التطوير الأكاديمي يلامس البحث العلمي كأولوية .. والتصنيف العالمي يشترط معايير وجودة

 

*أكاديميون : يجب تفعيل الجودة في برامج التعليم العالي للحصول على افضل المخرجات

الثورة / قاسم الشاوش

في الوقت الذي يواصل فيه العدوان الهمجي على بلادنا استهداف كافة مناحي الحياة بما فيها المؤسسات التعليمية بمختلف قطاعاتها، يتواصل انعقاد المؤتمرات والندوات العلمية الهادفة الى نشر ثقافة التطوير والجودة في الاداء الاكاديمي وتعزيز دور الجامعات اليمنية في بناء مجتمع المعرفة وتحقيق التنمية المستدامة التي تلبي احتياجات سوق العمل ، متحدية كل الظروف التي انتجها العدوان السعودي الامريكي وحصاره الغاشم على مدى اربعة اعوام.
العاصمة صنعاء شهدت مؤخرا انعقاد المؤتمر العلمي الاول للتطوير الاكاديمي وضمان الجودة والذي نظمه على مدى يومين مركز التطوير وضمان الجودة بجامعة صنعاء بمشاركة 500 أكاديمي وباحث من الجامعات اليمنية، حيث استعرض 27 بحثاً علمياً متنوعا مقدمة من نخبة من الباحثين والأكاديميين والمختصين.
” الثورة” سلطت الضوء على أبرز مضامين المؤتمر والتقت بالمعنيين وتساءلت عن أهمية التطوير الاكاديمي والالتزام بالمعايير الدولية، وخرجت بهذه المحصلة .. نتابع:

