كأس آسيا 2019م .. أحداث غيرت تاريخ كرة القدم الآسيوية

 

شهدت النسخة السابعة عشرة من بطولة كأس آسيا لكرة القدم التي تعد ثاني أقدم بطولة قارية على مستوى العالم الكثير من الأحداث التطويرية التاريخية التي غيرت من مجريات التاريخ الكروي في القارة ونقلت الكرة الآسيوية مراحل متعددة إلى الأمام في إطار المساعي المستمرة والدائمة من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم (AFC) لتطوير اللعبة في القارة والوصول بها إلى أعلى المستويات.
الكثير من الأحداث التي غيرت تاريخ الكرة الآسيوية في ظل استقرار تام وتطور مستمر يعيشه الاتحاد الآسيوي بقيادة رئيس الاتحاد سلمان بن إبراهيم آل خليفة الذي حقق للكرة الآسيوية ما لم يحققه غيره وما يزال يطمح لتقديم المزيد وفتح آفاق المستقبل الأكثر إشراقاً .. فجعبة الرجل الأول في القارة ما تزال مليئة بالكثير من الأفكار والطموحات التي سيجني الآسيويون ثمارها على المستوى الكروي مثلما جنوا ثمارا متعددة من خلال القرارات الجريئة والسليمة التي بدأ بتطبيقها من كأس آسيا 2019.
قد يكون الكلام غير ذي جدوى ولكن الحقائق هي من تفرض نفسها وتؤكد صوابية كل القرارات التي أقدم عليها رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وأعضائه والرابح الأول والأخير هي كرة القدم في القارة الصفراء.. فكأس آسيا 2019 صنفها الفنيون والمتابعون والنقاد أفضل نسخة في تاريخ البطولة ما يؤكد النهج السليم لاتحاد اللعبة القاري لتكون آسيا 2019 نسخة استثنائية وتاريخية بكل المقاييس، كونها حملت أحداثاً غيرت وستغير تاريخ الكرة الآسيوية.
زيادة عدد المنتخبات
كان أبرز وأهم قرار اتخذه الاتحاد الآسيوي هو زيادة عدد المنتخبات المتأهلة إلى النهائيات من 16 منتخباً إلى 24 منتخباً اعتباراً من نسخة 2019 ما جعلها البطولة الأكبر والأكثر أهمية، هذا القرار لم يأت بشكل عشوائي بل وفق دراسات جادة أثبتت أن التطور المنشود لن يتحقق إلا باتخاذ هذه الخطوة الجبارة.
فزيادة عدد المنتخبات أتاح الفرصة لكثير من المنتخبات للتواجد في النهائيات ومنها منتخبنا الوطني الأول الذي تأهل للنهائيات الآسيوية للمرة الأولى في تاريخه منذ قيام الوحدة العام 1990، وكذا منتخبا الفلبين وقيرغيزستان والأخير قدم بطولة مميزة وتأهل إلى الدور الثاني وبصعوبة بالغة غادر البطولة أمام المنتخب الإماراتي المستضيف وهو الأمر الذي يؤكد مدى الفائدة التي عادت على المنتخبات الآسيوية من الزيادة العددية ويفند كل الأقاويل التي راهنت على فشل البطولة، ولكن العكس تماماً ما حدث فقرار زيادة عدد المنتخبات أكد نجاعته وفتح المجال لمنتخبات مغمورة لم يكن بإمكانها بلوغ النهائيات الآسيوية ولكن الزيادة فتحت لها المجال للوصول للنهائيات والمشاركة فيها كما أنه سيكون حافزاً نوعياً لكل اتحادات الكرة في القارة لتطوير مستويات منتخباتها من أجل نيل شرف التواجد في النهائيات وبالتالي ارتفاع المستوى العام للعبة، إضافة إلى نشر اللعبة أكثر بين أوساط الشعوب الآسيوية ورفع نسبة متابعتها كون منتخباتها التي لم تكن تصل لهذه المرحلة أصبح بإمكانها الآن التواجد في النهائيات وتشريف بلدانها، والأهم من كل ذلك أن زيادة عدد المنتخبات يؤكد شعار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم (آسيا موحدة) حيث وحدت النسخة الأخيرة القارة عن بكرة أبيها.
