الشهيد/ يحيى الشامي تضحية وإيثار

 

الشهيد/ يحيى عبدالقادر محمد الشامي، طاهر السجية مخلص النية، شامخ الهامة عزيم الهمة لم يعرف الذل والهوان، تحدى قوى الشر فانطلق نحو الجبهات، رُغم صغر سنه ولكنه كان مقداما ًوشجاعا ًفاق كل من فاقوه سنا ً، فكان للشهيد -سلام الله عليه- في هذا الزمان دور وموقف يأبى الضيم والانكسار، انطلق إلى جبهات العز والشرف والبطولة مقداما ًشجاعا ًمستشعرا ًللمسؤولية أمام الله ثم الوطن.. فهنيئاً لك الفوز يا يحيى.
تحدثت أخت الشهيد عن الدافع لانطلاقة الشهيد قائلة: الدوافع كثيرة منها تعلق الشهيد بأحد رفاقه وعندما استشهد بقصف هذا العدوان الجائر على السكن الذي كانوا فيه في إب، حينها حزن حزناً شديداً على الشهيد عبدالوهاب القاضي مع أنه كان أكبر منه سناً وبعدها رجع إلى صنعاء وأخذ دورات ثقافية وعسكرية ، وانطلق انطلاقة قوية جادة لم يهن أو يتوان.
ثم واصلت أخت الشهيد حديثها عن أبرز صفات الشهيد فقالت: كان حنونا ًوعطوفا ًوباراً بوالديه خاصة معي أنا وأمي، ومتسامحا ًمع الجميع لا يحمل الحقد والكراهية أبدا ًومسارعاً لمساعدة المحتاجين، وكان مرحاً يحب الضحك يحبه الصغير قبل الكبير، وكان لقبه الجهادي “ساجد” نسبة للإمام السجاد -عليه السلام- ؛ ولأنه كان كثير السجود في صلاته.
كما تحدثت أخت الشهيد عن كيفية استشهاده قائلة: في يوم الإثنين 2/ إبريل ذهب هو وزملاؤه إلى البحر وتسبحوا وبعدها جاءه اتصال بأن عليه التحرك نحو جبهة حيس؛ لأنه كان هناك زحف عليهم وعندها تحركوا بالطقم، وكان متعلقاً بالطقم، وأول ما تحرك الطقم فلت منه ومسك الطقم بيد واحدة ودق رأسه بالحديد الذي في الطقم وسقط إلى الأرض وتم إسعافه للمستشفى ودخل العناية المركزة؛ لأن إصابته كانت بالغة فقد حدث له ست كسور في الدماغ أدت لتلف خلايا الدماغ وتوقف الدماغ ، وعندما دخلوا أمي عليه وهو ينازع صاحوا باسمه فتوقفت عنده الرئتين، وعملوا له تنفساً صناعياً ظل على هذه الحال من يوم الإثنين إلى يوم الأربعاء الصباح في مستشفى خاص ولكن دون أي فائدة رُغم أنه كان يشرف عليه دكتور من العائلة ثم نُقل إلى مستشفى العسكري في الحديدة ، ويوم الخميس سافرت أنا مع عمي الدكتور وصلنا الساعة الخامسة بعد العصر حينها استشهد أخي وروحه فاضت إلى الرفيق الأعلى .
تلقينا خبر استشهاد أخي بالحمد والشكر والرضى رُغم أن فراقه أثر فينا فقد أحزن فراق أخي يحيى العدو قبل الصديق، هذه حقيقة فقد كان محبوبا ًعند الجميع، ولكن رُغم هذا فقد شعرنا بالفخر والاعتزاز والرضى فاللهم إن كان هذا يرضيك فخذ منا حتى ترضى.
ثم تحدثت أخت الشهيد عن وصايا الشهيد -سلام الله عليه – فقالت : كان جُل كلام أخي وصايا بأن نسير على درب وخطى المسيرة القرآنية، وكان يقول لي دائماً يا أختي افتخري بأن أخاكِ مجاهد وإن شاء الله أنال الشهادة فافتخري بذلك.
ثم أكدت أخت الشهيد يحيى على مواصلة الدرب وإنها تعاهد الله ثم السيد القائد عبد الملك الحوثي بأنهم سيبذلون الغالي والنفيس من أجل إعلاء راية الحق واجتثاث الباطل، فسنظل ندافع جيلا ًبعد جيل حتى وإن كان إلى يوم القيامة، وسنبذل الشهيد تلو الشهيد حتى يتم النصر – بإذن الله.

قد يعجبك ايضا