تفاصيل لم تنشر عن جريمة اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي.. (الحلقة الثالثة)

*أمريكا خططت.. روسيا باركت.. السعودية مولت.. العملاء في الداخل نفذوا
أحمد يحيى الديلمي
يبدو ان الأمير سلطان بن عبد العزيز لم يكتفِ بإبلاغ القنوات الاستخبارية الموجودة في السعودية، لكنه نفذ بنفسه إلى الولايات المتحدة الأمريكية ،وقابل الرئيس الأمريكي جيمي كارتر ووضعه في صورة ما يجري في اليمن كما أشار إلى ذلك هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكي السابق في لقاء مطول نشرته صحيفة وول ستريت جورنال في حلقات ، فأشار إلى انه عزز هواجس الأمير سلطان وطالب بكبح جماح الحمدي قبل ان يتحول إلى عبد الناصر جديد في المنطقة بحسب كيسنجر رد الرئيس كارتر مخاطبا الأمير سلطان لا تقلق نحن نراقب الأمور عن كثب، يستحيل ان نمكن الحمدي من الإقدام خطوة واحدة إلى ما يفكر فيه او يقدم على أي فعل لان هذا سيخل بالتوازنات ويهدد مستقبل المصالح في المنطقة حتى الروس يوافقوننا هذا الرأي ولن يسمحوا بخروج جنوب اليمن عن سيطرتهم المباشرة انتهى كلام كيسنجر.
بالفعل اتفق موقف الاتحاد السوفيتي مع وجهة النظر الأمريكية حدث تحول مفاجئ في مسار الأحداث فلقد عمد الاتحاد السوفيتي إلى تشكيل لوبي معارض للوحدة في عدن من أعضاء المكتب السياسي وكبار المسؤولين وهذا ما سنوضحه لاحقا كما جاء في إيضاح المناضل الوحدوي الكبير الأستاذ عمر الجاوي رحمه الله.
تسارعت الأحداث بشكل لافت وإذا بوزير الخارجية آنذاك عبدالله الاصنج يبلغ الرئيس الحمدي أن السفيرين الأمريكي والروسي طلبوا اللقاء به سريعا كل على حدة وان المواضيع التي سيناقشونها معه لا تحتمل التأجيل فوافق على الطلب وحدد اللقاء مساء نفس اليوم.
لم نعثر على أي تفاصيل عما دار بين السفيرين والرئيس كلما عرفته ان السفير الأمريكي خرج بوجه متجهم وكأنه خرج للتو من مشادة وعراك كذلك ظهر الغضب على ملامح سفير الاتحاد السوفيتي وان كانت اقل حده وعندما بدأت رحلة البحث الشاقة عن أي تفاصيل تسهم في توضيح الحقيقة بالتحديد في بداية حكم الرئيس على عبدالله صالح وقد أصبحت مكلفا بتغطية أخبار وزارة الخارجية كان هاجس البحث حاضرا في ذهني بقوة، الإصرار مكنني من اختراق حاجز التحفظ كنت أتجاذب أطراف الحديث مع احد المقربين من الاصنج نفخت فيه روح الذكاء ومعرفة بواطن الأمور أجاب لازلت اذكر في تلك الليلة كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة غادر كل الموظفين لم يبقَ في الوزارة إلاٌ الأستاذ وأنا يقصد الأستاذ الاصنج اتصل الحمدي بادرت إلى تحويل المكالمة وظلت السماعة مفتوحة عندي كان الحمدي يصرخ بطريقة هستيرية ويتلفظ بسيل من الشتائم ثم سأل الاصنج بنفس النبرات الغاضبة لماذا لم تخبرني عن السبب الحقيقي الذي جعل السفيرين الأمريكي والسوفيتي يطلبان مقابلتي انت معي وإلا معاهم ياعبدالله لماذا كل هذا التهور في خدمة الآخرين على حساب مصلحة الوطن.
هذه اليمن ولادة إذا ذهب الحمدي سيأتي ألف حمدي نطق العبارة الأخيرة وأطبق السماعة لم يسمح للاصنج بأن ينطق بكلمة واحدة بعد ذلك سمعت الأستاذ يرد على متصل آخر ويقول الوضع الذي وصل إليه الرئيس صعب لا يطمئن أحداً مواقفه الهستيرية تدل بأنه فقد الثقة في كل الناس.
توالت التجاذبات وحالات المد والجزر ووصلت الأمور إلى ما يشبه المواجهة المفتوحة بين الحمدي والغشمي بدأ الأخير يتصرف كأنه الند والطرف الأقوى يستهدف المقربين من الحمدي ويودعهم السجن والحمدي يراجعه.
