اليمن في‮ ‬الكتاب والسنة


اقتضت حكمة الله تعالى في‮ ‬خلقه في‮ ‬تدبيره لشئونهم أن الله سبحانه وتعالى‮ ‬يميز بعض الأشياء على بعض فهو الذي‮ ‬فضل بعض خلقه على بعض قال تعالى‮ “‬ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم‮” ‬وفضل بعض البلاد على بعض أتكون البلاد التي‮ ‬يتحدث عنها ربنا سبحانه وتعالى في‮ ‬كتابه عن أماكنها وعن أهلها وعن الأحداث التي‮ ‬جرت على أرضها وكذلك تحدث عنها النبي‮ ‬صلى الله عليه واله وسلم الذي‮ ‬لا‮ ‬ينطق عن الهوى تكون هذه البلاد على درجة واحدة من الفضل مع بلاد أخرى تعصر ذهنك لعلك تجد لغته في‮ ‬آية من القرآن الكريم إليها أو في‮ ‬أحاديث النبي‮ ‬صلى الله عليه وآله وسلم ومع ذلك لن تجد‮.‬
واليمن من هذه البلاد والتي‮ ‬أنزل الله فيها قرآنا وقال في‮ ‬شأنها النبي‮ ‬صلى الله عليه وسلم أحاديث ولذلك تتزاحم النصوص عند الحديث عن اليمن فمن أي‮ ‬النصوص تبدأ ونبدأ بحديث الله سبحانه وتعالى في‮ ‬القرآن الكريم عن اليمن القديمة والتي‮ ‬هي‮ ‬مملكة سبأ التي‮ ‬سمى الله تعالى سورة كاملة في‮ ‬القرآن الكريم باسمها قال تعالى‮ “‬لقد كان لسبأ في‮ ‬مسكنهم آية جنتان عن‮ ‬يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب‮ ‬غفور‮” ‬ولعلك تتأمل مع جغرافية المكان فالجنتان عن‮ ‬يمين وشمال ويأمر أهلها أن‮ ‬يشكروا ربهم بعد أن‮ ‬يأكلوا من رزقه فهي‮ ‬بلدة وصفها الله تعالى بالأرض الطيبة ولما لا وما سميت اليمن باليمن إلا لكثرة خيراتها وبركاتها من اليمن بضم الياء ومن ذلك أيضاٍ‮ ‬قوله تعالى‮ “‬يا أيها الذين ءامنوا من‮ ‬يرتد منكم عن دينه فسوف‮ ‬يأتي‮ ‬الله بقوم‮ ‬يحبهم ويحبونه‮” ‬فقال النبي‮ ‬صلى الله عليه وآله وسلم‮ “‬هم قومك‮ ‬يا أبا موسى‮” ‬وهذا حديث صحيح على شرط مسلم‮.‬
وذكر أنه لما أمر الله تعالى الخليل أن‮ ‬يؤذن في‮ ‬الناس بالحج صعد على جبل أبي‮ ‬قيس وقال‮ “‬يا عباد الله إن الله بنى لكم بيتاٍ‮ ‬وأمركم بحجة فحجوه‮ “‬فأجابه‮” ‬من كان في‮ ‬أصلاب الرجال وأرحام النساء‮ ‬يقولون لبيك اللهم‮” ‬وروي‮ ‬أن أول من أجاب أهل اليمن وهم أكثر الناس حتى وكذلك قوله تعالى‮ “‬إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس‮ ‬يدخلون في‮ ‬دين الله أفواجا‮” ‬فعن ابن عباس لما نزلت هذه الآية قال رسول‮ ‬الله صلى الله عليه وآله وسلم جاء الفتح ونصر الله وجاء أهل اليمن فقام رجل وقال وما أهل اليمن‮ ‬يا رسول الله فقال‮ “‬قوم رقيقة قلوبهم لينته قلوبهم الإيمان‮ ‬يمان والفقه‮ ‬يمان‮” ‬وهذا الحديث‮ ‬يجعلنا ننتقل إلى الرياض النصرة من أحاديث النبي‮ ‬المختار صلى الله عليه وسلم في‮ ‬فضل أهل اليمن‮ ‬فعن أبي‮ ‬هريرة رضي‮ ‬الله تعالى عنه عن النبي‮ ‬صلى الله عليه وسلم قال‮ (‬أتاكم أهل اليمن هم أرق أفئدة وألين قلوباٍ‮ ‬الإيمان‮ ‬يمان والحكمة‮ ‬يمانية والفخر والخيلاء في‮ ‬أصحاب الإبل والسكينة والوقار في‮ ‬أهل الغنم‮). ‬رواه الشيخان البخاري‮ ‬ومسلم‮. ‬وعن زيد بن ثابت رضوان الله تعالى عليه قال إن النبي‮ ‬صلى الله عليه وسلم نظر قبل اليمن فقال‮ “‬اللهم أقبل بقلوبهم وبارك لنا في‮ ‬صناعنا ومدنا‮”.‬
وما رواه البخاري‮ ‬أن النبي‮ ‬صلى الله عليه وآله وسلم قال‮ “‬اللهم بارك لنا في‮ ‬شامنا اللهم بارك لنا في‮ ‬يمننا قالوا‮ ‬يا رسول في‮ ‬نجدنا فقال اللهم بارك لنا في‮ ‬شامنا ويمننا فقالوا‮ ‬يا رسول الله وفي‮ ‬نجدنا فأظنه قال في‮ ‬الثالثة‮: ‬هناك الزلازل والفتن ومنها‮ ‬يطلع قرن الشيطان‮” ‬وهذا قليل من كثير من حديث الله في‮ ‬كتابه والنبي‮ ‬صلى الله عليه وآله وسلم في‮ ‬أحاديث عن اليمن‮.‬
ندعو الله أن‮ ‬يجعلها أمنا أماناٍ‮ ‬وسائر بلاد المسلمين‮.‬

● عضو بعثة الأزهر الشريف
بالجمهورية اليمنية

قد يعجبك ايضا