اليمن اليوم بين العدوان والسلام؟

زيد البعوة
في نهاية العام الرابع من العدوان مرحلة صعبة يعيشها الشعب اليمني لا السلام تحقق رغم كثرة الحديث واجماع الجميع على ضرورة السلام ولا العدوان توقف رغم انه قد بذل ما بوسعه للوصول الى أهدافه ولم يصل الى النتيجة التي يرجوها وبين السلام والعدوان يبقى الشعب اليمني متعلقاً بحبل الله غير واثقٍ بأحد سواه يواصل مشواره الجهادي في التصدي للعدوان وهو في ذات الوقت يملك الرغبة الحقيقية في تحقيق السلام.
كان من المفترض ان تنعقد جولة مشاورات جديدة في شهر يناير الحالي بشأن العدوان على اليمن واستكمالا لما تم البدء فيه في عاصمة السويد نهاية العام المنصرم ولكن على ما يبدو ومن خلال الظروف الراهنة ان اتفاق السويد المزعوم سوف يأخذ مساحة زمنية طويلة الأمد حتى يدخل حيز التنفيذ هذا ان سنحت له الفرصة على الرغم من اننا كشعب يمني فقدنا الأمل في مثل هكذا اتفاقات يغلب عليها المكر والخداع والكذب حيث لا حظ الجميع ان ما يسمى باتفاق السويد كان عبارة عن خروقات واستحداثات عسكرية واستغلال العدوان لحرص الشعب اليمني على تحقيق السلام.
واليوم ها نحن في نهاية شهر يناير ولا يوجد أي جديد لأن الجميع مشغولون باتفاق السويد المزعوم الذي فاقم الصراع وجعل الأمور اكثر تعقيداً وأعطى الصراع مساحة كبيرة في الجانب السياسي والعسكري وعطل أي تقدم في ملف السلام وعلى الرغم من زحمة تصريحات المجتمع الدولي وجلسات مجلس الأمن وتقارير الأمم المتحدة وكل اللغط السياسي الذي حصل ويحصل بشأن اتفاق السويد الا ان ذلك لم يغير من الواقع شيئاً إلاّ في الاتجاه السلبي ومزيداً من الوهم والكذب الذي يخدم اهداف العدوان.
لم يعد الشعب اليمني يؤمل في عقد أي جولة مشاورات سلام جديدة خصوصاً بعد العراقيل والمعوقات التي حالت دون تنفيذ ما تم التوقيع عليه في السويد حيث مثلت مراوغة العدوان وخداعه وألاعيبه وتنصل المجتمع الدولي عن القيام بما يلزم في الضغط على الطرف المعرقل وهو العدوان فضاعف ذلك فقدان ثقة أوساط الشعب اليمني في الأمم المتحدة ومجلس الأمن في عدم توفر أي نوايا جادة وصادقة في تحقيق السلام ووقف العدوان في اليمن.
الواقع اليمني اليوم والأحداث المتسارعة والتصعيد العسكري الذي يقوم به العدوان في مختلف الجبهات يشهد على انه لاوجود لأي مؤشرات حقيقية وجادة على احراز أي تقدم في ملف السلام وان الميدان هو صاحب الكلمة الفصل وقد كان كلام السيد عبد الملك في الذكرى السنوية للشهيد حين دعا الشعب اليمني إلى مواصلة المشوار في التصدي للعدوان ومواصلة الصمود ورفد الجبهات والتحرك القوي والفاعل في مختلف المجالات في مواجهة العدوان كل هذا هو عبارة عن خلاصة لما تتطلبه المرحلة.
وفي خضم الصراع المستمر مع العدوان لا يوجد هناك أي خيار امام الشعب اليمني سوى الاستمرار في التصدي للعدوان بالاعتماد على الله والثقة بصدق وعده في نصر المستضعفين من عباده وقد قطعنا شوطاً كبيراً والحقنا بالعدو خسائر كبيرة وفي المراحل الحرجة يأتي الفرج من الله خصوصاً ان الشعب اليمني قدم ما يستطيع واكثر مما يستطيع من اجل السلام ولكن دون جدوى لهذا ما تتطلبه المرحلة اليوم هو المضي قدماً في الصمود والصبر والثبات وهذا هو الخيار الأنجح الذي سيصل بنا الى السلام.

قد يعجبك ايضا