الحرب.. ونتائجها المستقبلية

 

العلامة سهل بن إبراهيم بن عقيل

الأثر الذي لم يُمْحَ لهذه الحرب فعاليتها ستكون على مستوى الخارطة، تجر مسائل كبيرة، ولا نستطيع تحديد ذلك على المصالح الاستعمارية القديمة، والتي كانت على الخارطة، ولا على امتداد المصالح المستقبلية، وأطماع الدول الاستعمارية في الهيمنة على العالم كما هي في الماضي خلال القرنين التاسع عشر والعشرين.
حرب الطاقة
إن الطاقة الآن هي العامل الرئيسي للحركة في العالم، والذين يملكونها هم الأضعف في استغلالها استغلالا حقيقياً، لكي يكونوا لأنفسهم وشعوبهم قيمة جديدة في القرن الحادي والعشرين وذلك للطعنات الموغلة في أجهزة تسيير المصلحة، لمصلحة الشعوب المالكة.. هذا أمر مفروغ منه، وقد أظهرت أولى النتائج للحرب على اليمن الخوف الشديد للدول الاستعمارية في كل أنحاء العالم، وإخماد هذه الثورة ليبقى الحال في الحاضر كما كان عليه في الماضي تماماً، يدور في حلقة مفرغة، المتحكم فيها أصحاب المصلحة الاستغلالية القديمة وما الرموز الحاصلة والظاهرة في هذه الدول التي فيها الطاقة إنما هي أشكال كرتونية كالتي في قصص الأطفال.
( الحروب الماضية)
نبتدئ بحرب أفغانستان، وما نتج عنها من انهيار إمبراطورية عظيمة “الاتحاد السوفييتي” ثم تليها الحرب العراقية الإيرانية وما سبق ذلك من حرب 67 و73 وغيرها من الحروب التي كانت شظايا انتشرت في كثير من بقاع العالم، خلفت هذه الحروب حرباً لها فعاليتها أمام شعوب العالم الثالث، وهي حرب التنظيمات الإرهابية بمختلف المسميات، كذلك حرب الانقلابات، وخاصة في العالم العربي والإسلامي لشغل هذه الشعوب بفتن لا تستطيع سدّها أو القضاء عليها.. وما المسميات لهذه العصابات إلا للتضليل وتفريخها جماعات ينضم إليها السذّج وتجار الحروب والمستغلون لمن يربحون على حساب الدماء المهدورة والمصالح فإنه كما قيل:”مصائب قوم عند قوم فوائد”.. ومن يعيش على شرب الدماء واستغلال الشعوب قديماً وحديثاُ هم المستغلون الحقيقيون.. وما هذه المنظمات تحت أي مسمى أو رايه إنما هي جيوش متقدمة للدول الاستعمارية – لا أقل ولا أكثر – وتظهر الأيام تباعاً انحسار كل ما يتعلق بهذه الجيوش المتقدمة بالكشف الواضح لأيديولوجياتها، وإلى الطريق التي تمشي عليها، والغاية، وهي الأصل في التكوين وهذا يغني (لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).
بوارق النصر
اتضح ذلك جلياً للشعوب الحرة في العالم، فبدأت الحركات الحقيقية لمحو هذا الظلام المطبق على المصالح والطموحات للمستضعفين.
(الخطان المتوازيان)
بدأ ظهور لخطين متوازيين في العالم العربي والإسلامي هما: حق العودة للشعب الفلسطيني، والثورة الشعبية الحالية في اليمن.. لقد أصبحت اليمن قبلة، لأنها على فوهة المصالح الاستعمارية في الجزيرة العربية كلها والقرن الأفريقي، وبدأت شظايا هذه الثورة بالتأثير في العالم العربي والإسلامي على مستوى الخارطة، وتشظت هذه الومضات إلى خارج الشعوب الأخرى، سواء في القرن الأفريقي أو في داخل الدول الاستعمارية نفسها، حيث أنها تحكي الحق الواضح لكل الشعوب، بما فيها شعوب الدول الاستعمارية، بحق امتلاك مقدراتها وكرامتها وانتزاعها من أيدي الصهيونية العالمية.
* مفتي محافظة تعز
عضو دار الإفتاء اليمنية.. مفتي محافظة تعز

قد يعجبك ايضا