يَا فخرَ عِزَّتنا وعِزَّ شُموخِنا

 

عبد الجليل الرفاعي

إن كنت من نسلِ الأُبَاةِ الصِّيدِ
فاحرص على تقديسِ كُلِّ شهيدِ
واجعلْ من القبر المُعفّر بِالدِّمَا
زاداً لكلِّ مُقَاتِلٍ صِندِيدِ
في كل عامٍ يومَ ذكرى مَن مَضَوا
في رَكبِ سبطِ المصطفى المنشُودِ
يا معشر الشُّهداءِ أنتم أسوةٌ
للمؤمنينَ بمنهجِ التَّوحِيدِ
لله بعتم في الوغى أرواحكم
فظفرتمُ بالنَّصر والتأييدِ
وهزمتمُ الأحزابَ رغمَ عتادِهم
وبرغم مَا جمعوهُ مِن تحشيدِ
صاروا أمامَ صُمُودكم وثباتكم
مَا بين مٌعتَقَلٍ وبينَ شَرٍيدِ
وغدا التحالفُ في الورى أضحوكة ً
بل صارَ مسخرةً لكلِّ بَلِيدِ

والفضلُ للشهداء في استبسالِهم
في صدِّ حلفٍ فاجرٍ عِربِيدِ
جعلوا من المُحتلِّ أعظمَ عِبرَةٍ
في كلِّ معركةٍ بكلِّ صَعِيدِ
فلَكَم تكبَّدَ رغمَ وفرة مَالِهِ
وسلاحه في الحربِ مِن تَكبِيدِ
وبدا ضعيفاً فاشلاً هشَّاً فلا
يقوى على تحقيق أيِّ جَديدِ
كَم وثّقت قنواتنا لمشاهدِ
رَصَدت فِرارَ المُعتدي الرِّعدِيدِ
ولَكَم تلاشت فجأة ً قواتُهم
وغدت بِسَاح الحرب حَبَّ حَصيدِ
نحنُ الرِّجالُ وإنَّهُم ليسُوا سِوى
أشباه ناسٍ بل سُعاة بَريدِ
جاؤوا لِيلقوا حَتفهم ولِيصبِحُوا
جِيَفَاً كزادٍ للسِّبَاعِ زَهِيدِ
إنَّا أُولو بَأسٍ شديدٍ فاسألُوا
عن بَاسِ قَومِ في القتالِ شديدِ
يُخبِرْكُمُ القُرآنُ عنَّا فاقرؤا
القرآنَ يا أحفادَ كلِّ بَلِيدِ
يا لعنةَ التأريخِ خُصّي مَعشَرَاً
باعُوا ضَمائرَهم لِكلِّ حَقُودِ
وإلى ابن زايدَ قدَّمُوا أرواحَهُم
وتهافتوا لِرِيَالِ آل سُعُودِ
حَسبُوا بلادي للغُزاة فَريسة ً
لم يسمَعُوا مِنَّا لِأيِّ وَعِيدِ
قادتُهمُ الأهواءُ نحوَ حتوفِهم
طَمَعَاً بعيشٍ في الحياةِ رَغِيدِ
فإذا بهم صرعى لأوَّلِ وَهلةٍ
ما بين جُنديٍّ وبين عقيدِ
أخزاهُمُ البَاري وأفنى جَمعَهُم
خابَ التحالفُ، خاب كُلُّ عنيدِ
خابَ ابنُ زايدَ وابنُ سلمانَ الذي
أضحى سنيناً غارِقَاً في ميدِي
والنصرٌ لابن المصطفى والمرتضى
وابن البتول القائدِ الصِّندِيدِ
والخُلد للشُّهداءِ أرباب الوفَا
مَن واجهُوا التصعيد بالتصعيدِ
ولِربهم بذلُوا الدِّمَاءَ رخيصة ً
في مشهدٍ متميّزٍ وفريدِ
لا تحسبوا الشهداءَ موتى إنَّهُم
يتقلّبُونَ اليومَ بين الغِيدِ
أحياءُ في جنَّاتِ عدنٍ, يالَهَا
من نعمةٍ نيطت بكلِّ سَعيدِ
الله ربِّي يصطفِي الشُّهدا فمَن
نالَ الشَّهادةَ فازَ بالتأييدِ
دربُ الشَّهادةِ ليس سهلاً فاعرفُوا
قدرَ الجهاد وقدرَ كُلِّ شهيدِ
ولْتُحسِنوا لذوي الشهيدِ وأهلِه
ولْتُكرمُوا أولاده في العِيدِ
لِتُقابلوا الإحسانَ بالإحسانِ في
دربِ الوفا لِدمَاءِ كُلِّ مجيدِ
هذا القليلُ بحقِّ مَن جادُوا بِمَا
ملَكُوا فصَدّوا طُغمة َالتهويدِ
لولا ثباتُ الأُسْدِ في سَاحِ الوَغَى
لاستعمرَتنا زُمرةُ “النَّمرُودِ”
ولَمَا تلَذَّذَ بالكَرى جفنٌ لنا
إن سِيقَ بعضُ رجالِنا كَعبيدِ
أوْ أصبّحت أعراضنا غَرَضَاً لأبْ
نَاءِ البِغَاءِ وحلفِ آل ٍسُعُودِ
لولا الشهيد لمَا شعرنا لحظة ً
بالأمن في صنعاءَ أوفي ميدي
لكَ يا شهيدُ بيوم ذكراك الوفا
مِنَّا ومِن كُلِّ الأُبَاةِ الصِّيدِ
يا فخرَ عِزَّتنا وعِزَّ شُموخِنا
يا شُعلةَ الإيمانِ والتوحيدِ
لك كُلُّ يومٍ مِن صَميم قلوبِنا
أزكى السَّلام بِزامِلٍ ونشيدِ

في صنعاء 30- – 31/ديسمبر/2018م

قد يعجبك ايضا