من الحديدة ” نستلهم آيات الله ووعده الحق”

 

محمد أحمد المؤيد

منذ أيام وأنا أحاول أن أجد أدنى سبب يقنعني وغيري عن السبب الرئيسي الذي دفع بالعدوان السعوأمريكي للاحتشاد والزحف بمرتزقتهم نحو مدينة الحديدة بهذه الطريقة البشعة وفي هذا الوقت تحديدا وهو بالتزامن مع إخفاق الأمريكان والسعوديين في التغطية على المنشار وإدلب والقس , ويبدو أن العدوان قد نفدت ما بجعبته من وسائل يمكن له أن يستخدمها في سبيل إذلال وتركيع هذا الشعب اليمني الجسور , فجعل الحديدة مسرحاً لتفريغ ما بقي من احتمال الصواب أو الخطأ في هذه المعركة الخاسرة – بدليل أن كل المؤشرات منذ أربعة أعوام ونيف – وبطريقة همجية ستجلب عليهم الخزي والعار إلى أبد الأبدين , والذي بعد أن فشل الاستعمار الجديد (السعوأمارا أمريكي) في كل أوراقه ووسائله وأساليبه المستخدمة ضد شعب الحكمة والإيمان , جاء ليعبر اليوم عن حنقه وغيظه من هذه المدينة المسالمة والطيب أهلها , وكأنه لم يعد هناك حرمة للمدن وساكنيها , وهذا باعتقادي صار أمرا لا يشكل أي حرج أو تحرج على قوى الغزو والعدوان بقيادة اللعينة أمريكا , وخير دليل المدن السورية وكيف حل بها كل ذلك الدمار الكئيب البائس لأغلب المباني بما لايدع مجالا للشك عن وقاحة العدوان (السعوأمريكي) وأدواتهم الإرهابية , فبعد هزيمتهم فيها وفضيحتهم الإنسانية بحق خاشقجي وإخفاقهم الأخلاقي والسياسي والعسكري بكل ما تعنيه الكلمة في شتى مناحي المعركة بالمنطقة العربية والشرق أوسطية , جاؤوا ليصبوا نار حقدهم الأرعن على مدينة الحديدة , هروباً من الواقع الذي حل بهم , ويريدون بهذا إقناع أنفسهم أنهم لازالوا في دائرة الحسبان وأنهم لازالوا (ثباب / أعني أقوياء/ شباب)…. قال المثل اليمني : ” على من حيرك يا (ثعيل /الثعلب) , قال : على (سبلتي / ذيلي) “.
من ينظر إلى معركة اليمن وخاصة الساحل الغربي يكتشف كم هو الشعب اليمني مظلوم , وكيف أن العالم برمته قد بدا حقيراً في تكتلاته وسياسته الحمقى والأنانية , التي مع هذه الهمجية التي يرتكبها العدوان السعوأمريكي في مدينة الحديدة إلا أنه لم تظهر أي دولة عربية أو عالمية – حتى إيران التي يدعون بها ويضربوننا باسمها وروسيا التي لم نخب الظن فيها رغم توهانها في عالم المغازلات السياسية التي أفقدتها صوابها وجديتها تجاه أصدقائها , والصين التي كنا نتمنى فرض نفوذها وخاصة واليمن جزء لا يتجزأ من أسواقها العالمية التي تتغذى بمنتجاتها – , فلماذا لا يوجد من يندد أو يناهض أو يعلن الدعم لأنصار الله والمجلس السياسي في الدفاع عن أرض اليمن وحرمته وشعبه , وخاصة الحديدة باعتبارها عمقاً استراتيجيا لكل اليمنيين , مما لا يدع مجالا للشك بقضية مصيرية كهذه , وذلك من خلال ما تتمتع به مدينة الحديدة وميناؤها , والتي لم ولن يساوم فيها أي يمني مهما كان وضعه ومستواه ووطنيته , لذا فإنه من المؤسف أن نجد العالم كل العالم قد تجرد عن إنسانيته وأخلاقه على حقوق ومصالح وحريات الإنسان التي ينتهكها العدوان السعوأمريكي بحق اليمنيين كل اليمنيين وخلق الصراع في ما بينهم لتحقيق مصالح آل سعود وحلفائهم , التي باعتقادي أنها – نوازع الخير في أوساط الإنسانية جمعاء – إن غابت عن شعب ونظام ظهرت في أخر…. قال تعالى : ” ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع ومساجد يذكر فيها اسم الله ” صدق الله العظيم.
يبدو لي ومن خلال ما يحدث من صمت عالمي ومؤامرة (سعوأمريكية) ومعهم أكثر من 17دولة وعبر تلك المعدات والتجهيزات والضرب من على البوارج البحرية ومن على الطائرات الإف 16 والأباتشي وبمئات الصواريخ براً وجواً وبحراً وعبر تلك الحشود والفيالق البشرية المجهزة بأحدث الأجهزة والعتاد المادي والمعنوي والعسكري , كل هذا وذاك بالمقابل مع حشود من التي قدر الله لأنصار الله من الجيش واللجان الشعبية وكل شر فاء الوطن بتلك البساطة والشهامة والقبيلة والحمية الدينية والمجتمعية , التي هي السلاح كل السلاح الذي يملكه ويحمله أولئك المجاهدون الصابرون بمعية الله وفي سبيله , والذين لبوا نداء الحق ” قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم وأيدي المؤمنين ” , ولذا ومن خلال كل هذا فإن آيات الله تتحقق عبر ذلك الإخفاق الذي يلحق بمرتزقة العدوان وانكسار وإعطاب زحوفاتهم ومعداتهم في معركة ينكشف الستار فيها عن أخر أوراق العدوان السعوأمريكي , ولا مقارنة والفرق وأضح , لأن الله ينصر من ينصره ولا تفسير غير هذا , ولله جنود السماوات والأرض….. قال المثل : (الذي مش داري يقول ” بلسن “).. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

قد يعجبك ايضا