‏مرحبا بكم في مسالخ أبو منشار !!

 

عبدالله الأحمدي
لدى أبو منشار أكثر من مسلخ في طول منطقة الشرق الأوسط وعرضها، بل يتعدى ذلك إلى كثير من مناطق العالم.
واكبر المسالخ، هو مسلخ اليمن الذي يداوم عليه المنشار محمد بن سلمان، فهو ينام ويصحو على رائحة الدم والشواء للأعضاء البشرية التي تسلخها وتحرقها طائراته، ومرتزقته الذين يدفع بهم باتجاهات عدة ليدوا له خدمة الذبح والسلخ والإحراق والتمثيل بالجثث ، وبيع الأسرى ودفنهم أحياء. أما المسلخ الآخر فهو المسلخ السوري، وفي هذا المسلخ يداوم دواعش أبو منشار على انتزاع الأكباد، وتناولها طازجة نيئة، والدماء تقطر من أفواههم، في منظر حيواني بشع ومقزز، يحبذه أبو منشار.
أقول لو أن جمال خاشقجي عاش مئة عام، وهو يعارض الحكم السعودي، ما كان ليفضح هذا الحكم الدموي المستبد، أو لينتصر عليه، مثلما فضحه، وانتصر عليه بدمه، وقد أصبح منشورا، أو مقتولا على يد الجزار محمد ابو منشار السلماني وزبانيته.
عادة في القتل والاغتيال توجد جثة ويختفي القاتل، وبالعكس في مقتل خاشقجي عرف العالم القتلة وأميرهم، وغابت الجثة. وهذا ما اعتاد عليه نظام أبو منشار طوال وجوده مدنسا لأرض الحرمين الشريفين.
لدى مسالخ أبو منشار هناك أضاحٍ كثيرة تتفاوت أهميتها من مسلخ إلى آخر بحسب ما تدره على العالم الغربي من عائدات.
ظهر خاشقجي كضحية ذات أهمية كبرى للغرب الذي يقدم مصالحه التجارية والاقتصادية على مزاعم الحرية وحقوق الإنسان.
يتظاهر الغرب بالصدمة على نشر وتقطيع خاشقجي، وهو الذي يتغاضى عن جرائم الدب الناشر محمد بن سلمان في الداخل والخارج، بل ويقبض ثمن ذلك التغاضي نقدا.
في جرائم لوكربي، وألمانيا، و11 سبتمبر كان الغرب حاضرا يقبض الثمن، ولايهمه القيم.
وسترون في قضية خاشقجي كيف سيقبض الثمن من عصابة الدب الداشر، وقد بدأ يخطط كيف يستولي على اموال الصندوق السيادي لمملكة داعش.
الغرب هو من يصنع العصابات، ويشعل الحروب من اجل تحريك عجلة مصانعه، ويبيع أسلحته ومعداته للمغفلين في العالم.
هو من رفع الدب الناشر إلى أعلى سلطة في المملكة الداعشية، من اجل تنفيذ مخططاته في المنطقة، ومن اجل رفع ذلك الناشر، اسقط الأمير متعب بن عبدالعزيز، و الأمير محمد بن نائف من ولاية العهد في مملكة داعش.
الغرب هو من يصنع ملوك وأمراء المملكة، بل هو من صنع المملكة، ويرسم طريق ونهج حكامها، ومن خرج عن المهمة المرسومة له قتلوه، أو أزاحوه.
في المشهد يمارس الغرب ازدواجية فاضحة بين ما يدعو إليه من حريات وحقوق، وبين ما يمارسه من مواقف في السياسة الدولية والحروب والأحداث. يقيم الدنيا، ويضج إعلامه، وتتنادى حكوماته لمقتل شخص، بينما هناك عشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ يقتلهم أبو منشار في اليمن، وفي سوريا والعراق وأفغانستان وليبيا.
الغرب الرأسمالي عجيب في ازدواجيته، يدعو إلى الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ويدعم أنظمة كهنوتية مستبدة تذبح الناس ليل نهار.
يعلم الغرب أن في سجون أبو منشار أكثر من أربعين ألف سجين من الرجال والنساء، يسومهم أبو منشار سوء العذاب، وفرم الكثير منهم بالفرامات الكهربائية، ولا نسمع صوتا غربيا يدين تلك الممارسات.
الذبح والسلخ والفرم ليس غريبا عن مملكة وأسرة أبو منشار، أنها منذ أكثر من قرن من الزمن، وهي تلغ في دماء شعوب الجزيرة العربية، وتمارس حروب إبادة ضد سكانها، والغرب يعلم ذلك، ويمدها بالسلاح. وموثق لديه كل جرائم أسرة أبو منشار، لكنه لم يتخذ أي إجراء تجاه هذه الجرائم.
يطل بعض المحللين على الفضائيات يدعون – زورا – أن هناك صحوة ضمير في الغرب تجاه ما حدث لخاشقجي، لكنا نسألهم أين كانت هذه الصحوة تجاه المذابح التي ترتكبها عصابة أبو منشار ومازالت في اليمن؟ !!
إن صحوتهم كاذبه ، وضميرهم سيكون ناقصا، بل ومزيفا إذا لم يتعاملوا مع كل القضايا بكامل المصداقية، وبمكيال واحد. ما نلاحظه أن الغرب الرأسمالي يحاول أن يحل أزماته على حساب القضايا الإنسانية، فهو يقبض المال من اجل السكوت على جرائم الأنظمة الدموية المستبدة في العالم، وخاصة في الشرق العربي.
للأمانة فإن مصداقية الغرب ستظل على المحك إذا لم يتخذ عقوبات رادعة في حق عصابة ابو منشار الدموية على كل الجرائم التي اقترفتها.
لم تكتف عصابة أبو منشار بالمسالخ التي تقيمها حول العالم، بل افتتحت لها مسالخ جديدة، إذ حولت سفاراتها، وقنصلياتها إلى مسالخ باذخة لنوع آخر من السلخ والنشر، هو السلخ الدبلوماسي المرن تحت شعار منشارين وجمجمة.

قد يعجبك ايضا