فبراير ليس يومكم!!

 

عبدالله الأحمدي

في احدى الجمع في ساحة الحرية بتعز اصطف بجانبي عقيد في الأمن السياسي لأداء الصلاة بحسب العادة. تعوذت من كل الأبالسة والشياطين ولعنت كل الجلادين. اعتقد أن الرجل كان متعمدا في ذلك الاصطفاف بجانبي ليضايقني، وليثبت حضوره، وربما ليذكرني بما مارسه في حقي من تعذيب بعد حرب 94 المشؤومة، وربما ليشير لي أن وجبة من التعذيب قادمة ستلحقني، واننا عائدون الى المعتقلات. الجاسوس اياه كان مزدوج الولاء ( مؤتمرجي/ اخوانجي ) يعني ذا اوجه.
بعد نجاح الشباب في تثبيت الاعتصام في الساحة توافد اليها المتردية والنطيحة، وكله باسم الثورة.
كان المخبرون هم الأكثر، وفي كل ركن من الساحة، بل في كل خيمة. كنا نشير اليهم فيردون 🙁 احنا ثوار ما تشتوناش ؟ ) احدهم صارحني القول : ( انا عبد مأمور ).
في عصر أحد الأيام ناداني أحد السماسرة اللصوص من أحد الأركان وهو في آخر تخزينة، ليقول لي : ( انا مع الثورة…. ).
اشمأزت نفسي من صورته، وقلت في نفسي: والله إن الثورة فاشلة مادام وقد اخترقها هؤلاء الأوساخ.
كانت الانتكاسة الأولى اقتحام الساحة بعد أن دبر المخبرون حركة لاقتحام مبنى مديرية القاهرة.
احدهم كان يصلي بجانبي فأحرق جيب كوتي الأيسر، وفي خطبة الجمعة، لكن الجيب كان خاليا.
هناك قوى قفزت إلى الثورة بعد أكثر من أسبوع وبدأت تصم أذاننا بأحاديث ابو هريرة وابن ماجة، مزيحة الخطاب الثوري.
بعضهم خرجوا من الساحة تجارا، والكثير كانوا يصرفون على أنفسهم وعلى زملائهم من بيوتهم.
كان بعضهم يحملون كرتوناً كبيراً ويجمعون التبرعات، ويطلعون بمئات الآلاف، ثم يذهبون لشراء أفخر المأكولات والقات. وهناك من كانوا يتسلمون أموالاً من الداخل والخارج بدعوى أنهم يصرفون على الثورة.
اثناء المسيرات كان بعضهم يذهب الى الجامع ليصلي غير الفرض. تقول له ما هذه الصلاة يقول لك هذه صلاة الاستخارة.
المهم يشتي يهرب من المسيرة.
شعرت عصابات النظام الحاكم أن النظام في حكم المنتهي، فانقسموا بليل، وذهب بعضهم ليحتمي بالثورة ويعمل على افشالها بالعسكرة والحرب. سخر علي محسن شرشف بقايا الفرقة الأولى مبرقعاً لعسكرة الثورة، وتحويل معسكر الفرقة الى معتقل للثوار، وتشكيل فرق لقمع الثوار، واغتصاب الفعل الثوري، وادارة انقلاب. فهم لا يريدون ثورة سلمية، فقد اعتادوا على الدماء، وذهب عفاش بخياناته للاحتماء بأنصار الله. وبين هذا وذاك اضاعت الثورة سلميتها وبريقها، واستولى عليها لصوص الثورات والثروات، وتربعوا على رأس الثورة بمساعدة دول الإقليم بما عرف بالمبادرة الخيانية. ( الخليجية )
اما الدنبوع الذي أوصلته الثورة إلى الكرسي الأول في البلاد فلازال على غبائه، ولم يعترف يوما بالثورة. لقد عملت هذه العصابات مجتمعة على اعادة انتاج نظام العمالة الذي درجوا عليه منذ ان استخدمهم عفاش كسلم لمملكة بني سعود.
الذين يحتفلون اليوم بالثورة ويتشدقون بالثورية هم اعداء الثورة، ومن انقلبوا عليها وذبحوها من الوريد الى الوريد، وقتلوا الثوار.
نقول لهؤلاء اينما وجدوا : 11 فبراير ليس يومكم وليس لكم به صلة، بل ان كثيرا من ثوار فبراير لازالوا مخفيين في سجونكم، ومنهم ايقونة فبراير الاشتراكي أيوب الصالحي ورفيقه أكرم حميد الزبيدي وزميلهم القباع، واكثر من 7000 معتقل منهم 3000 مخفيين قسريا، وان هناك اكثر من 15 سجنا تديرها المليشيات في مدينة تعز .
فلا تحتفلوا ولا توسخوا فبراير. احتفلوا بما غنمتم، وبما تنهبون. أما الثورة فأنتم بعيدون عنها بعد الشمس، ثم متى كنتم ثوارا؟؟!!
ورسالة لكل المتنطعين، ومن يدعون – زورا – قربا بالثورة : لا توسخوا تراب وطننا بأحذية الاحتلال. فهذا اليوم ليس يومكم، وهذه الرتب على اكتافكم لم يمنحكم إياها المحتل من أجل سواد عيونكم، بل ليقضي بكم اغراضا، وامرا كان معلوما.
كل ثوراتنا سرقها اللصوص، ولم تنجز مهامها، لكن ثورة فبراير كانت الأنقى لأنها لم تخرج من فوهة البندقية، بل من حناجر وضمير الشباب، ومن دماء الشهداء الذين قتلهم نظام الفساد العفاشي وعصاباته المدججة بأدوات الموت.
اللصوص يبقون لصوصا حتى ولو دخلوا الجنة. الذين كانوا يسرقون المال العام في صنعاء ويقتلون ابناء الشعب لازالوا لصوصا وقتلة على نفس المهنة.
من يسرقون أموال النفط والغاز في مارب وشبوة وحضرموت ويحرمون اليمنيين من حقوقهم هم من قتلوا الشباب في ساحات التغيير، واختطفوا بنات وابناء الثورة، وعذبوا الثوار.
بعضهم كانوا يقودون البلاطجة كأمثال حافظ معياد الذي سجلت ضده اكثر من جريمة في ساحة التغيير بصنعاء. اما حمود الصوفي فهو مهندس اقتحام ساحة الحرية بتعز، وغيرهم قتلة كثر.
وجميعهم كانوا يتلقون أوامرهم من عفاش وعلي شرشف.
التحية للثوار والرحمة والمجد للشهداء والخزي والعار للعدوان وعملائه.

قد يعجبك ايضا