بهذا أربك وأحرج البيت الأبيض وحلف الناتو ” أمام العالم “

 

محمد أحمد المؤيد

مر العالم بمنعطفات خطيرة في السياسة العالمية إبان الحقبة الماضية ” نهاية الألفية الماضية ” وتحديداً منذ أحداث 11ستمبر وغزو أفغانستان والعراق وملاحقة من تبقى من فلول الإرهاب , الذي هو صناعة أمريكية إسرائيلية وضعت تحت سيطرة الاستخبارات التابعة لهم , وذلك حتى يتسنى لهم اللعب على وتر المصالح العالمية بأريحية تامة وباسم الإرهاب والإرهابيين ولا أحد يجرؤ على صدهم كون ذريعة الإرهاب ستصوب عصى الطاعة لمن عصى أمريكا , غير أن المنعطف الذي تقبع فيه السياسة العالمية اليوم هو الأخطر عالميا ًعلى الإطلاق , لا لشيء وإنما لأن هناك ثمة سبباً مباشراً وغير متوقع لهذه الخطورة المتلاحقة إلى الأسوأ ثم الاسوأ حتى غدت تنكشف بإذن الله حقارة السياسة الأمريكية الإسرائيلية الخبيثة شيئاً فشيئا ً”حتى يظهر أمر الله في الطغاة الظالمين ” , التي ينتهجونها منذ عقود من الزمن وحتى اللحظة , والتي من خلالها خولت لهم نفوذاً وهيمنة أمريكية مطلقة على العالم ومن عدة إتجاهات , أهمها النفوذ البحري المطلق للقوات الأمريكية , وكذا الاستحواذ على الطاقة , فأمريكا حاضرة بقوة أينما وجدت الطاقة , وهذا ملاحظ حتى اللحظة , فدفاعها واستبسالها على نظام آل سعود اليوم (وخاصة مع قضية خاشقجي) وغيره من أنظمة دول الخليج إنما سببه الرئيسي النفط , وهو أهم مصادر الطاقة في عالم اليوم , ولذا فإنه من الملاحظ جدا وجود مؤشرات عدة تدلل على وقوع السياسة العالمية – أقول عالمية وليس أمريكية لأن أمريكا هي من تتلاعب بالسياسة العالمية حسب هواها منذ عقود , ولذا فالسياسة العالمية ماركة أمريكية (إن صح تعبيري) -.
وللعلم فأمريكا خاضت حروباً وسياسات حمقاء خلال الحقبة الماضية , ولكن كانت بذريعة الإرهاب التي كانت ولازالت طازجة والعالم لم يكتشف بعد السياسة الأمريكية المتطلعة لنهب ثروات الشعوب واستغلالها كما فعل بأفغانستان والعراق ومسألة الطاقة اليورانيوم والنفط , ولكن اليوم أصبح العالم أكثر وعياً بالهدف الأمريكي المباشر , والذي بمجرد إطلاق ذلك النظام المهووس والعجوز مصطلح ” الإرهاب ” على بلد ما وإذا بالعالم يعلم علم اليقين أن اللعاب الأمريكي المفضوح صار يسيل إلى من وجه إليه ذلك المصطلح ومن شتى الشعوب العالمية , ساعد العالم بمعرفة هذه الفرضية ” فرضية الإرهاب 🔄 تعني اللعاب الأمريكي نحو ثروات الشعوب ” الرئيس النادر والعجيب للبيت الأبيض والكونجرس ” ترامب” , والذي رغم استبسال الأمريكان على مسألة الحرية والديمقراطية إلا أن ترامب ومع تقرير الـCIA وثبوت ضلوع بن سلمان في قضية اغتيال خاشقجي وتصريحه شخصياً في أحد اللقاءات مع الإعلام أن جريمة خاشقجي جريمة مقززة إلا أنه ما زال متشبثاً وسيتشبث بإبن سلمان ” حتى لو طار الصوف الأبيض من رأسه ” ولو لم يواليه في العالم إلا الملك سلمان وابنه الظالمان.
