ميلاد الحبيب المصطفى يحث الأمة الإسلامية على عدم الانجرار وراء الأبواق الخبيثة

عضو رابطة علماء اليمن العلامة المفتي عبد الله حسن الراعي لــ»الثورة»:

 

■ المذهب الوهابي ارتمى في أحضان الظالمين وبرر أعمالهم وأفتى بقتل المسلمين وكفرّهم

لبيك يا رسول الله هكذا يهتف اليمنيون بمولد النبي الأكرم بهذه المناسبة العظيمة التي من بعدها لابد أن توأد كل المناسبات فيمن الإيمان والحكمة يجعل من مناسبة المولد يوما مجيدا رغم كل التحديات والصعوبات ويوما مشهودا عرفانا بالنعمة وشكرا لله وردا على كل المحاولات الشيطانية من جانب الأعداء في استنقاص مكانته في النفوس بغية إبعاد الناس عن التمسك به والولاء له،
«الثورة» التقت عضو رابطة علماء اليمن العلامة المفتي عبد الله حسن الراعي لتسليط الضوء أكثر على أهمية هذه المناسبة وأهمية إحيائها .. إلى التفاصيل:
لقاء/ أمل الجندي

• حدثنا عن أهمية إحياء المولد النبوي؟
الحمد الله القائل في محكم التنزيل وأما بنعمة ربك فحدث والله يقول «واذكروا نعمة الله عليكم» وأعظم النعم بلا إشكال هي مبعث الحبيب المصطفى مبعث القيم والدين والإنسانية وإماتة الجاهلية وإرجاع العقول إلى النفوس وربط الإنسان بخالقه بالسماء وتحريرهم من عبادة غير الله، إنما بعثتُ متمما لمكارم الاخلاق، فحينما نحتفل بهذه المناسبة العظمى والتي تعتبر أم المناسبات وأفضل الأعياد لأن كل مناسبة خيرية أو دينية إنما تمت من قبل الحبيب المصطفى وحينما نقول ولد الهدى فالكائنات ضياء ولد الحق ولد القرآن ولد الإسلام ولدت الأخلاق فاحتفالنا بالحبيب احتفالنا بالقيم واعتزازنا إليه، ورد الأمة الى ذلكم المعين الصافي والطريق النير والأخلاق التي حررت العالم وجعلت من الأمة العربية والإسلامية أمة تحمل حضارة لم يحملها أي شعب أو أي أمة كما ذكر الله سبحانه تعالى أن جعلها أمة وسطا أي الأمة الفضلى وما فضلها الله إلاّ بالحبيب المصطفى لذا فإحياء المولد النبوي له أهمية كبيرة يحتاجها كل إنسان.
• برأيك ، ما أسباب تحريم بعض علماء المسلمين وبالأخص الوهابية الاحتفال بالمولد النبوي، وما الهدف من ذلك في وقت يبيحون الاحتفال بعيد رأس السنة والاعياد الوطنية وغيرها؟
رأينا كثيراً من المذاهب وخاصة المذهب الوهابي الذي ارتمى في أحضان الظالمين يبررون أعمالهم ويفتون بقتل المسلمين بل ويكفرونهم لأنهم انحرفوا عن القيادة الربانية واختاروا قيادة أخرى خاصة المذهب الوهابي، لذا إذا رأيتم المذهب الشافعي أو الصوفي أو الحنفي أو المالكي حتى الحنبلي أو ابن تيمية إمامهم يقول إذا كان الاجتماع لا يحمل منكرا فذلك جائز فالتصور الخاطئ حينما نتذكر.
هم يذكرون غزوة بدر وفتح مكة وغيرها من الغزوات إنما يأخذون منها العبرة أما المولد هذا كله ما صح إلاّ بميلاد الحبيب المصطفى فهم يعبرون عن انحرافهم عن طريق الحبيب المصطفى وإلاّ فالأمة مجمعة على أنهم يقتدون برسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، ويعتزون إليه ولا يقولون بعد قول الله إلا قال رسول الله وهذا هو المراد من تذكير الامة والمولد ما هو إلاّ درس وحث للأمة على الرجوع إلى القيادة الربانية وعدم الاغترار والاجترار إلى هذه الابواق الخبيثة التي فتتت عضد المسلمين فاعتزوا بالكافرين، والقاعدة تقول من يحرف الأمة عن النبي لا يموت إلاّ وقد فضحه الله على رؤوس الأشهاد.
وما اعتزازهم بأمريكا واسرائيل ومعاداتهم الإيمان والامة الاسلامية وأخذهم جانب تفتيتها إلاّ لانهم تركوا طريقة أحمد واعتزوا بطريقة الظالمين الكافرين وكانت النتيجة غير محمودة ولا معهودة للعالمين.
• كيف تقيمون الاحتفال بالمولد النبوي في نفوس اليمنيين؟
