بالمختصر المفيد.. الوفاء للجرحى … وفاء للوطن

عبدالفتاح علي البنوس

المواقف والبطولات التي يجترحها الأبطال من جيشنا ولجاننا الشعبية هي مدعاة للفخر والاعتزاز والشموخ والإباء ، حيث تعجز الألسن عن التعبير عماّ يقدمونه من تضحيات يسقط البعض منهم شهداء كرماء ، والبعض الآخر جرحى أعزاء ، ومنهم من يقع في الأسر وكل ذلك من أجل الدفاع عن الوطن والذود عن الأرض والعرض ولذلك من الطبيعي أن يحظى هؤلاء بالرعاية والاهتمام والتكريم من قبل القيادة الثورية والسياسية وأن يحظوا باهتمام وعناية وتقدير أفراد المجتمع ، حيث صارت لهم هيئات ومؤسسات تهتم بهم وترعى شؤونهم ومصالحهم وذويهم وتقدم لهم كل سبل العون والمساعدة وفاء لتضحياتهم وتقديرا لمواقفهم النضالية البطولية وسنقف في مقال اليوم عند شريحة الجرحى والتي يمثل أفرادها الأنموذج الأمثل في الوفاء .
وفاء الجرحى قوبل بوفاء منقطع النظير من قبل القيادة بشقيها الثوري والسياسي حيث وضعت القيادة في مقدمة أولوياتها في المباحثات مع المبعوث الأممي مارتن غريفيت قضية الجرحى العالقين في سلطنة عمان والذين مضى على تواجدهم للعلاج خارج الوطن مدة طويلة عقب إغلاق مطار صنعاء الدولي ، وكذلك الجرحى الذين يعانون من الألم ويحتاجون للعلاج في الخارج لإنقاذ حياتهم وتمكينهم من ممارسة حياتهم دون آلام وأوجاع ، وتم الإتفاق على عودة الجرحى من مسقط على متن الطائرة العمانية و التي كان من المقرر أن تصل مطار صنعاء لتقل الوفد الوطني مع عدد من الجرحى المحتاجين للعلاج في الخارج ، هذا الإتفاق الذي تنصلت عنه الأمم المتحدة تحت ضغط قوى العدوان والتي رفضت السماح لطائرة عمانية بالهبوط في مطار صنعاء وذهبوا خلف منح الوفد الوطني طائرة جيبوتية غير مأمونة السلامة ، واشترطت عدم نقل الجرحى مع الوفد ، الأمر الذي رفضته القيادة وأصرت على نقل الجرحى مع الوفد من وإلى العاصمة العمانية مسقط وإن كان ثمن ذلك فشل المشاورات ، تكريما ووفاء للجرحى الذين يعانون يوميا جراء المضاعفات التي تخلفها الإصابات الخطيرة التي تعرضوا لها ، فلا مشاورات بدون نقل الجرحى ، ولا يمكن المساومة عليهم والمقايضة بشأنهم ، فالقانون الدولي يجرم حرمان الجرحى من حقهم في العلاج ومع ذلك ظلت الأمم المتحدة عاجزة عن توفير طائرة عمانية لأن العدو السعودي لا يريد نقل الجرحى لأنه يدرك بأن هؤلاء الأبطال هم مدد جبهات العزة والكرامة الذي لا ينقطع ، حيث يتسابق من تماثل منهم للشفاء على العودة للجبهات وتجريع الأعداء كؤوس المنايا ذودا عن الحمى ودفاعا عن الأرض والعرض والكرامة .
بالمختصر المفيد، الوفاء للجرحى في ثقافتنا وهويتنا اليمنية هو وفاء للوطن ولا يمكن أن نفرط فيهم أو نتهاون في الاهتمام بهم ورعايتهم حتى يتماثلوا للشفاء كأقل واجب يمكن أن يقدم لهم وفاء لهم ولتضحياتهم التي لا تقدر بثمن .
هذا وعاشق النبي يصلي عليه وآله .

قد يعجبك ايضا