وجهة نظر.. نجمة الألعاب اليمنية في حضرة الإمبراطور

 

حسن الوريث

في الندوة المصغرة التي نظمها النادي الأهلي بصنعاء حول لعبة كرة الطاولة اليمنية تاريخها وإنجازاتها وآفاقها المستقبلية تكشفت الكثير من الأمور التي ربما كانت خفية لدى البعض حول لعبة كرة الطاولة ونجومها ،حيث استطاع أمين عام اتحاد كرة الطاولة مطهر زبارة -الذي يعد أحد أبرز نجوم اللعبة في اليمن- أن يأخذنا إلى تاريخ اللعبة وواقعها ومراحل تطورها وحتى تدهورها.
بالنسبة لي فقد فتحت هذه الندوة المصغرة العديد من التساؤلات حول هذه اللعبة التي كانت من الهوايات التي أمارسها إلى جانب بعض الألعاب الرياضية مثل كرة القدم وألعاب القوى، وأبرز هذه التساؤلات وربما من وجهة نظري أهمها هو أن تاريخ هذه اللعبة يكاد يكون غير مدون أو مكتوب ولم يتم توثيقه فتلك المعلومات التي أوردها الكابتن مطهر زبارة كانت نتيجة بحث قام به وربما أنه تعب كثيراً حتى استطاع جمعها كي يقدمها لنا في الندوة ،الأمر الثاني الذي كان مثار نقاش من الحضور هو التراجع المخيف لهذه اللعبة التي كانت في يوم من الأيام مزدهرة وكنا نمتلك فيها نجوماً حفروا أسماءهم في تاريخ اللعبة ،ووفقاً لما ورد فإن النادي الوحيد الذي مازال يمتلك صالة لكرة الطاولة هو النادي الأهلي بصنعاء والكثير من الأندية تستعير لاعبين من الأهلي للمشاركة بهم في البطولات المختلفة إلى آخر ذلك من المعلومات الصادمة التي تفرض علينا جميعاً بحث ودراسة الأسباب التي أدت إلى هذا الوضع ،والعمل على معالجتها لإعادة كرة الطاولة إلى مكانتها.
ولو بدأنا الحديث عن توثيق تاريخ اللعبة والذي تحدثنا عنه كثيراً ليس لكرة الطاولة ولكن لكل الألعاب الرياضية وللأندية والاتحادات ،فعملية التوثيق غائبة تماماً رغم ما تمثله من أهمية كبيرة في كتابة التاريخ الرياضي الذي سينتهي ويندثر وربما يأتي اليوم الذي لا نجد فيه أي شيء يذكرنا بتاريخنا الرياضي، ورغم بعض المحاولات هنا أو هناك من قبل البعض سواء من الرياضيين أو الإعلاميين لكنها تظل قاصرة وناقصة وتحتاج إلى جهد جماعي رسمي من وزارة الشباب والرياضة وبعض الوزارات المعنية أو من الاتحادات والأندية والإعلام الرياضي وكذا الرياضيين سواء القدامى أو الجدد، والهدف هو توثيق وتجميع تاريخنا الرياضي وكتابته، وقد تحدثت في مواضيع سابقة عن أهمية التوثيق وضرورة وجود متاحف رياضية لعرض تاريخ الرياضة ومنجزاتها ونجومها وأبطالها والإسهام في الحفاظ على ذاكرة الحركة الرياضية.
أما ما يتعلق بلعبة كرة الطاولة وتدهورها فهنا يكمن الألم والحسرة على لعبة كانت إلى وقت قريب إحدى الألعاب التي نفتخر بها وبنجومها المتميزين، وقد كان الكابتن مطهر زبارة خلال الندوة يتحدث عن الوضع الراهن للعبة بكل ألم وحسرة خاصة حين تحدث عن تدمير العدوان للصالة الرياضية الكبرى لهذه اللعبة والتي كانت تعتبر مركزاً ليس فقط لإقامة البطولات لهذه اللعبة فقط بل كانت مركزاً لتخريج النجوم في هذه اللعبة ،وبالتأكيد أن الحقد الأعمى لبني سعود على الشعب اليمني جعلهم يدمرون كل منشآته الرياضية وغير الرياضية ،وربما أن تدمير الصالة أحد أسباب تراجع اللعبة إضافة إلى أسباب أخرى يمكن أن يتم دراستها وبحثها في ندوة متخصصة تقام بمشاركة كافة الأطراف ابتداء من الوزارة والاتحاد مروراً بالباحثين والمتخصصين والأندية وصولاً إلى نجوم اللعبة القدامى والحاليين والإعلام الرياضي للخروج برؤى وتصورات لإعادة الروح لهذه اللعبة، والأكيد أن هذه الندوة المتخصصة كانت من ضمن مخرجات هذه الندوة المصغرة، والشيء الأجمل أن النادي الأهلي أبدى استعداداه لتنظيم هذه الندوة واستضافتها بالتعاون مع الاتحاد والجهات المعنية.
مما لاشك فيه أن لعبة كرة الطاولة ارتبطت كثيراً بالنادي الأهلي صنعاء على اعتبار أنه نادي البطولات في هذه اللعبة وأن أبرز نجوم اللعبة في اليمن على مر تاريخها كانوا من أبناء هذا النادي العريق والذي مازال اهتمامه بهذه اللعبة حاضراً ونتمنى أن لا يغيب وأن يظل الإمبراطور الذي لا تغيب عنه هذه اللعبة ،كما نأمل أن تعيد بقية الأندية حساباتها لإعادة هذه اللعبة إلى أجندتها ودائرة اهتماماتها حتى لا تلحق ببعض الألعاب التي انتهت من القاموس الرياضي للأندية ،وهذه أيضاً دعوة للاتحاد أن يعمل كل ما بوسعه على تلافي هذا التدهور وأن يتحمل مسؤوليته في النهوض مرة أخرى بلعبة متميزة كانت إلى عهد قريب نجمة الرياضة اليمنية.

قد يعجبك ايضا