ما وراء انخفاض سعر الدولار

محمد صالح حاتم
رغم الارتياح الشعبي الكبير بسبب انخفاض سعر الدولار والعملات الأخرى أمام الريال اليمني والذي سينعكس على اسعار المواد الغذائية والأدوية والمشتقات النفطية.
لكن هنالك سؤالاً يتبادر إلى ذهن كل مواطن: لماذا انخفض الدولار؟
كما نعلم جميعاً أن هنالك أسبابا أدت الى ارتفاع سعر الدولار ومنها العدوان والحرب على اليمن والحصار الاقتصادي الذي يفرضه تحالف العدوان، بإغلاقه جميع منافذ اليمن البرية والبحرية والجوية، ومنع تصدير النفط والغاز، وكذا السياسات الخاطئة التي قامت بها حكومة الفنادق وهي قرار نقل البنك المركزي إلى عدن وطباعة مئات المليارات من العملة المحلية بدون غطاء نقدي من العملات العالمية، وعدم صرف مرتبات الموظفين اليمنيين العسكريين والمدنيين ،كل هذه الأسباب وغيرها كانت هي السبب في ارتفاع أسعار الدولار والعملات العالمية أمام الريال اليمني، وتجاوز سعر الدولار أكثر من 700 ريال، وهو ما ضاعف من معاناة المواطن اليمني وأوشك الاقتصاد على الانهيار، حتى بدأت المنظمات الدولية والحقوقية والإنسانية تحذر من حدوث أكبر كارثة إنسانية في اليمن، بسبب الحرب والعدوان والحصار.
واليوم وبعد أربعة أعوام من العدوان والحصار نفاجأ بهبوط أسعار الدولار وبشكل كبير ومتسارع ،وتحسن حالة الريال اليمني، على الرغم أن الحرب الاقتصادية هي واحدة من أنواع الحرب التي استخدمها العدوان وراهن عليها بعد فشل الحرب العسكرية بهدف إركاع وإخضاع الشعب اليمني وتحقيق أهداف عدوانه، فكما نعلم أن العدو هو من يتلاعب بالورقة الاقتصادية، وأن هذا الانخفاض الذي شهده سوق الصرف، يندرج ضمن اللعب والتلاعب بالاقتصاد اليمني، وأن علينا جميعا الحذر وان لانفرح كثيرا ًبهبوط سعر الدولار لأنه لن يستقر لماذا ؟
– لأنه لم تكن هنالك إصلاحات اقتصادية قامت بها حكومة الفار هادي ، وإن الأسباب التي أدت الى ارتفاع الدولار لازالت موجودة، فلا حرب توقفت، ولا حلول سياسية تلوح في الأفق، ولا خزينة عامة للدولة تم رفدها بالعملة الصعبة، ولا صادرات نفطية وغازية تم استئنافها، ولكن السبب أنه كثرت المطالبات والنداءات الدولية بضرورة تحييد الاقتصاد اليمني ،نظرا ًلزيادة معاناة المواطن اليمني والحالة الإنسانية الصعبة والتي لا يمكن السكوت عليها التي وصل اليها اليمن، وحدوث أكبر كارثة إنسانية ،والتهديدات التي اطلقتها المؤسسات النقدية والمالية الأممية والدولية الى حكومة الفار هادي بنقل البنك المركزي من عدن لأنها فشلت في إدارة السياسة النقدية لليمن، وأنها لم تف بوعدها الذي قطعته للأمم المتحدة والمجتمع الدولي بالتزامها بصرف المرتبات وتغطية المواد الغذائية الأساسية للبلد، فكان الهبوط للدولار بهدف تلميع وتزيين صورة تحالف العدوان ورئيس حكومة هادي المعين مؤخرا ًوخروجهما من الاتهامات لهما باستهداف حياة المواطن والذي اصبح المجتمع الدولي والمنظمات الاممية والشعوب تتهم تحالف العدوان وعلى رأسهم امريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات بالتسبب في معاناة المواطن اليمني والحالة المعيشية التي وصل اليها ملايين اليمنيين، والتي تنذر بحدوث كارثة انسانية في اليمن ،فهذا الهبوط السريع والذي وصل الى 350ريالا قيمة الدولار الواحد و100ريال قيمة الريال السعودي، وهذا السعر لن يستقر، وهو ما صرح به محمد منصور زمام المعين من هادي محافظا ًلبنك عدن عندما قال إن السعر العادل والمنطقي هو 450 ريالا للدولار و120 ريالا للريال السعودي، و الذي يتعارض مع ما هو موجود ومتداول في سوق الصرافة اليوم، فالمضاربة بأسعار العملة والتلاعب بها تهدد بانهيار الاقتصاد اليمني وكذا الهدف الأخطر الذي كشف عنه الخبير الامريكي ديف هاردن والذي يعمل مديرا ًلمجموعة جورج تاون الاستراتيجية، ان من بين الحلول لتحسين الاقتصاد اليمني والمستوى المعيشي للأسرة وذكر منها تربعه مقترحات كان ابرزها واخطرها هو:
يجب على البنك المركزي اليمني ” تحويل النظام المالي إلى الدولار بحيث يصبح الدولار الامريكي والريال السعودي والريال اليمني جميعا ًعملة قانونية وقابلة للتداول في اليمن “ فهنا هي الخطورة والتي سيتم القضاء على الريال اليمني، وما هذه المضاربة إلاّ بهدف تحقيق رؤية الخبير الامريكي وتطبيق مقترحه.
فعلينا عدم الانجرار وراء مخططات الأعداء، والحفاظ على عملتنا اليمنية والتي تعتبر جزءاً هاماً من السيادة اليمنية التي لا تقبل المزايدة أو التنازل عنها، وأن يتم إلغاء التعامل بالدولار والريال السعودي داخل اليمن سواء في بيع وشراء السيارات والأراضي والبيوت وغيرها من التعاملات، وان يكون التعامل بها في التعاملات الخارجية في شراء المواد الغذائية والمشتقات النفطية والأدوية والتي يتم استيرادها من الخارج، وعندها سنحافظ على عملتنا المحلية.

قد يعجبك ايضا