عام السقوط لمحمد بن سلمان

 

* استهلت السعودية عام 2018 على وقع اعتقالات الأمراء في فندق الريتز والذي كان هدفه إعادة تجميع ثروة العائلة المالكة في يد بن سلمان لوحده، تبعها حملة اعتقالات وتكميم أفواه المعارضين والناشطين السعوديين كان أبرزها اعتقال 11 أميرا تجمهروا أمام قصر الحكم في الرياض في يناير وجريمة قتل الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول بعد استدراجه إليها في / أكتوبر.
* كان العام 2018 صاخبا للغاية بالنسبة لولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان”.فقد ذهب من كونه مصلحا ثوريا يقود ربيعا عربيا سعوديا من أعلى، إلى تلقي اللوم من قبل المجتمع الدولي واجمع مجلس الشيوخ الأمريكي على ان بن سلمان وراء القتل المتعمد لـ “جمال خاشقجي”.
* بات يُنظر الآن إلى بن سلمان أنه مستبد خطير ومتهور متورط في جرائم حرب ومجاعة جماعية. ومن المرجح أن يكون المجتمع السياسي والإعلام أكثر عدائية تجاهه في عام 2019.. لقد كان حقا عام السقوط بالنسبة لـ”بن سلمان”.
* منذ صعود نجم محمد بن سلمان وتوليه ولاية العهد، تعاظمت الانتقادات بشأن الحصاد الفعلي الذي قادت المملكة إليه وخلال عام2018، قدم بن سلمان صورة للعالم عن السعودية بأنها دولة تنتهك فيها حقوق الإنسان، كما أسهم بخسارة بلاده عدداً من حلفائها وأصدقائها، رداً على اغتيال الصحفي جمال خاشقجي والحرب في اليمن التي تقودها بسبب قتل الآلاف من المدنيين اليمنيين، وتسببها بمجاعة.
* اكدت الأمم المتحدة إن 16 مليون يمني معرضون الآن لخطر سوء التغذية، وهي أسوأ كارثة إنسانية في العالم منذ الحرب العالمية الثانية، وهي أيضا مبادرة سياسية بتوقيع “بن سلمان”.
* إذا لم تتوجه الحرب إلى وقف شامل لإطلاق النار في اليمن بحلول أوائل يناير/2019، فمن المرجح أن يتخذ “الكابيتول هيل” إجراءات أخرى لمعاقبة ولي العهد وإنهاء التدخل الأمريكي في حربه في اليمن.
* تدرس كندا، وهي أحد ضحايا نوبات غضب ولي العهد السعودي في عام 2018، إلغاء صفقة أسلحة بقيمة 15 مليار دولار لصالح الحرس الوطني السعودي، وإذا فعلت أوتاوا ذلك، فإنها ستكون أكبر صفقة سلاح يتم إلغاؤها مع المملكة.
* ظل الغطاء الأمني الأمريكي هو التحالف الحاسم للمملكة منذ 75 عاما حيث أنقذتها من الناصرية والسوفييت و”صدام حسين” وملالي إيران، ويحتاج السعوديون إلى واشنطن أكثر بكثير من حاجة واشنطن إلى السعودية ونفطها
* مرت السعودية بعد مقتل خاشقجي بضغط دولي كبير، وسط اتهامات مباشرة لبن سلمان بالمسؤولية عن القتل، من خلال إعطاء الأوامر إلى فريق الاغتيال، ولكنه قدم عدداً من المقربين منه كـ”أكباش فداء”.
* توصلت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية إلى أن قتل خاشقجي كان بأمر مباشر بن سلمان، وهو ما دفع مجلس الشيوخ الأمريكي للتصديق بالإجماع على قرار يحمله مسؤولية القتل.
* أعلنت الحكومة الألمانية، في نوفمبر الماضي، إلى جانب الدنمارك وفنلندا والنرويج، توقفهم بالكامل عن توريد الأسلحة إلى السعودية، وذلك احتجاجاً على مقتل خاشقجي، كما فرض عقوبات على 18 سعودياً مرتبطين بالقضية.
* لم يحقق تحالف العدوان السعودي الذي شن حربا طاحنة على اليمن منذ أن كان بن سلمان ولياً لولي العهد في 2015، أي إنجازات عسكرية على الأرض، بل خسرت الكثير من المناطق، وواصل اليمنيون قصف العمق السعودي بعشرات الصواريخ الباليستية.
* وجه الكونغرس الامريكي ضربة موجعة لـ بن سلمان من خلال تصويته على مشروع قانون ينهي دعم واشنطن للحرب التي تخوضها بلاده في اليمن، بموافقة 56 سيناتوراً على مشروع القانون
* مثلت حرب اليمن إخفاقاً كبيرا ينضم إلى إخفاقات ولي العهد السعودي، الذي ورط بلاده في هذه الحرب التي تبلغ تكلفتها نحو 200 مليون دولار يومياً، أي 72 مليار دولار سنوياً، و216 مليار دولار في ثلاث سنوات، وفق مجلة التايمز البريطانية.
* اعتقلت السعودية خلال 2018 المئات من الدعاة ونشطاء حقوق الإنسان، بتهم الإرهاب والتحريض، مع محاكمات غير عادلة ولا تخضع للقوانين المتعارف عليها دولياً، فيما توفي بعضهم تحت التعذيب أو بسبب غياب العناية الطبية.