علي بن مسلم غراب البين
في تلك الأجواء المكفهرة حضر المستشار على بن مسلم المسؤول الثاني عن ملف اليمن بعد سلطان على متن طائرة خاصة تحت ستار انه يحمل رسالة خاصة من ولي العهد ونائب الملك آنذاك بالفعل التقى الحمدي وسلمه الرسالة التي لم نتمكن من معرفة ما جاء فيها وبعد اللقاء ودع الحمدي ورفض دعوته للبقاء لتناول طعام الغداء.
كأن الرئيس الحمدي كان على علم بطبيعة زيارة بن مسلم في اليوم الرابع اتصل بعلي عبد الله صالح قائد لواء تعز آنذاك سأله ببرود تام هل وصل إليكم اللواء على بن مسلم ارتبك لم يشعر أن الحمدي يستدرجه أجاب لا يافندم لا يزال في ضلاع في منزل الفندم احمد الغشمي.
اكتفى الحمدي بالإجابة وأغلق سماعة التلفون كان الحمدي قد عرف أن الطائرة الخاصة غادرت بالطاقم فقط وان ابن مسلم اتجه إلى مكان آخر على مدى ثلاثة أيام ظل يستقبل مسؤوليين ومشائخ وقادة عسكريين وحتى بعض علماء السلفية والوهابية ملخص ما دار كما رواه لي شيخ من الدرجة الثانية يقول أن استمرار الحمدي في الحكم خطر داهم وأنه سيقود البلاد إلى نفق مظلم في مساء اليوم الرابع أراد الحمدي أن يشعر الغشمي بأنه على علم بما يجري اتصل به هاتفيا قال وهو يضحك يبدو أن علي بن مسلم يجهل العرف القبلي لم يفهم أن الضيافة في عرف القبائل ثلاثة أيام.. الكلام أربك الغشمي ونقله على الفور إلى ابن مسلم مما اضطره إلى السفر في نفس الليلة مع طائرة الخطوط الجوية السعودية رغم هذه القرينة الدالة على التحركات التي تجري للخلاص منه إلا أنه ظل يسير على نفس المنوال ثقة بالنفس ورهان على الولاء الشعبي والجماهيري الواسع والآن ننتقل إلى مواقف بعض المشائخ والعسكريين الذين يتهمم الناس باغتيال الحمدي وقد يكونون كذلك إلا أنهم في لحظة المباشرة لم يكونوا موجودين وكان لهم موقف آخر لعدم قناعتهم بالغشمي كبديل ومنهم.
الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر
قال حينما سألته عن الموضوع وكنا يومها في المغرب: علمت باغتيال الحمدي من الإذاعة كأي مواطن واستأت لما حدث ، هذا الموقف يؤكد بالفعل أن أبناء اليمن قاطبة كانوا حريصين على بقاء الحمدي وفي المقدمة ألد أعدائه المرحوم الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر رغم أن الحمدي أقصاه من الوظيفة ومن العاصمة بشكل عام مع ذلك قال : أنا استأت كثيرا لما حدث وكأي مواطن علمت بنبأ الاغتيال من الإعلام كنا نتابع الأوضاع عن كثب دون أن نتوقع وصول الأوضاع إلى ما وصلت إليه مع عمق علاقتي بالسعودية إلا أنها لم تطلعني على شيء في هذا الجانب لأنها استندت إلى موقف سابق بعد أن نشب الخلاف بيننا وبين الحمدي عندما تركت العاصمة واتجهت إلى خمر معقل قبيلتنا حاشد.
سعت السعودية إلى تحشيد اكبر عدد من المشائخ من بكيل وحاشد ومذحج وبالفعل وصلوا إلى خمر ومكثوا ثلاثة أيام طلبوا مني فتح جبهة ووعدوا بإسقاط الحمدي خلال أيام إلا أني رفضت بشكل قاطع يبدو أن السعودية تجنبت إطلاعي على أي شيء يجري في هذا الصدد خوفا من رفض الموقف وتثبيط همم المشائخ بالفعل استأت جدا من صعود الغشمي إلى سدة الحكم وخلال فترة حكمه رفضت الدخول إلى صنعاء رغم انه بعث لي أكثر من شخص بما في ذلك شقيقه الشيخ محمد الغشمي لكني رفضت لأني كنت غير مقتنع بالغشمي واعترضت عليه بعد أن عينه رئيسا لهيئة الأركان بدلا عن المناضل علي الضبعي هذا الموقف ربما يفسر تصرف السعودية في وقت لاحق عقب المسرحية الصورية لانتخاب علي عبدالله صالح رئيسا للجمهورية عقب مقتل الغشمي من قبل مجلس الشعب التأسيسي حرصت السعودية على ان تضعني في صورة ما حدث فأوفد الأمير سلطان إلى َمستشار الملك علي بن مسلم في اليوم التالي ووصل إلى خمر طرح على الأمر وطلب مني التأييد والمباركة لعلي عبدالله صالح لكني أعلنت الرفض القاطع وقلت أبلغ سمو الأمير تحياتي وقله نحن نوافقه على كل شيء لكنا نرفض ان يفرض علينا عكفي ماذا سيقول الناس عنا في اليمن رجال كبار على قدر عالي من الكفاءة والمسؤولية لماذا لا يتم التفاوض معهم ما صدقنا تخلصنا من كابوس الغشمي واليوم نسلم رقابنا لكابوس ثاني عاد ابن مسلم الى السعودية بخفي حنين.