أهمية كبيرة
في البداية يتحدث إلينا وزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب قائلاً: ان انعقاد المؤتمر العلمي الاول له أهمية كبيرة خاصة في ظل هده الظروف وتكمن اهميته الإسهام في تحسين مستوى الجودة والاعتماد الأكاديمي في مسيرة التعليم العالي والبحث العلمي .
واضاف ” نتمنى مضاعفة الجهود في مؤسسات التعليم العالي للوصول إلى معايير الجودة العالمية .. لأننا بحاجة ماسة لإصلاح منظومة هذه المؤسسات وإعادتها إلى وضعها ووظيفتها الحقيقية المتمثلة في التعليم و البحث العلمي والمشاركة المجتمعية.
ودعا الوزير حازب المؤسسات التعليمية الى الابتعاد عن الجوانب الوظيفية والمالية والإدارية والتركيز على الجوانب العلمية والبحثية والجودة والمعايير الأكاديمية لتحقيق الأهداف التي أنشئت الجامعات من أجلها مؤكدا أن إصلاح التعليم العالي والبحث العلمي وتطوره مرتبط بعودة جامعة صنعاء إلى ألقها ومكانتها في الوسط الأكاديمي ، منوهاً بضرورة اتفاق الجميع على أن يكون المعيار الوطني والأكاديمي في العملية التعليمية الجودة و الالتزام بالنظام والقانون واللوائح المنظمة لعملها باعتبارها مؤسسة عملاقة تضم أكثر من 150 ألف طالب وطالبة موزعين على عشرين كلية عملية وهندسية وطبية وإنسانية.
تقديم الدعم اللازم
بدوره قال أمين سر المجلس السياسي الأعلى الدكتور ياسر الحوري.. ان المجلس السياسي الأعلى يبارك انعقاد المؤتمر، مؤكدا دعمه لمثل هذه المؤتمرات التي تركز على التطوير الاكاديمي وضمان الجودة و تقديم العون اللازم له وفق الإمكانات المتاحة.
وأضاف أنه رغم الظروف التي يمر بها اليمن نتيجة العدوان الغاشم أثبت أبناء اليمن تمسكهم بالعلم والمعرفة كأحد وأهم وسائل الصمود .. مشيداً بدور الجامعات والمدارس في استمرار العملية التعليمية رغم ما لحق بها من دمار وتقديم كوكبة من الأكاديميين والباحثين والطلاب أرواحهم في سبيل الوطن .
وأكد الدكتور الحوري أن المؤسسات التعليمية لن تتوقف عن تأدية واجبها رغم خذلان المجتمع الدولي ، وانقطاع المرتبات وعدم توفر أبسط الإمكانيات .
واعتبر انعقاد المؤتمر في هذه الظروف الصعبة ، خطوة موفقة لتجويد المناهج التعليمية وتطوير العطاء الأكاديمي بما يلبي متطلبات الحياة على كافة المستويات الأمر الذي يدفع الجهات المعنية على المستوى الوطني لتفعيل مجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان الجودة ..
داعيا الحكومة الى الاهتمام بهذا الشأن والارتقاء بمستوى الجامعات الحكومية والأهلية وحثها على الالتزام بالمعايير العلمية والأكاديمية في مختلف الكليات والبرامج للحفاظ على الشهادات الجامعية اليمنية وقيمتها.
الاهتمام بالبحث العلمي
الى دلك قال رئيس جامعة صنعاء رئيس المؤتمر الدكتور أحمد دغار ان الجامعة تولي اهتمامها بالبحث العلمي وانجازها ثلاثة مؤتمرات علمية خلال هذا العام الجاري ومناقشة أبحاث خريجي كليات الطب والصيدلة والزراعة ومؤتمرات علمية منفصلة.
مشيرا الى ان الجامعة قد انجزت مشاريع الربط الشبكي وتنفيذها اختبارات القبول في جميع الكليات و التصحيح الآلي لبعض الكليات الكترونياً فضلاً عن إدخال الحوسبة في المجالس الأكاديمية والعلمية وذلك في إطار مشروع حوسبة وأتمتة أنشطة وخدمات الجامعة.
واضاف إن الجامعة تسعى دائما الى أن يكون البحث العلمي والاعتماد الأكاديمي احد اهتماماتها خصوصا ونحن قادمون على عام التصنيف العالمي للجامعات 2020م .. داعياً الجامعات الحكومية والأهلية إلى الالتزام بالمعايير الأكاديمية ليكون لها حيز وجود في التصنيف العالمي.
رؤية شاملة لدور التعليم
من جانبه قال رئيس اللجنة التحضيرية مدير مركز التطوير الأكاديمي وضمان الجودة بجامعة صنعاء الدكتور غالب القانص: أن المؤتمر ينطلق من وعي عميق ورؤية شاملة لدور التعليم العالي في بناء جيل قادر على النهوض بأعباء المرحلة الراهنة والانطلاق نحو المستقبل في عالم غدت المعرفة والعلم أبرز محركاته ، فضلاً عن الشعور بأهمية الدور الملقى على المركز والجامعة للنهوض بالعملية التعليمية وإرساء مفاهيم ومعايير الاعتماد الأكاديمي وتحويلها إلى ثقافة وممارسة عملية من خلال نشر ثقافة الجودة والتطوير الأكاديمي وتحسين الأداء وتعزيز دور الجامعة في بناء مجتمع المعرفة.
واضاف ان المؤتمر تناول 27 بحثاً علمياً مقدمة من نخبة من الباحثين والأكاديميين والمختصين في خمسة محاور تمثلت في :التعليم الجامعي و ضوء معايير الجودة والاعتماد الأكاديمي، ودور الجامعات في بناء مجتمع المعرفة، ومخرجات البرامج الأكاديمية ومدى تلبيتها لاحتياجات التنمية وسوق العمل، اضافة إلى معايير الجودة في المراكز العلمية والبحثية، وأثر التطوير الأكاديمي ومعايير الجودة على الابتكار والإبداع العلمي.
مؤكدا أن المؤتمر حرص على عرض تجارب التطوير الأكاديمي والتقييم الذاتي في بعض الجامعات الحكومية والأهلية الناجحة للاستفادة منها في وضع الرؤى والرسالة والأهداف ومعرفة مدى مطابقتها بمعايير الاعتماد الأكاديمي في الجامعة الأخرى.
توصيات هامة
المشاركون في المؤتمر العلمي الأول للتطوير الأكاديمي وضمان الجودة اكدوا بدورهم على ضرورة الاهتمام بضمان جودة التعليم وتفعيلها في مؤسسات التعليم العالي.
وشدد المشاركون على أهمية استكمال إنشاء وتفعيل مراكز ووحدات الجودة في المؤسسات التعليمية واختيار قيادات مناسبة لها.
وأشاروا إلى ضرورة الاستفادة من خبرات وتجارب الجامعات المتقدمة عالمياً في مجال ضمان جودة التعليم العالي واستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصال لتفعيل دورها في خدمة المجتمع.
تشجيع البحث العلمي
وكان المؤتمر العلمي الأول للتطوير الأكاديمي وضمان الجودة أصدر في ختام فعالياته بيانا طالب فيه مؤسسات التعليم العالي بتبني مشروع الاقتصاد المعرفي من خلال توفير قاعدة مادية تقنية وتشجيع البحث العلمي وتخصيص ميزانيات لتلبية احتياجات البحث العلمي على المستوى الوطني وربط مؤسسات التعليم العالي بمصادر المعلومات الحديثة على المستويين الإقليمي والدولي.
ودعا إلى الاستفادة من مشروع الربط الشبكي التابع لوزارة التعليم العالي وتعزيز الشراكة بين الجامعات والمراكز البحثية وتفعيل دور الجامعات والمراكز البحثية والعلمية في تسوية خدماتها بإنشاء التسويق الخدماتي واستخدام البحوث والابتكارات كمصدر للتمويل عن طريق إنشاء شراكة بين مؤسسات التعليم العالي ومؤسسات القطاع العام والخاص.
كما طالب البيان المؤسسات التعليمية تعزيز قدرتها لبناء مجتمع المعرفة والحد من الصعوبات التي تعترض الجامعات وإنتاج وتوظيف المعرفة وتطوير مراكز الأبحاث العلمية في الجامعات اليمنية بما يواكب التطورات العلمية الحديثة وتفعيل وحدة التنسيق التي تربط وزارات التعليم الثلاث العام والعالي والمهني لضمان جودة التعليم واستقلالية مجلس الاعتماد الأكاديمي.

قد يعجبك ايضا