مسيرة اليمن.. نحو المستقبل

> كتاب وثائقي يرصد مراحل تطور المواصلات

محمد القعود
1-
بروعة أسلوب مؤلفه، وموسوعيته، ورصانة مواده ومضامينه وتنّوعه وشموليته واحاطته الكاملة بموضوعه، ودقة أرقامه وغزارة معلوماته ورسوماته وخرائطه التوضيحية ورصده وتوثيقه وتتبع المحطات التاريخية المتلاحقة، ورؤيته العميقة وتحليله العلمي الرصين، للماضي والحاضر والمستقبل، جاء هذا الكتاب الرائع والمتميز والثمين، ليرصد ويوثق مسيرة أحد المجالات الهامة في بلادنا..
إنه كتاب “مسيرة اليمن.. والنقل والمواصلات خلال عهود طويلة 1849 – 2004م – 1265 – 1430هـ” من تأليف الأستاذ القدير علي محمد النوبي.. والذي جاء في 700 صفحة من القطع الكبير والصادر مؤخراً بصنعاء وبطباعة فاخرة.
2-
إنه من الكتب الهامة التي صدرت مؤخراً، وجاء صدوره ليسد مساحة فراغ كبيرة في المكتبة اليمنية، التي تفتقر إلى مثل هذه الإصدارات الهامة والمتميزة التي ترصد وتوثق وتؤرخ لمجال هام في تاريخ اليمن المعاصر، ومسيرة اليمن نحو التطور والازدهار ومواكبة ما يشهده العصر من تقدم وتطور في مجال النقل والمواصلات والاتصالات.. وليعكس للقارئ في هذا العصر تلك الصورة التي كان عليها واقع النقل والمواصلات في اليمن قبل قرن ونص من الزمن وما شهده من نقلات وتطورات متلاحقة وما رافق ذلك من وقائع وأحداث وجهود وتضحيات ومعاناة وتعب، ونجاحات واخفاقات، وقفزات نوعية، خلال مسيرة زمنية طويلة، بدأت بإمكانيات بدائية وبسيطة، وانتهت إلى إمكانيات هائلة ومتقدمة مجسّدة وملموسة على أرض الواقع وملازمة لحياة الانسان والمجتمع في اليمن ،بصورة يومية ، بل على مدار الوقت .
3-
إن هذا الكتاب الهام يأخذ القارئ في رحلة ممتعة ومدهشة ومشوقة مع تاريخ اليمن المعاصر.. وما شهده ذلك التاريخ من أحداث ووقائع ومتغيرات وتغييرات خاصة في مجال النقل والمواصلات.. حيث يسرد المؤلف عبر صفحات الكتاب المزودة بالصور النادرة والخرائط والأرقام الدقيقة عالم المواصلات في اليمن وما شهده من تطورات متلاحقة، حيث يسلط الضوء على ذلك المجال بكل تفاصيله وجوانبه الخفية والمعلومة وقطاعاته المختلفة ووسائله المتعددة، وشخوصه، وإمكانياته ومراحله المختلفة، سواء في النقل البري، أو الجوي ،أو البحري ،مدعماً كل ذلك بوقائع وأحداث وأرقام وتواريخ وأوائل وأبرز الشخصيات التي تولت العمل في مختلف مفاصل تلك القطاعات.
والقارئ المتصفح لهذا الكتاب الممتع سيطل على تاريخ حافل وشيق لهذا المجال “المواصلات” بكل قطاعاته، وسيتعرف على عالم زاخرٍ بالعطاء والانجاز والاحداث التي رافقت وواكبت ذلك المجال الهام في مسيرة تاريخ اليمن المعاصر خلال قرن ونصف من الزمن.
4-
مما يحسب للمؤلف أنه لم يجعل كتابه يبدأ بتناول مجال النقل والمواصلات في اليمن بصورة مباشرة وبأسلوب تقريري جاف وممل ، بل خصص الفصل التمهيدي من الكتاب عن الوضع الذي كان يعيشه اليمن حتى قيام ثورة 26سبتمبر الخالدة، حيث استعرض في ذلك الفصل أجزاء من سيرة حياته ،ورصد فيه الكثير من القضايا والاحداث الاجتماعية والتاريخية ،وما شهده اليمن من أحداث وتفاعلات وثورات وقضايا وطنية هامة ،كان لها انعكاسها على مسيرة الوطن المعاصر وتشكيل ملامحه الجديدة ،مواكبة لتطورات العصر الحديث وما حمله من نظرة جديدة تجاه الإنسان والأوطان وتطلعات الشعوب نحو الحرية والتطور والتقدم ويعد هذا الفصل التمهيدي أضافة هامة في توثيق التاريخ المعاصرة، وتوثيق أحداث ووقائع كثيرة وتسليط الضوء على خلفيات تلك الأحداث وتسليط الضوء على شخصيات كان لها دورها البارز في مسار العمل والنضال الوطني وكذلك دورها الهام في مسار عجلة التنمية والتطور في وطننا الحبيب، وجهودها الجليلة في إرساء دعائم وتأسيس البدايات الأولى في مجالات الحياة المختلفة خلال عقود طويلة ماضية ،والتي كان فيها الوطن في عزلة تامة عن محيطه وعن ما يشهده العالم من تطور وتقدم وازدهار.
إن ذلك الفصل التمهيدي يعطي القارئ صورة شاملة عن واقع اليمن وملامحه خلال العقود الماضية، وأوضاعه المختلفة ،وكيف كانت حياة المجتمع في ذلك الوقت، إلى جانب تلك البدايات المتواضعة التي حاولت النهوض باليمن والسير به في دروب التطور والازدهار والحياة العصرية.
وتحية تقدير لمؤلف الكتاب الأستاذ علي محمد النوبي على جهوده المميزة والكبيرة في إعداد وإخراج هذا الكتاب الهام الذي رفد به المكتبة اليمنية، نظراً لأهميته الكبيرة في تسليط الضوء على قطاع المواصلات في اليمن.

قد يعجبك ايضا