في اليوم الثالث عاد ابن مسلم إلى خمر برسالة شفوية من الأمير سلطان يطلب مني السفر إلى السعودية لمقابلته وقال انهض ياشيخ الطائرة في مطار صنعاء بانتظارك في اليوم التالي استقر بي المقام في مكتب الأمير سلطان وإذا به يطلب مني مباركة وتأييد على عبدالله صالح حاولت التمسك بموقف الرفض قال الأمير سلطان فكر معك فرصة إلى بعد العصر امسك بيدي وأضاف قم الآن نتناول طعام الغداء ذهبت بعد الغداء إلى مقر إقامتي في فندق الكندرة وفي الساعة الرابعة حضرت سيارة خاصة أقلتني إلى مكتب الأمير دخلت المكتب لأجد الأمير في انتظاري وإمامه على سطح المكتب المقابل أكوام رزم مالية ضحك الأمير وقال..هذه ياشيخ تسعين مليون خذها لعلي عبدالله صالح خذها معك من اجل تذله وهذه سبعين مليون لك وهذه ثلاثين مليون خذها معك للشائف التزمت الصمت عرفت أن الأمير عرف نقطة الضعف عندي هذه التفاصيل أخذتها من الشيخ عبدالله نفسه هناك تفاصيل أخرى مطوله موجودة في الجزء الثاني من مذكرات الشيخ المرحوم عبدالله بن حسين الأحمر.
اللواء مجاهد أبو شوارب
“عدو عاقل خير من صديق جاهل” كان هذا هو رد اللواء المرحوم مجاهد ابو شوارب عندما سألته في العاصمة البريطانية أجاب أنت عارف العلاقة بيني وبين السعودية منعدمة تماما لكني لوخيرت بين الحمدي والغشمي لاخترت الحمدي بكل ما بيننا من خلاف ولو علمت بالأمر قبل حدوثه لذهبت إلى الحمدي ووقفت إلى جانبه فأنا اسلم بالقاعدة التي تقول عدو عاقل خير من صديق جاهل.
اللواء يحيى المتوكل
للأسف الرئيس الحمدي تساهل مع نفسه وسمح للسعودية بان تضيق عليه الخناق وتعزله عن الشعب لم أفاجأ بما حدث للشهيد الحمدي خاصة أني كنت حينها سفيرا لليمن في واشنطن عاصمة صنع القرار وكنت شخصيا أتابع ما يجري بقلق وحاولت إيصال الهواجس التي تعتمل بداخلي عبر إرسال التقارير الصحفية لكني توقفت عندما اتصل بي الأخ عبدالله الاصنج وزير الخارجية كان الاتصال بشأن موضوع آخر وختم المكالمة لا تتعب نفسك بإرسال التقارير الرجل فقد الثقة بكل الناس يسير إلى حتفه بقدميه. سمعت هذا الكلام من الشهيد المرحوم اللواء يحيى محمد المتوكل في مزرعته بالعره (1) وختم حديثه قائلا وفي ما بعد عرفت ان محمد خميس ضمن الطابور الخامس التابع للسعودية ومعنى ذلك ان السعودية ضيقت الخناق على الشهيد الحمدي وأصبح في حلقة صغيرة شبه معزول عن الناس وهذا ما أكده المرحوم الفريق حسن العمري فقد قمت بزيارة خاطفة لمصر وزرته في منزله فوجدته حزينا حدثني بمرارة وأسى فلقد كان يحترم الشهيد الحمدي منذ أن عملنا معا في مكتبه قال بعد أن نفث زفرات قوية وتأوه بألم ما العمل يا يحيى ؟ السعوديين احكموا الحصار على إبراهيم وأصبح معزولا تماما حتى على الموالين له والمشفقين عليه وكل من يساورهم الخوف على مستقبل اليمن إبراهيم له أخطاء وهفوات لكنه متعلم ورجل دوله ولديه نوايا طيبة للأسف بدأ العد التنازلي لديه منذ أقصى المثقفين وأصحاب الرأي وأحاط نفسه بضباط أميين (أعفاط) لا يفقهون شيئا اخشي أن تكون السعودية قد لعبت دورا باستقطابهم وأصبحوا جاهزين لتنفيذ المهمة القذرة هناك تفاصيل أخرى سمعتها من الشهيد المتوكل لا أرى داعيا لنشرها لأنها لا تتصل بالموضوع ولا تفيد بمعلومة جديدة.
