ليس لدى المعتدى عليه ما يتنازل عنه ! .

عبد العزيز البغدادي
بات من الواضح أن العدوان على اليمن عدوان متعدد الجنسيات الدور الرئيس في التخطيط له هو للإدارة الأمريكية وهدفه الأساس منذ البدء هو استمرار سلب سيادة اليمنيين على أرضهم ، وقد اتضح هذا الهدف في كل مراحل العدوان آخرها تجلى من خلال العمل على إفشال مشاورات جنيف قبل بدئها بحجة أن أنصار الله قد اشترطوا ضمان سلامة سفر الوفد وعودته ونقل الجرحى في نفس الطائرة حسب التفاهم مع المبعوث الأممي وأنَّ هذه شروط تعجيزية في نظر وزير خارجية الرئيس الذي يتفانى تحالف العدوان في استعادة شرعيته المزعومة ، من يمتلك بعض العقل أو قسطاً من الضمير يدرك بلا عناء أن الهجوم الأخير على الحديدة بما صاحبه من مجازر بحق المدنيين والأطفال إنما يهدف بدون أدنى مواربة إلى كسر إرادة الشعب اليمني ، وهنا نقول للإدارة الأمريكية : حين بدأ العدوان الذي تديرينه كانت سلطات الدولة بفسادها تحت نفوذك ورهن إشارتك ولهذا وصلت الدولة بفضل تلك الإدارة إلى وضع الدولة الفاشلة ولذلك كان على الشعب اليمني منذ بدء العدوان أن يتحمل كامل مسؤولية الدفاع عن نفسه ولم يعد هناك سلطة يخشى سقوطها ونعتقد أن أمريكا لا يعوزها أن تدرك أن الشعوب لا تسقط ومن تديرينهم في معارك الاعتداءات على الشعوب بهذه الروح التي جعلت من (أمريكا ) رمزاً للشرِّ في هذا العالم ، يهتف لها بالموت كل من يطالهم ظلم أمريكا وجرائمها التي تملأ الأرض طولاً وعرضاً وبصورة أصبح من واجب كل أمريكي يمتلك ذرة من الإنسانية والشرف أن يتنبه لما يرتكبه نظامه من جرائم ممنهجة ضد الإنسانية بحجة الدفاع عن مصالح أمريكا فما هكذا تحمى المصالح ! ، إن الحكام خاصة العملاء أمثال من تديرينهم هم من يسقطون ، والشعب اليمني هو صاحب معركة الدفاع عن وطنه ؛
هذه حقيقة لا بد من إدراك أنه مهما حرضت هذه الدولة المارقة عملاءها من ملوك وأمراء العربان على ارتكاب المزيد من المجازر والإيغال في دماء اليمنيين فإنها لن تتغير بل تزداد وضوحاً ورسوخاً وتتأكد لعنة التأريخ لكل من ارتكب هذه المجازر والجرائم وهذا المكر والخبث في التضليل والكذب ومحاولة قلب الحقائق أما الصديق الذي دعا في تعليقٍ له على منشورٍ لي على الفيس بوك حول ضرورة التمسك بالحقوق في أي تفاوض وقياس التنازلات بمقاييس موضوعية لا تفرط في المبادئ دعاني إلى حث المقاتلين دفاعاً عن سيادة بلدهم وشرف وكرامة شعبهم والتنازل في المفاوضات بما يحقق السلام ويحقن الدماء التي تهدر ! ، لهذا وأمثاله أقول:
عجبا لهذا المنطق من يمني يُعتَدى على أرضه ويقتل أهله وتوضع العديد من المحافظات اليمنية كهدف عسكري مشروع في نظر السعودية ومن يديرها ويتعاون معها ويصدق بأن كل هذه الجرائم إنما هي بدافع استعادة الشرعية المزعومة لعبد ربه منصور هادي ، غير القادر على ممارسة أي شيء من صلاحياته التي تصرح له بها المملكة السعودية المستميتة في الدفاع عن جمهورية هادي كما فعلت مع جمهورية صالح من قبله !!
وهل يقال للمعتدى عليه يجب عليك صونا للدماء أن توقف الدفاع عن نفسك أم يجب على كل إنسان لديه ذَرَّة من إنسانية أو بعضٍ من ضمير في هذا العالم أن يقول للمعتدي : عليك أن توقف عدوانك ؟ .

قد يعجبك ايضا