مشاورات السويد

عبدالفتاح علي البنوس

* مشاورات السويد انتهت بخطوات إيجابية في ما يتعلق بالجانب الإنساني ، وهو ما يحسب للمبعوث الأممي الذي لعب دوراً ملحوظاً في هذا الجانب ، وما نتمناه هو ترجمة ما تم التوافق عليه في الملف الإنساني على أرض الواقع ، بحيث يلمس المواطن اليمني ثمار ذلك ، وينعكس إيجابياً على طبيعة الأوضاع التي يعيشها الملايين من أبناء الشعب اليمني ، لا نريد أي تراجع أو انقلاب على ما تم التوافق عليه في الملف الإنساني ، وعلى الأمم المتحدة والمبعوث الأممي المتابعة والإشراف المباشر على التنفيذ وفق الفترة الزمنية المحددة لكل خطوة ، للوقوف على أي خروقات أو محاولات لعرقلة مسار التسوية في الملف الإنساني الذي يمثل الملف الأكثر أهمية .
* الكلمة التي ألقاها الأمين العام للأمم المتحدة البرتغالي أنطونيو غوتيريش في ختام مشاورات السويد كانت مشبّعة بالإيجابية التي نأمل أن تكون ذات فاعلية ميدانية ملموسة في ما هو قادم من الأيام، وخصوصاً في ما يتعلق بإيقاف العدوان وتهيئة الأجواء أمام المفاوضات التي من المقرر أن تنعقد أواخر يناير القادم ، فالأمم المتحدة وأمينها العام يمتلكون القدرة على ذلك إن هم تحركوا بفاعلية وتجاوزوا الضغوطات الأمريكية التي دائماً ما تتحكم في بوصلة الأمم المتحدة وتطغى على قراراتها وتوجهاتها .
* مجلس الشيوخ الأمريكي سجل الأربعاء الماضي موقفاً إيجابياً وإنسانياً بالتصويت على قرار ينص على إيقاف الدعم الامريكي للحرب السعودية على بلادنا وشعبنا بأغلبية 60 صوتاً ومعارضة 36 صوتا، وهو ما يمثل ضربة جديدة للتحالف السلولي الأمريكي الذي يبدو أنه في طريقه للهزيمة في ظل تعالي الأصوات المناهضة لهذا العدوان والإجرام السعودي الإماراتي الأمريكي الإجرامي ، وما نتطلع إليه عقب هذا القرار هو العمل على وقف مبيعات الأسلحة الأمريكية للسعودية وحلفائها ومعاقبة كل القتلة والمجرمين وفي مقدمتهم ابن سلمان وابن زايد على خلفية الجرائم التي اقترفوها في حق اليمنيين .
* وزير خارجية حكومة الفنادق المتصهين خالد اليماني كشف خلال كلمته التي ألقاها في ختام مشاورات السويد عن حقارته ووضاعته وخساسته وأظهر أنه بلا حياء أو خجل وهو يسوق الأكاذيب والافتراءات ويدلس أمام وسائل الإعلام بشأن ملف المرتبات ومطار صنعاء ، وهو من عمل وأسياده على الانقلاب على التقاربات التي تم التوصل إليها بشأن هذه الملفات السالف ذكرها ، رغبة في استمرار المعاناة اليمنية جراء انقطاع المرتبات وفرض الحظر على مطار صنعاء الدولي ، وهنا لا غرابة فهذا المرتزق المسخ يعد انعكاساً طبيعياً للأطراف التي يمثلها والتي هي غارقة في الكذب والتدليس والتزييف والتزوير والتلفيق .
* الوفد الوطني قدم تنازلات كبيرة في سبيل تحقيق السلام وإنهاء معاناة أبناء الشعب اليمني ، وأعتقد جازما أن هذه التنازلات تحسب للوفد الوطني وللإرادة الشعبية اليمنية المتمثلة في المجلس السياسي الأعلى وحكومة الإنقاذ ، وهذا يحرج دعاة الفتنة والتوتر الذين ينفخون في كير التأزيم ويسيرون في اتجاه استمرار الحرب والصراع ، بتحميل القوى الوطنية مسؤولية استمرار العدوان بسبب عدم تقديم تنازلات ، رغم أن الوفد الوطني قدم تنازلات عدة سابقة، واليوم يقدم المزيد منها من أجل الوطن والشعب وهذه هي الحقيقة التي لا يمكن لأحد إنكارها أو تجاهلها.
جمعتكم مباركة وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا