الاستاذ عبد الزمرمي لـالثورة:المغتربون اليمنيون يساهمون بفاعلية كبيرة في العمل الاغاثي والإنساني

عضو مجلس الأمناء بالمجلس العالمي للحقوق والحريات الأستاذ عبد الزمزمي لـ ” الثورة “:

 

الأوضاع الكارثية في اليمن جعلت المجلس يركز على البرامج الإغاثية والإنسانية لإنقاذ حياة الناس
أهداف المجلس تشمل الدفاع عن الحقوق والحريات في أي مكان في العالم عبر عمله مع شركاء دوليين

حاوره /
محمد محمد إبراهيم

قال عضو مجلس الأمناء بالمجلس العالمي للحقوق والحريات الأستاذ عبد الزمزمي، أن الوضع الإنساني كارثي في اليمن بكل المقاييس وبشهادة تقارير الأمم المتحدة ومنظماتها المختلفة..
وأوضح الزمزمي أن المجلس العالمي للحقوق والحريات بالتعاون مع بعض المنظمات الأخرى (منظمة الأيادي النقية) ومنظمة (يمن إيد) والجمعية اليمنية الأمريكية للإغاثة. نفذ ٢٤ مشروعاً اغاثياً حيث تم توزيع 4000 سلة غذائية تقريبا بتكلفة 160 الف دولار امريكي وكذلك توزيع أجهزة طبية ودوائية بما يقارب 200 الف دولار امريكي.. مطالباً المنظمات المدنية اليمنية والعربية والدولية بمزيدٍ من الجهود والعطاء في مسار العمل الإغاثي والإنساني، من جهة، ومن جهة أخرى مضاعفة الجهود للضغط على المجتمع الدولي لرفع الحظر وفك الحصار عن مطار صنعاء وغيرها من المطارات لدخول المساعدات وسفر المرضى والحالات الطارئة للعلاج.. متطرقاً إلى جهود المغتربين اليمنيين في أمريكا وكندا وفي مختلف دول العالم… إلى التفاصيل :

بداية.. حدثنا عن فكرة إنشاء المجلس العالمي للحقوق والحريات..؟ وما هي أهدافه ؟
– المجلس العالمي للحقوق والحريات منظمة عالمية حقوقية مدنية غير حكومية وغير ربحية، تأسس في ٢٠١٤م أولاً في الولايات المتحدة الأمريكية ولاية ميتشجن من قبل عدد من الناشطين العرب -أغلبهم من اليمنيين- في مجال الدفاع عن الحقوق والحريات وبالذات حقوق المهاجرين اليمنيين والعرب وغيرهم سواء حقوقهم في بلدان الإقامة أو بلدانهم الأم، ومن ثم توسعت الأهداف لتشمل الدفاع عن الحقوق والحريات المدنية وحقوق الإنسان للأفراد والجماعات ضد أي انتهاكات حكومية أو غير حكومية في أي مكان في العالم. ونشر ورفع الوعي القانوني. والتنسيق والتعاون مع مختلف المنظمات غير الحكومية المحلية والإقليمية والدولية لتحقيق الأهداف المشتركة في الدفاع . عن الحقوق والحريّات وتعزيز السلام العالمي. وكذلك الدفاع عن حقوق المرأة والطفل والأقليات العرقية، وتعزيز التنمية الاقتصادية والبشرية للأقليات والفئات المعدمة والمهمشة في جميع أنحاء العالم. وأيضا المشاركة في الأعمال الإغاثية الإنسانية أثناء الأزمات والحروب والكوارث. في أي بلد أو منطقة في العالم. ومحاربة كل أشكال التمييز العنصري والديني والثقافي، والتمييز بين الجنسين.
ماذا عن خارطة عمله..؟ وماذا قدم لليمن كون أكثر مؤسسيه من اليمنيين خصوصا في ظروف الحرب والحصار الجائرين. ؟
– خارطة عمل المجلس تتسع أينما اقتضت الحاجة ووجدت الإمكانية لتقديم المساعدة في أي مكان في العالم.. فمثلاً أسهم المجلس في الفترة الماضية في الأعمال الخيرية الاغاثية في مناطق نشاطه وعلى سبيل المثال جمع التبرعات لصالح ضحايا اعصاري تكساس وفلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية العام الماضي او ضحايا الزلزال في الاكوادور في العام ٢٠١٥م. ولدى المجلس طموح بأن يصل في انشطته الاغاثية والحقوقية الانسانية الى اكثر مناطق الاضطرابات في المنطقة العربية والعالم.
اما ماذا قدم لليمن، فبحكم ان اكثر المؤسسين من اليمنيين فقد تم التركيز على القضايا الحقوقية اكثر سواء في الداخل او الخارج. خصوصا في المرحلة الراهنة التي يعيشها اليمن واليمنيون. من ظروف حرب وحصار افضت الى نتائج كارثية، اتسعت كاستتباع لتداعياتها الاقتصادية الحاجات الانسانية التي تتطلب تدخلاً مباشراً من اجل انقاذ حياة الناس في الغذاء والدواء اولا كون الحفاظ على الوجود الانساني هو الحق الاول في كل الدساتير والقوانين الدولية وفي الرسالات السماوية.
حاليا كيف يتابع المجلس الأوضاع في اليمن.؟ وماذا عن فرعه في صنعاء.؟
– المجلس على اطلاع ومتابعة مستمرة للوضع الإنساني الكارثي في اليمن نتيجة الحرب المدمرة والحصار الظالم، ولذلك ركز جل جهده وإمكانياته على تلبية ما أمكن من الاحتياجات الإنسانية ومن أهمها تقديم المساعدة الغذائية في أكثر من محافظة مثل صنعاء والحديدة وتعز وعدن ولحج والضالع وإب وعمران ونأمل الوصول إلى غيرها وكذلك تقديم بعض المساعدات الطبية على شكل مستلزمات وأجهزة وأموال تتبرع بها جهات خيرية أو فاعلو خير من مغتربين يمنيين وغيرهم كما حصل مع مستشفى الثورة بتعز ومستشفى النصر بالضالع ومركز غسيل الكلى بالضالع أيضا.
فرع المجلس في صنعاء أو بالأصح المنظمة التوأم تأسس في ديسمبر ٢٠١٤م وأنشطته تتركز في الجانب الإنساني الاغاثي كأولوية أثناء الحرب.
نظراً لتداعيات الأزمة الكارثية جراء الحرب والحصار خرجت المنظمات الحقوقية من المسار الحقوقي إلى الأنشطة الإغاثية. كيف تنظرون لمبررات هذا الخروج؟ وما هو تقييم المجلس للوضع الإنساني في اليمن؟
– لا نستطيع الإجابة نيابة عن أحد من المنظمات الحقوقية أو غيرها، ولكني أحب أن أوضح لكم أننا كمنظمة حقوقية لم نخرج عن العمل الحقوقي وإنما أعطينا أولوية للجانب الاغاثي باعتبار أن الغذاء والدواء هما من أهم الحقوق للإنسان وخاصة في ظل الأوضاع الراهنة جراء الحرب والحصار وهذا طبيعي جدا.. وإن كانت الجهات التي أشرت لها لم تخرج تماما بل تحول تركيزها إلى الأولويات الأهم وذات الصلة بالغذاء والدواء وإنقاذ حياة الناس.
أما تقييم المجلس للوضع الإنساني في اليمن جراء الحرب المدمرة والحصار الظالم، لا يخرج عن رؤى ومؤشرات المنظمات الإنسانية والدولية، التي تؤكد أن الوضع كارثي بكل المقاييس وكل التقارير الإنسانية الدولية والمحلية تؤكد ذلك وأولها تقارير الأمم المتحدة ومنظماتها مثل منظمة الغذاء العالمي واليونسكو وكذلك تقارير منظمات هيومان رايتس ووتش والعفو الدولية ومنظمات حماية الطفولة وغيرها. الأزمة الإنسانية اليمنية هي اكبر أزمة إنسانية على مستوى العالم اجمع ونحن نؤكد ذلك.
مع تداعيات حصار مطار صنعاء التي لم تزل قائمة ظهرت مشكلة العالقين اليمنيين في مطارات العالم خلال الأعوام الماضية.. ماذا قدم المجلس بهذا الخصوص..؟
– المجلس إمكانياته محدودة ويعتمد على ما تصله من تبرعات من فاعلي الخير لكل حالة معينة على وجه الخصوص ولذلك لم يستطع ان يقدم اي مساعدات مادية مباشرة للعالقين في الخارج وخاصة المرضى والجرحى والطلاب لكنه يقدم المساعدات المعنوية المتمثلة بمتابعة جهات الهجرة والسفارات وغيرها من الجهات التي بإمكانها تذليل المعاملات ودخول النازحين وتقديم المساعدات للمهاجرين وهذه خدمات ذات قيمة أهم على المدى القريب والبعيد وبالأخص خدمات الدفاع عن الحقوق في مجال الهجرة والتنقل.
كيف تقيّمون دور المغتربين اليمنيين في العالم بصفة عامة وفي أمريكا وكندا بصفة خاصة في دعم الأوضاع الإنسانية..؟
– اثبت المغتربون ولاءهم الوطني بشكل يرفع الرأس ويبعث على الأمل بقدرة هذا الشعب العريق على تغطية عيوب وتقصير السلطات فقد هبوا بكل إمكانياتهم لمساعدة أهلهم في الداخل سواء من خلال المساعدات المباشرة لأهلهم وجيرانهم وأهل قراهم وعزلهم أو من خلال التبرعات السخية عبر المنظمات الخيرية والإنسانية ومن ضمنها منظمة المجلس العالمي للحقوق والحريات التي قدمت إلى الآن أكثر من خمس وعشرين حملة لتوزيع السلال الغذائية في 90 % من المحافظات اليمنية، من تبرعات المغتربين في الولايات المتحدة الأمريكية . أضف إلى ذلك أن المغتربين يتفاعلون مع أي حملة خيرية يقودها أفراد أو مؤسسات بسخاء منقطع النظير فنشكر المغتربين أينما كانوا وبالذات في أمريكا على كرمهم وشعورهم بالمسؤولية تجاه أهلهم في الظروف ونحن على ثقة بأنهم يعملون ذلك انطلاقا من ضمائرهم الحية وإرضاء لوجه الله تعالى ولا ينتظرون الشكر من احد فلهم تنحني هاماتنا ونقول بارك الله لهم في أموالهم وأولادهم وجزاهم عنا الف خير وكتبها في ميزان حسناتهم.
على ذكر دور المغتربين.. تابعت في الأخبار تعاوناً لافتاً في ما يتصل بالحملات الإغاثية لإنقاذ أبناء تهامة من المجاعة. ماذا قدم المجلس في هذه الحملات ؟!
– الحملات الإغاثية التي نفذها المغتربون في أمريكا وكندا كان لها دور كبير جدا في مسارين: أولاً أنقذت أبناء تهامة بشكل عاجل وسريع وهذا يحسب للمغتربين اليمنيين المشهود لهم بالأدوار الإنسانية والوطنية عبر كل الظروف والمنحنيات الخطيرة والأزمات القاسية التي تعرضت لها اليمن على مر التاريخ المعاصر، والمسار الثاني لفتت انتباه العالم والمنظمات الإنسانية إلى ما يعيشه اليمن تحت ضغط التدخل الخارجي الظالم والحصائر الجائر .
لقد نفذ المجلس عدداً من الحملات الإغاثية لأبناء تهامة سواء بالمساعدات الطبية أو الغذائية، ففي 2017م نفذ المجلس مشروع توزيع 1280 سلة غذائية، بتكلفة إجمالية تقدر 37.000 دولار أمريكي في إطار “الحملة الإغاثية العاجلة إلى تهامة” التي استهدفت عدة مناطق في تهامة. خصوصاً الفئات الأكثر احتياجاً من الأسر الفقيرة والمعدمة في مدينة الحديدة ومناطق ريفية أخرى، وفئة المهمشين، وشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة (المعاقين)، والنازحين، بتمويل من المجلس العالمي للحقوق والحريات، وتم تنفيذ الحملة على خمس مراحل في مركز المدينة والمديريات (الدريهمي، والزيدية، والمراوعة “القطيع ). إضافة إلى سلسلة من الحملات الإغاثية في مجال الغذاء والدواء على مدى الثلاثة الأعوام الماضية، في كل المناطق اليمنية المتضررة من الحرب أو الكوارث.. من إيواء وسلال غذائية ودواء ومستلزمات طبية، وتفاصيل أخرى لا يتسع المقام هنا لشرح التفاصيل حول تلك المشاريع التي لا يريد بها المغترب اليمني سوى وجه الله في هذه الظروف العصيبة على اليمن واليمنيين في الداخل والخارج.
