وجهة نظر.. دقمي الطليعة

عبدالجبار المعلمي

إننا نومن إيمانا مطلقا أن الأندية في بلادنا لن تتمكن من استعادة أنفاسها إلا من خلال التخلص من الأمراض المزمنة التي تسببت في دخولها غرفة العناية المركزة وعدم قدرتها على الخروج من غرفها المظلمة التي ساهمت في عملية سيرها المعكوس وظلت هذه الأندية حبيسة عقول إدارية خاوية من أي مضمون علمي أو فكري يسهم في إخراج الأندية من واقعها المأزوم وحالة التخبط والتوهان التي عاشتها ردحا طويلا وعانت منها الأمرين نتيجة جهل القائمين عليها الذين شكل تواجدهم غير المفيد عامل إحباط حقيقي زاد من معانتها وعذابها دون أن نلمس أي تحرك من قبل مؤسسيها ومنتسبيها وجماهيرها وحالة الضياع وفقدان الذاكرة (المرض) (الرعاش) الذي يعد من أخطر الأمراض.. مرض أفقدها البصر والبصيرة ما أدى ذلك إلى خلط حابلها بنابلها والمعنيون للأسف لا يحركون ساكنا وكأن الأمر لا يعنيهم.
شيء معيب ومخجل في حق أبنائها الذين كان لتجاهلهم دور مؤثر ساهم في اختلال توازنها وانهيار بنيتها التحتية الهشة التي كانت تقف عليها وهيا في الأساس آيلة للسقوط حقائق ووقائع يعرفها الجميع ولا يستطيع أولئك المنظرون أن يحجبوا عين الحقيقة بغربال مهما كان ذكاؤهم وفهلويتهم ومغلطاتهم وقدرتهم على قلب الحقائق، غير مدركين بأن حبل الكذب قصير، نعم هناك أندية قيض الله لها شخصيات غيورة من أبنائها الذين بادروا إلى الوقوف الجاد إلى جانبها في أحلك الظروف حرصا منهم على ضرورة إعادة ترتيب أوراقها وفق منهجية علمية حديثة ومتطورة يخرجها من حالة التبلد إلى رحاب واسعة من الآمال والطموحات ومن هذه الشخصيات المثابرة الأستاذ المحامي طه الدقمي أمين عام نادي الطليعة الذي ساهم برؤاه وفكره المستنير في وضع عدد من الخطط والبرامج الهادفة إلى الشروع في ترتيب البيت الطلعاوي من الداخل عبر أكثر من توجه علمي مدروس شمل في مضامينه بعدا خلاقا لمعاني البناء والبنيان الإداري والمالي والرياضي المتماسك ووفق منظومة شاملة حوت في أحرفها الجمالية مشروعية نماء وتطور النادي ومناشطه المختلفة رياضياً وثقافياً واجتماعيا فكان له ما أراد ليتمكن لطاهش من استعادة مكانته بين الكبار.
ورغم مشاغله إلا أنه أعطى النادي حيزا كبيرا من وقته وجهده واهتمامه وكان سباقا للوقوف إلى جانب لاعبي النادي الذي تعرض البعض منهم للإصابة من خلال تحمله تكاليف علاجهم على نفقته الخاصة، نعم لفتة كريمة لإنسان كريم ومحب لناديه وعاشقاً له منذ نعومة أظافره وحين نماء إلى مسامعه الوضع الذي يمر به ناديه سارع إلى إجراء عدد من الاتصالات مع كل مؤسسي النادي بهدف انتشاله من وضعيته الصعبة ومعاناته الخانقة فتجاوب مع التوجه المقنن كل المؤسسين واضعا الجميع أمام مسؤولية تاريخية يجب الوقوف أمامها بجدية الهدف من ذلك إعادة النادي إلى مساره الصحيح ولن يكتب له النجاح إلا من خلال التعامل مع عصر الحداثة الإدارية بعقلية فاهمة لأبعاد كل خطوة مدروسة نقدم عليها وندلف من خلال أحرفها الدقيقة نحو آفاق رحبة نستمد منها ثقتنا بأنفسنا وإمكانياتنا فلن يستطيع أي كائن كان أن يقف حجر عثرة أمام الطوفان الطلعاوي.
نعم لقد بارك كل منتسبي هذه القلعة الرياضية العريقة كل أطروحات الأمين العام كونها أطروحات شملت كل وسائل الانطلاق بالطاهش نحو العليا ومن باب التأكيد والإنصاف هناك إجماع وثناء من كل أبناء ولاعبي الطليعة وجماهيره وعشاقه حول هذه الشخصية وقدراتها القيادية المحنكة والتي كان لها دور حاسم وفعال في عملية ألق وتألق كل فرق النادي وتبوؤها مراكز متقدمة وفي أكثر من لعبة رغم شحة الإمكانات المالية إلا أن ابن الدقمي استطاع أن يتغلب على هذه المعضلة المالية بطريقة علمية حذقة صبت كل ايجابياتها في خانة الإبحار بمراكب الطاهش وفرقه الرياضية نحو شواطئ الأمان متجاوزا عباب البحار والمحيطات ضاربا برهانات أولئك المهرجين والمهرطقين والمرتعشين عرض الحائط.
ولولا الوضع الذي تمر به بلادنا وتوقف النشاط الرياضي لكان لنجوم الطليعة (رأي آخر) خاصة والأمين العام تعامل مع مشروعية الإبداع الرياضي بفكر خال من كل عقد الماضي فاتحا الباب على مصراعيه للأجهزة الفنية لكي تواصل عملية استخراج مكنونات وإبداعات النجوم والمواهب وفق منهجية تدريبية حديثة كان لها رجع الصدى.

قد يعجبك ايضا