* خلال هذا العام، 2018شكل بن سلمان صورة للعالم عن السعودية بأنها “دولة قمعية” تنتهك فيها حقوق الإنسان، ويُقتَل المعارضون فيها بمجرد معارضتهم للحكم وأوامر قادة المملكة، أو يزج بهم في السجون، وصولاً لمعاقبتهم بأحكام طويلة ومشددة تصل إلى الإعدام.
* عمل الإعلام السعودي طيلة العام، بمختلف أدواته المرئية والمكتوبة، والإعلام الاجتماعي من خلال ما يعرف بـ”الذباب الإلكتروني”، على تجاوز الإخفاقات الكبيرة لبن سلمان، وتجنب الحديث عنها، والعمل على تصدير إنجازات شكلية لولي العهد، وتصويره بأنه “البطل” الذي سيقود المملكة إلى بر الازدهار.ولكن المعطيات على الأرض تعاكس ذلك من حيث الخسائر العديدة لبلاده، وخاصةً الاقتصادية منها.
* سجل بن سلمان إنجازات “بذخ” شخصي خلال هذا العام، حيث كُشف أنه اشترى قصر لويس الرابع عشر التاريخي في فرنسا قبل عامين بملبغ 300 مليون دولار، ويختاً ضخماً بمبلغ خيالي، وهو ما أكده عضو مجلس الشيوخ الأمريكي بيرني ساندرز، الذي صرح بأن “ولي العهد السعودي اشترى في أبريل الماضي يختاً بقيمة نصف مليار”.
* لا تزال السعودية تأمل في فرض نفوذها على قطر، كما يتضح في استمرار الحظر الذي تفرضه دول مجلس التعاون الخليجي على الدوحة، لكن قرار الرياض الأخير باستضافة آخر قمة للمجلس على مستوى زعماء الدول -رغم أن قطر اختارت أن يمثلها ممثلها في الجامعة العربية وليس الأمير بنفسه- يشير إلى مساعي المملكة لإغواء الدوحة بالعودة إلى المظلة الإقليمية.
* لن تتردد الرياض في استخدام المزيد من القوة العسكرية في اليمن إن شعرت بأنها لن تعاني من أي تداعيات دبلوماسية على علاقاتها مع حلفائها الغربيين، رغم ذلك، فإن فظائع الحرب على اليمن قد خلقت درجةً كافية من الضغط الدولي، تجبر الرياض على الخضوع لمحادثات السلام التي فتحت المجال أمام حل سياسي للصراع الذي طال أمده.
* لم تشهد السعوديو زمنا كذلك الذي مر عليها في العام 2018، حيث تدرجت الرياض في الأزمات وصولا إلى وضع وجد المسؤولون السعوديون أنفسهم معزولين عن العالم إن لم نقل منبوذين. فالعنجهية والتعجرف التي طبعت تصرفات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان انتهت به في أواخر العام إلى حد استجداء رؤساء الدول (حتى العربية) من أجل استقباله ولو من الأبواب الخلفية.
* فرضت السعودية عام 2018 ضريبة على القيمة المضافة بنسبة 5 % على غالبية البضائع والخدمات ورفع أسعار الوقود على وقع وعود اقتصادية وردية من ضمن رؤية المملكة 2030 التي اطلقها بن سلمان وجعلها سببا وحجة لكل الإجراءات التي اتخذها
* أخفقت السعودية في رفع سعر برميل النفط للحد من خسائرها نزولا عند رغبة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي لم يألو جهدا في ابتزاز الرياض ماليا فكانت مئات المليارات من الدولارات تنهال على رأسه كلما أشار بإصبعه.
* قام صندوق الاستثمارات العامة السعودي في سبتمبر 2018 باقتراض 11 مليار دولار وذلك لأول مرة في تاريخه. وبلغ العجز في الميزان التجاري 195 مليار ريال سعودي بمعدل تضخم بلغ 2.9%.
* بلغت عزلة ولي العهد السعودي ذروتها في مؤتمر قمة العشرين في الأرجنتين حيث شاهد العالم أجمع انزواء بن سلمان واهمال رؤساء العالم له.
* شهدت تونس والجزائر ومصر مظاهرات شعبية عارمة رافضة لاستقبال بن سلمان وبات الرؤساء يخجلون من التقائه علنية ويتجنبون حتى القاء التحية عليه.
* لم تنجح السعودية في تمرير وتنفيذ ما يسمى ” صفقة القرن ” التي اعلنها الرئيس الامريكي والتي كانت تهدف من خلالها إلى تصفية القضية الفلسطينية وتسليم فلسطين المحتلة للكيان الصهيوني، رغم الضغوط التي مارستها على الفلسطينيين وانفتاحها على العدو الصهيوني والسماح للطائرات الهندية المتجهة إلى فلسطين المحتلة بالعبور ولأول مرة فوق الأراضي السعودية في شهرمارس من العام 2018
* فتحت الصحافة السعودية صفحاتها أمام المحللين والعسكريين الصهاينة واصبح الحديث عن “إسرائيل” وكأنها دولة شقيقة تجمعها والسعودية المصالح المشتركة والعدو الواحد.
* قطعت السعودية علاقاتها السياسية والاقتصادية مع كندا في أغسطس الماضي على خلفية انتقاد أوتاوا للرياض بسبب اعتقال ناشطين معارضين.
* عجزت السعوديو وحليفتها الرئيس الامارات رغم استخدام كل أنواع الهمجية والعنف في السيطرة على مدينة الحديدة واضطرارهما للموافقة على جلوس مرتزقتهما إلى طاولة الحوار في السويد.

قد يعجبك ايضا