تدور الدائرة على نظام آل سعود ويأبى ترامب إلا تقديم المصلحة الأمريكية على سمعة ومكانة البيت الأبيض في العالم , وبكل وقاحة يدعي أن وجود نظام سعود يعني حقيقة وجود كيان صهيوني في فلسطين المحتلة وإلا لما كان هذا فعلا ً , وهذا باعتقادي هو أخطر أمر وضع فيه الأمريكيون والغربيون ” وهم حلف الناتو ” أمام السياسة العالمية واللعب بالخطوط الفوق بنفسجية وليس الحمراء من السياسة العالمية للشعوب ومصالحهم , والذين لطالما ادعوا جميعهم بالنزاهة والحيادية وخاصة تجاه قضية فلسطين الأبية وذي العنفوان العصي على العدوان ” مهما كبرت وعظمت مؤمرة شراذمة ومنافقي العالم(تبقى فلسطين عربية) ” , وبسبب تلك الحماقة التي ينتهجها ترامب وإبن سلمان فحلف الناتو اليوم قد أصبح مهددا ًبشكل أكثر من ذي قبل بالاندثار – وهناك مؤشرات من دول اوروبية تسرب عبر مسؤوليها والخطط المعدة للاستغناء عن وجود هذا الحلف المائل ناحية القارة الأمريكية – , والدليل سياسة أوروبا المغايرة لسياسة أمريكا بخصوص العقوبات الأمريكية الموجهة نحو إيران والاتفاق النووي , وكذا وقوف ألمانيا مع تركيا بخصوص قضية إدلب السورية , والتي هي باتجاه معاكس لأمريكا وسياستها , وما حدث بالأمس من انتهاكات طالت الجانبين الأوكراني والروسي فيما بينهما ليس إلا دليلاً شاهداً بنفاد صبر السياسة الأمريكية تجاه روسيا , حتى غدت أمريكا تحرك أوراقاً قريبة من الجغرافية الروسية بشكل عفوي وجنوني , وهي إشارة غير مباشرة لروسيا من قبل الأمريكان وحلف الناتو (الذي لم يعد إلا منفصم الشخصية مع حماقة ترامب وسياسته المفضوحة) , وكذا ما تقوم به القوى المعارضة للنظام الإيراني في منطقة الأهواز ليس إلا دليلاً على أن النظام الأمريكي وما وصل إليه من أحراج بسبب هزيمتهم في إدلب السورية وقضية خاشقجي وتورط ابن سلمان فيها بشكل كبير – الذي أحرج أمريكا والناتو ومصداقيتهم الحقوقية بكونه حليفهم واحتمائه بهم من قانون القضاء العالمي – وبذا فإنه يرى أن أي تبلم أو سكوت بدون تحريك خطوط حمراء مع روسيا وإيران يعد تخلياً فاضحاً في الدفاع عن أمريكا ومصالحها وسمعتها العالمية , والتي لاشك يدخل في دائرتها حلف الناتو المغلوب على أمره من سياسة ترامب المتهورة والطائشة.. وما تودد ابن سلمان للجانبين المصري والتونسي بقبول زيارته لهما في أراضيهما وبلديهما إلا دليل على محاولة ابن سلمان لترتيب وضعه في المنطقة العربية عقب قضية خاشقجي وهو بمثابة إغفال الرأي العالمي عن أنه مجرم وبدليل تنقله بحرية مطلقة لا يخاف لومة لائم.. وهو بهذا العمل كي يخفف العبء ولو بمجرد صرف أنظار الشارع العالمي عن الاحراج الذي سببه لحلفائه الامريكان وحلف الناتو بسبب جريمة الصحفي “خاشقجي” .
..ولله عاقبة الأمور..

قد يعجبك ايضا