هذا هو الخيار

 

أحمد يحيى الديلمي

ها هي أيام العام الرابع من العدوان السافر تنصرم وتوشك على الانتهاء والقوى المعتدية تزداد همجية وغطرسة وصلفاً وإصراراً على تراكم المآسي المروعة وتفاقم الكوارث الإنسانية المريبة.. أربعة أعوام والشعب اليمني يتعرض لحرب إبادة شاملة ويتجرع مرارة حصار اقتصادي جائر ضاعف الكوارث والمآسي الإنسانية بفعل نقص الأغذية التي تسد الرمق وتقوي البسطاء على مقاومة الأمراض الفتاكة وانعدام الأدوية المطلوبة لإيقاف زحف الأمراض الخطيرة مثل الكوليرا والسرطان والسكر والفشل الكلوي وغيرها من الأمراض التي أحاطت بالإنسان اليمني إلى جانب الضحايا الذين تحصد أرواحهم الصواريخ المدمرة والقنابل الذكية الأمريكية والبريطانية , إذ تشير إحصائية إلى أن من قضوا نحبهم بفعل الجوع وانتشار الأمراض تجاوز عددهم أضعاف من استهدفهم المعتدون في المنازل ومقار العمل والمصانع وصالات الأفراح والطرقات ودور العبادة .
أربع سنوات واليمنيون يرزحون تحت وطأة الظلم الفادح والعالم كل العالم يلوذ بالصمت والغالبية ضالعون في التآمر ، أي أن الجميع إما صامت أو متآمر يتلذذ بمشاهد الجرائم والفضائح التي يرتكبها المعتدون ، بينما إرادة الهيمنة والاستقطاب الدولي تصر على خلط الاوراق والتعاطي مع ما يجري بمعايير مزدوجة بتحريف الوقائع والأحداث خلافاً لما هي عليه في الواقع عبر ابتكار سيناريوهات مفبركة وتلفيق أخبار زائفة تتعمد شيطنة ما يجري خدمة للمصالح بأفقها الانتهازي الضيق وتسييس التقارير المتصلة بالأوضاع الإنسانية ، هذه الأوضاع المزرية التي أحدثت شروخاً وجروحاً عميقة في النفوس دفعت اليمنيين إلى التساؤل بمرارة .
* لماذا كل هذا الإصرار على إبادة الشعب اليمني وهدم مقدراته ما هو الذنب الذي اقترفه؟
* هل انهارت منظومات القيم الإنسانية؟ وسقطت مدونة السلوك الدولية تحت أقدام المال وغطرسة القوة؟
* هل أصيب أصحاب المبادئ والقيم بالإفلاس؟
* هل ماتت الضمائر وأصبحت المتاجرة بأشلاء ودماء الضحايا من الأطفال والشيوخ والنساء فعلاً محبباً في سبيل الظفر بالمصالح بعنفوانها المزري؟
أسئلة كثيرة ترددها أفواه اليمنيين بحسرة والم ، لم تجد اجابة ستظل محلقة في سماء هذا الكون المكلوم وستزداد حدة إذا تقاعس المجتمع الدولي عن تعهداته التي ترجمها مجلس الأمن الدولي بقرار حظي بالإجماع عزز ما جرى في السويد.. إلا أن أطراف العدوان تحاول التنصل وتتعمد تحليق الطائرات وشن غارات همجية على مناطق كثيرة أمام مرأى ومسمع الأمم المتحدة.. إنها فعلاً رغبات شيطانية تحاول تقزيم دور المجتمع الدولي والاستهانة بمواقفه ، فهل يعي ذلك السيد غرافيت ويطمئن اليمنيين بوجود المنظمة الدولية ؟! هذه الأمنية ستظل حبيسة الذاكرة وسيظل الرهان الأكبر بعد الله على الأبطال رجال الرجال بما لديهم من رباطة جأش ومعنويات عالية وإصرار، وهذا هو الخيار لدحر مراهنات الأعداء من المحتلين الغزاة وجحافل العملاء والمرتزقة المتعاونين معهم.. والله من وراء القصد ،،

قد يعجبك ايضا