العام الدراسي الجديد يأتي محملاً بالهموم

 

*في ظل الأوضاع الراهنة
*تربويون : سنعمل ما بوسعنا لتخفيف الحمل عن أولياء الأمور مراعاة للظروف الحالية
*أرباب أسر: العام الدراسي الجديد أتى بعد عيدين وفي ظروف قاسية وهذا ما ضاعف من مشاكلنا

الثورة / وائل الشيباني

* قلق الشديد بات يؤرق الكثير من أولياء الأمور بالتزامن مع قرب انطلاق السنة الدراسية الجديدة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها المواطن خاصة مع ارتفاع سعر الدولار الذي تلاه ارتفاع في أسعار كل شيء تقريبا ليبقى المواطن اليمني البسيط ضحية هذه الاوضاع الاستثنائية التي فرضتها قوى العدوان علينا منذ اليوم الاول من انطلاق عدوانها البربري على اليمن السعيد … هموم أرباب الأسر ومعالجاتها النفسية والاجتماعية وكذلك الاقتصادية وغيرها من التفاصيل نتعرف عليها في هذا التحقيق .. إلى التفاصيل:

* لم تكتمل فرحة سعيد حين أخبره ولده أحمد أنه حصل على المرتبة الأولى في الاختبيارات النهائية لهذا العام، وذلك لكون الخبر أتى متبوعاً بورقة من المتطلبات الدراسية للعام الجديد من رسوم تسجيل إلى جانب متطلبات من قرطاسية وحقائب وزي مدرسي، ولم يكن هذا حال أحمد فقط، فقد أتى اخوانه البالغ عددهم ثلاثة تقريباً بنفس الطلبات ومما زاد الطين بلة هو ورقة الأقساط المالية المتبقية والتي كانت مرفقة مع قائمة الطلبات المدرسية.
لم يشعر سعيد بنفسه – كما قال – إلا وهو يصرخ في وجه أبنائه وتوجه صوب غرفته ليبدأ بالتفكير بطريقة تمكنه من سداد كل تلك المطالب المالية خاصة وأنه يسكن في بيت إيجار ومتطلبات أسرته كثيرة.
صعوبة الأوضاع
* ذكر سليم أن حاله يشابه حال ملايين من المواطنين في بلادنا، حيث أن هذا العام الدراسي يأتي في ظروف قاسية تمر بها البلاد وهذه المتطلبات تصيب أولياء الأمور بالاكتئاب خاصة أنهم معنيون بتوفير حاجيات أسرهم. ويناشد وزارة التربية والتعليم وكذلك المدارس والمدراء والمعلمين أن لا يكلفوا الأسر فوق طاقتهم ويخففوا من الطلبات على الأسرة لكي يتمكنوا من تعليم أبنائهم وجعلهم يلتحقون بالمدارس.
لم تختلف معه سعاد كثيراً، وتوضح بالقول : في كل عام دراسي أجد نفسي في أزمة اقتصادية، وبالنسبة لهذا العام فإن الظروف الاقتصادية والمادية مختلفة وتكاد تكون منعدمة تماماً رغم أني ادخرت مبلغاً من المال لمواجهة هذه الظروف لكن هذا الأمر لم يكن كافياً مع متطلبات هذا العام وارتفاع الأسعار وقلق الأسر تجاه توفير المعاشات. هذا ما قالته سعاد – موظفة – وتضيف: الحصار الذي فرضه العدوان على بلادنا دفعني لإخراج أولادي الخمسة من المدارس الخاصة ونقلهم إلى مدارس حكومية حتى أتمكن من اتمام العام الدراسي دون أن أدخل نفسي وزوجي في ديون لا نهاية لها.
مساهمة مشرفة