كأس جديدة
أقدم الاتحاد الآسيوي على تقديم نسخة جديدة من كأس البطولة ولأول مرة يتم تصميم كأس جديدة في بطولات كأس آسيا تماشياً مع المستقبل الجديد والمثير للمنافسات في القارة وبلغت تكلفة تصميم الكأس مليون دولار لينال المنتخب القطري شرف رفع أول نسخة من الكأس الجديدة.
الكأس الجديدة صممتها شركة توماس ليتي العالمية الشهيرة وربط تصميمها الجديد بين البلاغة والروح القوية على اعتبار أن بطولة كأس آسيا هي ثاني أقدم بطولة لكرة القدم القارية، ويعبر التصميم الجديد عن وحدة وتضامن المناطق الخمس التابعة للاتحاد الآسيوي (الغرب، الوسط، الجنوب، الشرق، آسيان) وتم تصميم الكأس بأيدي 12 حرفياً على مدى 450 ساعة.
جوائز مالية لأول مرة
وفي إطار مساعي التطوير للقائد سلمان بن إبراهيم آل خليفة ولتشجيع الاتحادات المحلية على تطوير مستويات منتخباتها ولأول مرة في تاريخ البطولة فقد تم تخصيص جوائز مالية، حيث نال البطل خمسة ملايين دولار وحصل الثاني على ثلاثة ملايين دولار فيما نال صاحبي المركزين الثالث والرابع مليون دولار لكل منهما ونال كل منتخب مشارك مائتين ألف دولار، ومثلت هذه الخطوة فارقاً كبيراً في تاريخ اللعبة في القارة الآسيوية وتأكيداً للاستقرار المالي والإداري والفني الذي يعيشه الاتحاد الآسيوي واستغلال الإمكانات المتوفرة له في جوانبها السليمة وبما يعود إيجابياً على مساعي التطوير خاصة بعد أن وقع الاتحاد الآسيوي اتفاقية حقوق تجارية كبرى مع شركة دي دي أم سي فورتيس للتسويق الرياضي والتي أمنت الاستقرار المالي للأعوام المقبلة كونها ضاعفت موارد الاتحاد قرابة أربعة أضعاف.
تقنية (Var)
ولأول مرة في تاريخ البطولات الآسيوية يتم استخدام تقنية الفيديو (Var) في البطولة وهي التقنية التي تخضع لإجراءات دقيقة ومعقدة وحققت هذه التقنية النجاح وعززت من معدلات النجاح التحكيمي، كما شهدت البطولة مشاركة الحكم المساعد الخامس واعتماد التبديل الرابع في المباريات التي يتم الاحتكام فيها لأشواط إضافية، علاوة على مشاركة 60 حكماً وهو أعلى رقم في تاريخ البطولة ما يكشف مدى التطور المذهل الذي تشهده اللعبة في ظل قيادة ناجحة حريصة على تحقيق النجاح ووفق أسس سليمة.
جوانب إنسانية
في كأس آسيا السابعة عشرة لم يقتصر الأمر على مجرد التنافس الكروي فقد كانت الجوانب الإنسانية حاضرة والسمة الأبرز في كأس آسيا 2019م، فقد كان للاتحاد الآسيوي السبق في تأسيس مؤسسة الحلم الآسيوي وهي المنظومة العليا للجنة المسئولية الاجتماعية بالاتحاد والتي تعنى بمد يد العون وتقديم المساهمات الإنسانية والرياضية لكل المناطق التي تحتاج لذلك بالتنسيق مع المنظمات ذات العلاقة.
وشهدت نسخة 2019م تطبيق مبدأ الإنسانية بكل ما تعنيه الكلمة فقد قام رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم سلمان بن إبراهيم بتكريم لاعبي أكاديمية وايلد بورز التايلندية “أطفال الكهف” الذين نجوا من الحادثة الشهيرة التي حدثت جراء العواصف شمال تايلند خلال شهر يوليو 2018، كما قام رئيس الاتحاد الآسيوي بتكريم مشجع سوري من ذوي الاحتياجات الخاصة حضر لتشجيع منتخب بلاده وهو ما يمثل مبادرات نوعية تحسب للرجل الأول في كرة القدم الآسيوية.

قد يعجبك ايضا