر للبحث عن أي عمل يقتات منه كما حصل للكثيرين من رياضيينا والذين تمتلئ بقصصهم الصحف والقنوات التلفزيونية وبالتالي فهذا الكيان الرياضي الواحد يمكن أن يسهم بدور فاعل وكبير في رعاية الرياضيين خلال ممارستهم للرياضة أو بعد اعتزالهم وهذه رسالتي كرياضي وإعلامي بضرورة توحيد الجهود لتحقيق الأهداف المنشودة من رابطة واحدة تجمع ولا تفرق وأن تجبر الجهات المعنية بالعمل على رعاية الرياضيين القدامى والجدد وأرجو أن لا يظل نجومنا يضيعون بين أنفسهم وعدم اهتمام الجهات المعنية والمختصة.

قد يعجبك ايضا