اللواء أحمد احمد الرحومي
زرته بعد الحادثة مباشرة فوجدته في حالة سيئة قال ما حدث كارثة بكل المقاييس يكفي انه أهدر جلال وقدسية الرئاسة هذا الكلام جاء من رجل مثل احمد الرحومي كان للتو خارجا من سجن الحمدي الذي أيضا أقصاه من منصبه مع ذلك تألم جدا لأنه نظر للوطن لا إلى الحمدي فقال إن صعود الغشمي أهدر الرئاسة وجعلها مطمعا لكل طامع دون النظر إلى الأهلية والكفاءة كما أن الواقعة ستمثل انتكاسة كبيرة لأنها ستجعل السعودية تتحكم في اليمن وتسيطر على القرار السياسي خلال زمن طويل وهذا ما حدث بالفعل في هذا الجانب لابد من الإشارة إلى أن الغشمي تودد إلى الرحومي وحاول الاتصال به بعد الجريمة مباشرة لا لكونه رمزا من رموز الثورة لكن لأنه ينتمي إلى قبيلة همدان وهذا في عرف الغشمي هو الأفضل.
الغشمي يحرض التجار
سأضطر هنا إلى استباق الأحداث والحديث عن موقف أكثر أهمية حدث بعد الجريمة لكني أرى موضعه هنا لوجود الرحومي فيه بالصدفة استدعاني القاضي المرحوم علي عبدالله العمري محافظ صنعاء آنذاك إلى مقيل في منزل المرحوم الحاج حسين الوتاري رئيس غرفة تجارة وصناعة صنعاء قبل أن يتشكل اتحاد الغرف التجارية فوجئت بوجود احمد الرحومي والحاج محمد على العبادي ورجل الأعمال المعروف علي عبدالله السنيدار إلى جانب صاحب المنزل الوتاري والعمري صاحب الدعوة بعد لحظات حضر مجموعة من الجند مدججين بالأسلحة المتوسطة والخفيفة وجوههم مكفهرة حضورهم المباغت آثار الفزع في نفوسنا وما هي الالحظات وأطل الغشمي من الباب وقفنا جميعا في حالة فزع باستثناء صاحب البيت والعمري فقد كانوا على علم بحضوره لأن حرسه الخاص كانوا قد وصلوا إلى المكان قبل دخولنا إليه وفتشوا كل شىء حتى طفايات السجائر وافرغوا الماء من المدائع هذا ما سمعناه من الوتاري بعد خروج الغشمي المهم أني كنت قد وقفت أهم بمغادرة المكان لأني وجدت أن حضوري غير مناسب إلا أن الرحومي صرخ في وجهي قائلا اجلس وخاطب الغشمي..
هذا إعلامي من الوادي ضحك الغشمي وقال لماذا لا تقول من القرية وقال لي اجلس المكان بالنسبة للغشمي يفرق كثيرا لأن الوادي يتبع همدان والقرية تتبع بني الحارث المهم أنني جلست والغشمي يتحدث بطريقة لافته سرد الكلام عن الحمدي ومثالبه ومنها موقفه من التجار قال أنه كان يستهين بتجار صنعاء ويتهمهم بالغباء ويطلق عليهم (المقوفعين )وقبل وفاته قال كلمته الشهيرة مهددا التجار (لقد قضى التجار شهر العسل )وكلام كثير لا ارى مناسبة لاستحضاره وانتقل إلى حديثه عن الاستثمار وطموحه في أنشاء شركات كبرى مشيرا إلى استعداد الدولة لتقديم كافة الدعم بما في ذلك التمويل المادي المباشر والكلام طويل يثير شجونا كثيرة اعتقد أننا تجاوزناها لكنه ختم حديثه بقوله اعتبروا أنفسكم لجنة يرأسها الأخ احمد يقصد الرحومي استعينوا بمن شئتم من الخبراء والدكاترة ويستدرك ” مش الدكتور المتوكل يقصد المرحوم محمد عبد الملك المتوكل رحمه الله “يجب إعداد دراسات متكاملة عن مشاريع إستراتيجية حقيقية وأنا سأكون عونكم وسأمر بتفيذها فورا وقف وهو يقول شهر يكفيكم اعملوا حسابكم المؤتمر الأول للتنمية على الأبواب يجب أن يكون الملف عندي خلال هذه الفترة لم يسمح لأحد بالحديث ولم يسمع لرأي أحد منهم نطق العبارة الأخيرة وخرج والكل يودعه وأجسامهم ترتجف من الخوف.
تفاصيل أخرى أكثر أهمية في الحلقة القادمة إن شاء الله.

قد يعجبك ايضا