الأخبار والمناظر المفزعة خطر يهدد الأطفال

 

حذر عضو اللجنة الوطنية لتعزيز الصحة النفسية، استشاري الطب النفسي الدكتور محمد بن عبدالله الصغيّر، من مشاهدة مناظر العنف والدمار في نشرات الأخبار، خصوصاً برفقة الأطفال.
وقال “الصغير”: “النية الحسنة للأهل في أن يرى الصغار معاناة الناس من حولهم ليتعظوا ويتعاطفوا معهم، قد تنقلب إلى معاناة نفسية يطول أمدها”.
وأضاف استشاري الطب النفسي : “مع كثرة الصراعات في العالم اليوم وتوفر وسائل النقل الإعلامي المرئي المباشر لأخبار ومشاهد الحروب المفزعة والقتل والتفجير والهدم والتدمير؛ يحرص الكثيرون على متابعتها في بيوتهم وغالباً ما يكونون في مكان واحد مع أطفالهم فتقع أعين الأطفال على تلك المشاهد الفظيعة”.
وأردف: “حينما يرى الشخص، ولاسيما الصغار والنساء، مشهداً مرعباً فيه حرب وقتل وأسلحة وتدمير وهدم منازل على رؤوس أهلها ودماء وأشلاء وصراخ وآلام فإن تلك المناظر تصعق أعماق النفس بدون إرادة فتستثير فيها عدة مشاعر عميقة كالخوف والفزع والرعب الشديد والحزن والغضب والألم وغير ذلك مما قد يتراكم ويتفاقم مع الوقت فيصبح حالة نفسية مرضية”.
وتابع: “تصيب الأطفال عادةً حالة رعب شديدة تتمثل في بعض الأعراض مثل التكرار المفاجئ للمشهد نفسه وقت اليقظة حيث يهجم على الذهن ويستثير الرعب الشديد، أو من خلال رؤية أحلام مفزعة وكوابيس مخيفة في المنام تدور حول المشهد المرعب، بالإضافة إلى القلق والتوتر والخوف والتوجس معظم اليوم من وقوع أمر مخيف وخطر عظيم كما في هذه المشاهد”.
وقال “الصغير”: “من الأعراض التي تظهر على الطفل حدوث تشتت ذهني وضعف في التركيز والذاكرة وعدم قدرة على استيعاب الأمور المحيطة بسبب تشوش الذهن بالرعب، وتجنب الأشياء والمواقف والأشخاص والعبارات المرتبطة بالأمر المثير للخوف وقد يؤدي هذا إلى العزلة التامة، بالإضافة إلى سلوك الالتصاق بمصدر أمان كالأم، يلازمها كظلها حتى داخل البيت ويقلق ويبكي إن غابت عنه”.
وأشار إلى بعض الأعراض الجسدية مثل الغثيان والصداع وأوجاع البطن ونحو ذلك، وصعوبة النوم والاستمرار فيه وسرعة الإرهاق الجسدي والذهني أثناء النهار.
وقال: “التعرف على الحالات في بداياتها والتدخل المبكر قبل تفاقمها، يعتبر من أهم خطوات العلاج ولا بد من الوقاية من خلال تجنيب الأطفال والنساء، بل وحتى من لا يتحمل ذلك من الكبار، مشاهدة المناظر المخيفة والمرعبة”.
وشدد “الصغيّر” على أهمية توعية الأسر بأن التعاطف مع المنكوبين من المسلمين في بقاع الأرض يمكن أن يتم بأكثر من طريقة دون الحاجة إلى معاينة ما يصيبهم من بلايا مرعبة.

قد يعجبك ايضا