ما هي خلاصة إنجازات المجلس الإغاثية خلال الثلاثة الأعوام الماضية. ؟!
– من أهم خلاصات الإنجازات الميدانية هي أن المجلس العالمي للحقوق والحريات بالتعاون مع بعض المنظمات الأخرى) منظمة الأيادي النقية) ومنظمة (يمن أيد) والجمعية اليمنية الأمريكية للإغاثة.
موّل عدد ٢٤ مشروعاً اغاثياً حيث تم توزيع 4000 سلة غذائية تقريبا بتكلفة 160 الف دولار امريكي( وكذلك توزيع أجهزة طبية ودوائية بما يقارب 200 الف دولار أمريكي.
وماذا عن نشاط وخطط المجلس في العام 2018م.. ؟
– أما في العام 2018م ومع ازدياد ضغط الحرب والحصار على الحديدة وتدفق النازحين منها إلى المحافظات الأخرى، فقد اعتمد المجلس خطة تمثلت في توسيع دوائر الشراكة في العمل الإغاثي والإنساني مع منظمات أخرى تعمل في الخارج يمنية وغير يمنية وترجمة لهذه الخطط أطلق المجلس العالمي للحقوق والحريات بالتعاون مع منظمة الأيادي النقية ومنظمة يمن أيد حملة تبرعات إنسانية خيرية في الولايات المتحدة الأمريكية لجمع التبرعات لصالح اغاثة نازحي الحديدة.. وقد بدأت الفعالية وإن شاء الله نرى ثمارها في القريب العاجل.
ما هي التحديات والمعوقات التي تواجه الأعمال الإغاثية والإنسانية في اليمن.. ؟!
– هناك معوقات كثيرة لا تواجه المجلس فقط، بل وكل المنظمات المدنية والإنسانية وتعيق اليمنيين، أهمها استمرار حصار المطارات الرئيسة كمطار صنعاء واشتداد أزمة الوقود والمشتقات وشحة الموارد المالية والصعوبات في المواصلات إلى المناطق النائية التي تعيش أوضاعا كارثية بسبب الحصار وطبيعة مستوى الفقر فيها حتى في الظروف العادية، فما بالنا بهذه الأزمة الاقتصادية التي طال أمدها على وقع انهيار القوة الشرائية إلى مؤشرات غير مسبوقة. أيضاً هناك صعوبات أمنية في المناطق التي تشهد ذروة المواجهات.. بالإضافة إلى نقص الكادرـ حيث أن كل العاملين متطوعون وفاعلو خير لذلك لدينا نقص في الكادر في تغطية الخدمات.
ماذا عمل المجلس على مستوى المنظمات الإنسانية والدولية للضغط باتجاه ايقاف الحرب العدوانية ورفع الحصار وإنهاء معاناة اليمنيين. ؟
– المجلس يقوم بدوره الإنساني من خلال الفعاليات العامة والخاصة ووسائل الإعلام المتاحة وعبر مواقعه الخاصة على إبراز الأزمة الإنسانية اليمنية الناتجة عن الحرب بكل تفاصيلها الكارثية ويطالب بالضغط على كل الأطراف الداخلية والخارجية لإيقاف الحرب التي تسببت في هذه التداعيات الاقتصادية والمعيشية غير المسبوقة حيث تعطلت على إثرها المنظومة الصحية والتعليمية وانتشار البطالة والفقر والمجاعة والأمراض المزمنة والمعدية الفتاكة.
ما هي الرسالة التي تودون قولها في نهاية هذا الحوار. ؟
– الرسالة الأخيرة نوجهها إلى أطراف الصراع المحليين اتقوا الله في شعبكم وأوقفوا هذه الحرب اللعينة، وعلى الجميع أن يدرك أن لا سبيل غير الحل السياسي، وما دون ذلك فهو استمرار الدمار والقتل والضياع للشعب اليمني، والى الأطراف الإقليمية والدولية. لا تجعلوا الإنسان اليمني ضحية مصالحكم وأطماعكم وصراعاتكم، فتجارب التاريخ أثبتت انتصار اليمن أرضا وإنسانا. وللمغتربين اليمنيين وفاعلي الخير واصلوا جهودكم في الاغاثة (إن الله لا يضيع اجر المحسنين) وللمنظمات المدنية المحلية والعربية والعالمية إلى مزيد من الجهود الإغاثية والعمل الإنساني في اليمن، وبذل مزيد من الجهود الضاغطة على المجتمع الدولي بضرورة رفع الحصار والحظر على المطارات اليمنية وأولها مطار صنعاء لدخول المساعدات وسفر المرضى والحالات الطارئة للعلاج.

قد يعجبك ايضا