إذا قلنا فنحن غير مغالين أنه الشعب الأوحد الذي يتفانى في إظهار هذا السرور وهذه المناسبة العظمى وإنما جاء وقت كالذهب عندما يغطى بالغبار فيمسح ويبقى ذهباً، وأهل اليمن جاءت ثقافة من قبل الدولة ومن قبل المتنفذين بإسم الإسلام «الوهابي» وغيرهم وأرادوا أن يغطوا عليهم وأن يحرفوهم ولكن أبى الله إلا أن يقيض لهم علماً من ذرية رسول الله عادوا الى الطريق فإذا هم شباناً وشيبةً وصغارا ذكورا وإناثا يظهرون السرور ويتفانون بهذه المناسبة العظيمة وهذا غير خافٍ على أحد سواء في المجالس أو الدولة أو الشعب أو الإعلام كلهم في هذه الأيام يسلطون الأضواء على هذه الحادثة العظيمة والجميع يهتف بـ « لبيك يا رسول الله».
• كيف يمكن للاحتفال بالمولد النبوي أن يحيي فينا روح الجهاد والقيم الإسلامية؟
بلا أدنى شك فالحبيب المصطفى هو رمز للمجاهدين وإمامهم وقائدهم وقد قال الإمام علي «كنا إذا احمر البأس اتقينا برسول الله» سل التاريخ من قاد غزوة بدر وغزوة الخندق وغزوة حنين غير رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله، فهو إمام المجاهدين والذي قال لغدوة أو روحةٌ في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها وقال عينان لا تمسهما النار عينٌ باتت تحرس ثغور المسلمين وذكر مالا يخطر على البال ورغب في الجهاد وبذل مال ام المؤمنين خديجة وبذل نفسه حتى كسرت رباعيته في أُحد وشُج وجهه، فالحبيب هو من باشر المعركة وقاتل بنفسه وخاض الحروب وتنفس غمرات الموت فهو المدرسة والمعين والطريق لمن بعده فالمجاهدون هم يقتدون بالحبيب المصطفى فيسيرون على منواله ويبذلون انفسهم كما بذل نفسه وأهل بيته وهذا غير خافٍ على أحد.
• رسالتكم لشباب اليمن؟
إن سعادة في الدنيا والاخرة كما قال الله سبحانه وتعالى «فلنحيينه حياة طيبة» وأن نسير جميعا خلف هذا الركب وأن نغترف من هذا المعين وان نترك ما يحل بالمسلمين من تفتيت وتكسر واختلال وان يكونوا خلف القيادة الموحدة لآل محمداً صلى الله عليه وآله، فإن الله قد وعد اليمنيين بالنصر والعزة وعليهم بالصبر.
• رسالتكم لعلماء المسلمين؟
علماء المسلمين صنفان إذا انصلحا انصلحت أمر الأمة فالعلماء الذين يبلغون رسالات ربهم ويخشونه ولا يخشون أحدا إلاّ الله يتذكرون موقفهم أمام الله يوم القيامة فإن كل عالم هو خليفة لله ولرسوله يظهر الحق ويقف بجانب المظلوم أما إذا طمع في الدنيا لعنته الملائكة ولعنته السماء « كالذي أتيناه آياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين» الذي يجعل العلم مطية للدنيا وللظالم ولتفتيت المسلمين ذلكم هو شيطان في صورة إنسان أما العالم الذي يباين الظالمين وينتصف للمظلومين ويبين الحق ولا تأخذه في الله لومة لائم ذلكم الذي قال فيهم النبي علماء أمتي كأنبياء بني اسرائيل.
• رسالتكم للغزاة والمنافقين؟
سأذكرهم بقول الله « ولا يحيق المكر السيئ إلاّ بأهله» يا أيها الناس إنما بغيكم بتأكيد من رب العالمين على أنفسكم والله وعد الظالمين وسيعلم الظالمون أي منقلب ينقلبون وسترون وستسمعون قوله في آخر المطاف حينما تؤخذون لن يفلت منكم أحد وإن أمهلتم فإنما هو لإقامة الحجة ثم يباغتكم العذاب» وأنتم من الآن في العذاب فارجعوا إلى صوابكم واتركوا العناء وتقووا بالله واتركوا مناصرة الظالمين فإنكم من أهل النفاق من أهل الفجور والعصيان وأما أهل اليمن فقد أجابوا دعوة النداء وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم استجابة لأمر لله ورسوله.
• كلمة أخيرة؟
الشعب الذي راهن العالم بالحصار على أن يتفتت لم يرد له الله ذلك فأظهر صمودا وصبرا فعليكم يا أهل اليمن بالصبر حتى تتم لكم السعادة الأبدية برضى الله والجنة والعز في الدنيا والآخرة.

قد يعجبك ايضا