أمريكا والسعودية والإخوان.. مثلث الإرهاب العالمي

 

مطهر الاشموري

في خطبة أو كلمة للملك السعودي (عبدالله) بعد ثورة مصر ضد الإخوان تحدث في مرة واحدة عن نقطتين :
الأولى: إن سيطرة الإخوان على مصر كانت تمثل كارثة على العالم الإسلامي لا يعلم مداها إلا الله
الثانية : إن التاريخ سيثبت من هو الإرهابي ومن الذي يدعم الإرهاب
إنه في النقطة الثانية تحدث عن الكارثة التي احلت بالإسلام و(العالم الإسلامي ) ولكن لو كان يربط هذا الإرهاب بالإخوان فلم يكن من مانع وقد اعتبر سيطرة الاخوان على مصر بأنها كانت الكارثة على العالم الإسلامي ليظل السؤال: من هو طرف الإرهاب والداعم للإرهاب الذي لم يسمه الملك عبدالله لكنه قال: إن التاريخ سيثبت من هو؟
كان الحديث والحدث وقتها عن سوريا والضربة الأمريكية التي كانت امريكا هددت بها وبعد ان نزعت روسيا فتيل الأزمة بصفقة تدمير الأسلحة الكيميائية السورية قال الرئيس الأمريكي وقتها (اوباما ) ان دعوة من ملك السعودية (عبدالله) للجهاد في سوريا هي اقوى من النووي، وحقيقة فالملك عبدالله لم يستجب لذلك بالرغم من حملة علماء الوهابية لهذا الجهاد والاستجابة جاءت من مصر الإخوان والرئيس (مرسي) حيث حشد الاخوان جمهورهم الى استاد القاهرة ليأتي مرسي ويعلن من استاد القاهرة قطع العلاقات مع دمشق وتبني الجهاد في سوريا .
من هذه الأحداث التي سبقت خطاب الملك عبدالله قد يفهم ببساطة ووضوح أن الإرهاب والداعم للإرهاب هو أمريكا ولا توجد دولة او نظام غيره لا يجرؤ الملك عبدالله على تسميته .
الحاكم الفعلي الجديد للسعودية قال في تصريح داخل السعودية أو للداخل السعودي: إننا نريد العودة الى إسلام ما قبل 1979م وفي تصريح أو أكثر للصحافة والاعلام الأمريكي قالها صراحة: إنه لم يكن يوجد ارهاب في المنطقة ولكننا صنعنا ذلك تلبية لطلب أمريكي ومن اجل مواجهة السوفيت .
كان الملك (عبدالله) يعني أن النظام السعودي كان أداة أمريكية في الإرهاب او صناعته فيما هو في الأساس وفي التأصيل تصميم وخطة واستراتيجية امريكية وإن مولنا أو دعمنا فبأمر وطلب امريكي فمن يتحمل المسؤولية من خطط للإرهاب ومثل استراتيجية له ربطاً بالتسليح والدعم والتمويل بطلبه أو بأمره ام من استعملوا ادوات صياغته وصناعته وهم بشكل اساسي النظام السعودي والإخوان ؟
دعونا نتتبع الأحداث واقعياً فنجد أن أمريكا استعملت الإرهاب في الشيشان، مثلا السعودية والإخوان سارا في خط استعمال الإرهاب لصالحهما وبسقفهما مجتمعين أو فرادى سواء ضد روسيا في الشيشان وحتى ضد أمريكا ذاتها .
لا نتحدث هنا عن أحداث سبتمبر 2001م بما شابها من لغط ولكن تفجير (الخُبر) مثلاً الذي أودى بحياة اكثر من مائتي امريكي واستهدف أو دمر المدمرة الامريكية (كول) بعدن ومحاولة تفجير فندق عدن وبداخله المئات من (المارينز) الذين كانوا بصدد الذهاب للصومال هي عمليات إرهابية وضد أمريكا وكلها وراءها النظام السعودي أو الإخوان أو كلاهما وما جرى من تعامل مع تفجير (الخبر ) والتحقيقات الشفافة حول (كول) تؤكد ذلك بل إن أمريكا تعرف حقائق أخطر عن محاولات استعمال النظام السعودي والإخوان للإرهاب ضدها ولكن مع محاولات للتغطية والهروب من المسؤولية ؟
سلمان الذي بات ملك السعودية كان هو الجناح في الأسرة المسؤول عن تفجير (الخبر) ولولا ذلك ما كان للنظام السعودي ان يرفض شراكة او إشراف أمريكا على التحقيق وذلك ما جعله يلجأ لاستخدام العنف مع افراد مسجونين لإجبارهم على الاعتراف بأنهم كانوا وراء ذلك ليعدمهم ويغلق هذا الملف .
ذاته ما يحدث فحين يضطر النظام السعودي للاعتراف بجرائم حرب اقترفها باليمن يحمل المسؤولية ما تسمى (شرعية) وحين يعترف بقتل خاشقجي في قنصلية بلاده يضحي بعسيري وقحطاني ….وهلم جراً .
المسألة ليست فقط في حاجية أمريكا او استغنائها عن خدمات النظام السعودي أو عن مصالح لها لديه او يحققها لها، ولكن النظام السعودي والاخوان إن تقاربا والتحما أو ابتعدا وتقاطعا مارسا الاستهداف لأمريكا بالإرهاب مع محاولة التغطية ومنع الوصول للإثباتات والأدلة الدامغة .
دائماً فالقوي والأقوى لا يقبل ان يخدع ومن أدواته تحديداً وإذا تأكد من ذلك فبطشه على أدواته أشد وأنكى .
امريكا وفي أوقات كانت لازالت فيها في حاجة حقيقية حيوية أو هامة لهذه الأدوات اشتغلت بطريقة مثل (دعه لنرى إلى اين يصل عقله) .
وبقدر ما زاد القوى قوة وانخفضت حاجياته للأدوات الى الحد الأدنى ببدء بمحاسبة ومحاكمة ادواته وتفعيل جبروته في شدة بطشه بأدواته أو حتى ما يسمون “حلفاؤه” وفي سلوك وملك لا يخلو من الانتقام ولا يتوقف فقط عند تحقيق أعلى وأكبر قدر من المصالح .
لاحظوا ان الملك سلمان اقصى ما يستطيعه تجاه رئيس أمريكا (اوباما) أن لا يخرج لاستقباله بالمطار لسهولة التعليل بظروفه الصحية أو يقال في حديث المقربين منه بأن (اوباما) خادم وذلك التقطته المخابرات الأمريكية .
لاحظوا بالمقابل مواجهة الملك عبدالله لأوباما عقب ثورة مصر 2011م حيث خاطبه بالهاتف إذا المسألة هي في ملياري دولار تقدمها أمريكا لمصر بالهاتف وتأكل معظمها فنحن سنعطي مصر خمسة مليارات دولار وفقط كفوا عنا أذاكم وبرماتكم أو ثوراتكم “.
فالفرق هو في الملك والسلوك الشخصي وبالتالي في الملف الشخصي لدى امريكا لكل امير سعودي ولكل ملك سعودي والنظام السعودي بمجمله سيئ وإرهابي وإجرامي ولكن ذلك لا يلغي تباينات وفروقات بين عبدالله وسلمان مثلاً .

قد يعجبك ايضا