* نحن في مدرستنا نحاول قدر المستطاع أن نخفف الطلبات على أولياء الأمور وكون المدرسة حكومية فإن رسوم التسجيل لا تكاد تذكر وكذلك نحن هذا العام وباتفاق مع إدارة المدرسة والمعلمين سوف نحاول أن نخفف من عدد الدفاتر الدراسية مراعاة للظروف الاقتصادية القاسية والصعبة التي فرضها علينا الحصار ونحن بدورنا سوف نساهم وبصورة مباشرة حتى يتم هذا العام بنجاح بالتعاون مع أولياء الأمور والطلاب أنفسهم هذا ما قاله الأستاذ صالح الفقيه – وكيل مدرسة ابن خلدون.
أما الأستاذ خالد بن صالح – وكيل مدرسة، فيقول: نحن جميعاً أولياء أمور ولدينا أبناء يدرسون وكلنا يعلم بالأوضاع الاقتصادية للبلاد والاسعار المرتفعة للمستلزمات الدراسية، لهذا نحاول ارشاد كل مربية ومعلم قبل بداية العام الدراسي بألا يثقلوا على أولياء الأمور بكثرة الطلبات هذا العام يعتبر عاماً استثنائياً من حيث ظروف البلاد الاقتصادية والمادية.
ترتيب الأوضاع
* الأسرة اليمنية بطبيعتها تعيش على قدر ما يكسبه رب الأسرة والذي يعتبر في الغالب عائلها الوحيد – هذا ما قاله الدكتور محمد الماوري خبير اقتصاد .. ويضيف: المتطلبات الدراسية ليست بالأمر الجديد على الأسرة وعائلها، لذا من المهم أن تضع الأسرة هذا بالحسبان وذلك بتوفير ميزانية خاصة لذلك أو الدخول في جمعية والاستدانة والتسديد فيما بعد..
* وتابع :ولكي لا تقع بقية الأسرة التي ليس لديها تخطيط مسبق لهذه المتطلبات بهذه الديون يجب عليهم ترشيد الانفاق والاستغناء عن متطلبات قد لا تكون أساسية لخلق حالة من التوازن في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للأسرة وفي نفس الوقت عدم التقصير في توفير متطلبات أبنائهم الدراسية وإدخال السعادة إلى قلوبهم.
مشاكل مختلفة
* ويعتبر أهل علم الاجتماع بأن الأزمات المادية الخانقة التي يواجهها مجتمعنا في هذه الفترة تسبب الكثير من المشكلات، أهمها عدم القدرة على توفير كافة متطلبات الأسرة والأبناء خاصة الذين يدرسون في مدارس خاصة والذين لا تقف متطلباتهم عند حد معين فما إن ينته العيد بمتطلباته إلا ويأتي العام الدراسي بنفس القدر من الطلبات وقد تزيد أحياناً لذا فإن مصاريف الدراسة الخانقة لرب الأسرة تجعل منه، رجلاً كان أو امرأة، في حالة من العصبية والشعور بالضيق والتقصير تجاه أبنائه.
كما يصاب الأبناء بالضعف وعدم الرغبة في التعليم وإذا لزم الأمر يتم تعريف أبنائهم بحدود إمكانياتهم المادية فلا بأس.
مظالم بالجملة
* العجز في تأمين المصاريف يؤثر نفسياً على رب الأسرة فيشعره بالظلم والتقصير – هذا ما طرحه الدكتور النفسي محمد سالم – وأضاف: أحياناً يضطر رب الأسرة للعمل الاضافي من أجل توفير متطلبات أولاده الدراسية ولكي لا يشعروا بأنهم أقل من أصدقائهم ويتأثروا نفسيا.
* من جانب آخر على الأسر أن تعي بشكل كبير وتام حاجات أبنائها اليومية دون افراط أو تفريط بحيث تعمل على إيجاد نوع من الموازنة لا تنقل ولا تزيد عن الحاجة الفعلية وأن الأسباب الحقيقية وراء ذلك تعود إلى غياب التخطيط السليم لميزانية الأسرة الذي يحتاج إلى تعاون وتفاهم من كل أفراد الأسرة.

قد يعجبك ايضا