أعداء الإسلام‮ ‬يتخذون مسألة حرمان البنات من الميراث وسيلة لمهاجمة المسلمين وتشويه دينهم

كثيراٍ‮ ‬مايؤلمنا في‮ ‬واقعنا اليمني‮ ‬والعربي‮ ‬عموماٍ‮ ‬ظاهرة حرمان المرأة من ميراثها الشرعي‮ ‬الذي‮ ‬كفله الإسلام قبل أربعة عشر قرناٍ‮ ‬من الزمان ووضع له نظاماٍ‮ ‬دقيقاٍ‮ ‬أعطى فيه للمرأة نصيباٍ‮ ‬بعد أن كانت لا تنال شيئاٍ‮ ‬منه‮.. ‬وللأسف الشديد‮ ‬يأبى البعض إلا أن‮ ‬يخالفوا شرع الله بهذا السلوك المرفوض دينياٍ‮ ‬واجتماعياٍ‮ ‬الأمر الذي‮ ‬يجعلنا في‮ ‬مواجهة مسئولية التوعية لمحاربة الظاهرة حرصاٍ‮ ‬على الحق والعدل وعلى صلة الرحم وتغيير العادات الجاهلية وإحلال صحيح الدين محلها ليعرف كل من الأشقاء والشقيقات حقوقهم وتصبح لديهم القدرة على المطالبة بها وهذا هو واجب وسائل الإعلام و العلماء والدعاة‮ ‬وتوعية المرأة في‮ ‬المجتمعات المغلقة بضرورة التمسك بحقها وإيجاد طرق تستطيع من خلالها إيصال شكواها إلى من‮ ‬يضمن حقوقها‮.‬

عن رأى الدين في‮ ‬هذه القضية‮ ‬يقول الدكتور محمد كمال أستاذ الشريعة الإسلامية‮:‬
إن التوريث حق إلهي‮.. ‬ولا‮ ‬يملك المورث حرمان أحداٍ‮ ‬من ورثته وإن كان‮ ‬يجوز للأب توزيع ممتلكاته على أولاده في‮ ‬حال حياته بشرط العدل‮ ‬فحرمان أي‮ ‬شخص من الميراث لا‮ ‬يجوز شرعاٍ‮ ‬وهو طريق للنار‮ ‬وتحتل أحكام المواريث مكانة بارزة في‮ ‬الشريعة الإسلامية‮ ‬لارتباط هذه الأحكام بحقوق الأفراد في‮ ‬الأمور المالية‮ ‬فيقول الله سبحانه وتعالى‮: “‬للرجال نصيب مما ترك الوالدان والأقربون وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والأقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا‮” ‬وتمثل أحكام المواريث نظاما دقيقا حيث تولى القرآن الكريم تفصيله‮ ‬وانفرد الإسلام بذلك عن سائر الديانات السماوية والأنظمة الوضعية سابقاٍ‮ ‬ولاحقاٍ‮ ‬ولذا‮ ‬يعد نظام المواريث في‮ ‬الإسلام نظاماٍ‮ ‬فريداٍ‮ ‬من نوعه‮.‬ ولابد أن‮ ‬يعلم كل من‮ ‬يحرم أحد أبنائه أو إخوته من الميراث‮ ‬أنه في‮ ‬الحقيقة‮ ‬يلقي‮ ‬نفسه في‮ ‬النار من دون أن‮ ‬يستفيد شيئاٍ‮ ‬ولا معين ولا شفيع له في‮ ‬الحياة الأخروية‮ ‬كما أن الأبناء‮ ‬يكسبون إثماٍ‮ ‬كبيراٍ‮ ‬إذا وافقوا والدهم على الباطل‮ ‬فالإثم لا‮ ‬يلحق الأب فحسب بل‮ ‬يشملهم أيضاٍ‮ ‬وإذا أراد الأبناء أن‮ ‬يصححوا الوضع وأن‮ ‬يرجعوا إلى الحق‮ ‬فيتوجب عليهم تحكيم القرآن الكريم والالتزام بالنصوص الشرعية التي‮ ‬توضح الأسهم والأنصبة‮ . ‬ولابد أن تعي‮ ‬المجتمعات الإسلامية أن أعداء الإسلام‮ ‬يتخذون من مسألة حرمان البنات مثلاٍ‮ ‬من الميراث وسيلة لمهاجمة المسلمين ولتشويه الدين الإسلامي‮ ‬رغم أن ذلك التصرف لا علاقة له بالإسلام من قريب أو من بعيد‮.‬
منتهى العدل
ويضيف‮: ‬إنها حكمة إلهية بأن‮ ‬يكون نصيب الذكر مثل حظ الأنثيين‮ ‬يقول الله سبحانه وتعالى‮: “‬يوصيكم الله في‮ ‬أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين‮” ‬ويقول سبحانه في‮ ‬السورة نفسها‮: “‬وإن كانوا إخوة رجالاٍ‮ ‬ونساء فللذكر مثل حظ الأنثيين‮” ‬وتتعلق هاتان الآيتان الكريمتان بتوزيع التركة بين الإخوة والأخوات فقط‮ ‬ولا علاقة لهما بمن‮ ‬يستحقون الميراث من الذكور والإناث‮ ‬وكما هو معلوم فإن أصحاب الفرائض في‮ ‬الميراث هم اثنا عشر صنفاٍ‮ ‬أربعة من الذكور‮ (‬وهم‮: ‬الزوج‮ ‬الأب‮ ‬الجد‮ ‬الأخ‮ ‬والأم‮).. ‬وثمانية أصناف من الإناث‮ (‬وهن‮: ‬الزوجة‮ ‬الأم‮ ‬الجدة‮ ‬البنت‮ ‬بنت الابن‮ ‬الأخت الشقيقة‮ ‬الأخت لأب‮ ‬الأخت لأم‮).. ‬فالمحصلة النهائية أن مجموع أنصبة الإناث في‮ ‬غالب الأحيان‮ ‬يفوق مجموع أنصبة الذكور‮ ‬فلا مجال للادعاء المزعوم بأن الشريعة الإسلامية تحابي‮ ‬الذكور وتظلم الإناث‮ ‬أما إعطاء الذكر ضعف نصيب أخته‮ ‬فلأن الرجل عليه التزامات أكثر من التزامات الأنثى‮ ‬فهو مطالب بنفقات الزواج على سبيل المثال‮ ‬والإنفاق على أولاده وأسرته وعلى أخواته إذا كن‮ ‬غير متزوجات‮ ‬أما الأنثى فلا‮ ‬يطلب منها أي‮ ‬التزام من هذه الالتزامات‮ ‬وإن مشاركتها إذا رغبت في‮ ‬ذلك إنما تكون من قبيل التبرع والهبة‮ ‬وعلى ضوء ذلك فإن أخذ الأخ ضعف نصيب الأخت لا‮ ‬يعنى الأفضلية ولا‮ ‬يقصد به التمييز وإنما بسبب الالتزامات التي‮ ‬على كاهله مع التأكيد على أن الذكر والأنثى متساويان أمام الشرع‮ ‬وأنهما متكافئان في‮ ‬الإنسانية‮.‬

قد يعجبك ايضا