منشوري والمحامي

أشواق مهدي دومان
كتبتُ منشوراً يحذّر من تداعيات فتنة البنات ذوات اللبس الخارج عن الحشمة فاعترضني بمنشور يستغل فيه اقتراحا شخصيّا وردت فيه كلمة شرطة نسائية رقابيّة ؛ فكتبتُ ردّا فيه :
عرفنا مراكزكم التي لم يتخرّج منها سوى فنيّو الأحقاد ومهندسو التّكفير بكلّ منتجاتهم التفخيخيّة الإرهابيّة والتي لا تروقنا ولا تنسجم مع ثقافتنا حين نريد أن نضرب على يد المخطئ أو المعارض فنحن لا نؤمن بتصفيته وإنّما نسعى لتغيير المنكر دون عنف حتّى لو استخدمنا اليد كأداة تغيير للمنكر بعد القلب واللسان .
وقد اتخذت من إيرادي للفظ : الشّرطة النّسائية موبقا وحجّة تدلّل بها على عنفنا الذي لم نذبح به مراهقة ولن نسحل منحرفة ولن ندفن لابسة بالطو ضيق أو مخصّر ولن نسجنها أو نعذّبها وهي المتحلّلة من حجابها الإسلامي كما يفعل محرّروكم من ميليشيا الحوثي في الجنوب .
تلك الميليشيا الحوثيّة التي لم تخرج في دعوتها عـن :
_ “قل للمؤمنين يغضّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن “.
_ ” وليضربن بخمرهن على جيوبهن “.
” وليدنين عليهن من جلابيبهن ”
” ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ”
_ ” ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها “.
هذا ما تحكمنا به ميليشيا الحوثي التي تعترضون عليها وطبيعي أن تعترضوا فقد تعايشتم وعشتم أكثر من أربعين ليلة مع من أفتى بـ :
_ تحليل الزّنا والخمر على الشّواطئ.
_ تحليل القمار حتّى تعود الفائدة الاقتصاديّة على بلدان الوهّابيّة وتنعش اقتصادهم إلى جانب تجارة أبوال البعير التي ساندها افتتاح معابد الهندوس (عبدة البقر) ليتم الانسجام التّام وتبادل الثقافات بينكم وبينهم في إنعاش قضيّة التأثر والتأثير فأعرابيّ يشرب ويستحمّ ببول بعير على متبرِّك ببقرة وعابد لها على سيّدهم ترامب راعي كلّ أبقار العالم وحالبها ..
وهذا الجمع هو من تحبّونه وتقدّمونه على ميليشيا الحوثي لأنّكم متشابهو الأرواح فقد شكّلتم مجمعا مثيرا للاهتمام ظهر فيه احترامكم لأولئك النّخبة من المفتين وقادة المجتمع البعيري والمثقّفين من بني سعو زايد وهم وهابإخوانجيّة بما يؤكد ويدلّل على أنّ قصص الاعتراك السّياسي في جنوب اليمن بين أتباع بني سعود وأتباع بني زايد ما هي إلا رماد يُذر في عيون الحمقى الذين يصدّقون أنّ هناك خلافا بين سادتهم الذين تفضّلونهم وحكمهم( بكلّ ما يفعلونه بأهل الجنوب ) على حكم الحوثي بمسيرته القرآنية والذي تنبذونه لأنّه يرى بالقرآن بينما ترون بعينكم العوراء الماسونيّة فتتعقّبون منّا كلّ فضيلة لتحوّلوها بعينكم العوراء إلى جريمة ورذيلة كأنّكم سحرة فرعون ترهبون أعين النّاس وحينها أقول :
حين أوردتُ وقلتُ : شرطة نسائية لتراقب وتشعِر الفتاة المائلة المميلة بأنّها مراقبة هو اقتراح من باب وجانب تربوي نفسي يقول : “هيّب ولا تضرب “؛ فنفسية البنت رقيقة ونبيهة وقد تكتفي بالإشارة حين تشعر بأنّها مراقبة وأنّ خروجها وميلها وانحرافها بلبس ملفت أو ضحكات مغرية أو زينة فاتنة ماهو إلا وسيلة لاستدعاء ولي أمرها الذي قد يكون غافلا عنها ولا يدري بما تفعله في نفسها مع (شِلّة ) سوء فإشعارها عبر الشّرطة النّسائية أنّ كلّ تصرّف خارج عن حدود العفّة والحياء سيعرض على والدها وسيدعو لمعاقبته بسببها سيكون رادعا كافيا لها وأمّا إن كان بعلمه فهو درس أخلاقي له يذكّره أنّه في اليمن وأنّه من اليمنييّن الغيورين على العرض والشّرف لا من دعاة منح الجنجويد بناتا من ثلاث وأربع، كما أنّ في ذلك تذكيرا له بأنّه رجل لا خنزير ديوث لا يغار على عرضه ..
كما سيتأكّد له أنّه في دولة تحكم بالقرآن المنزل على محمد بن عبدالله لا فتاوى محمد بن عبدالوهّاب ، علما بأنّ كتاب محمد بن عبدالله هو الكتاب الذي لم يُحرّف إلا على أيدي الوهابييّن الذين حلّلوا وأباحوا لولي الأمر أن يرتكب الفاحشة ويجاهر بها على الملأ باعتباره الصّنم المعبود الذي لا يجوز قهره.
و هذه آخر إصدارات الوهابيّة من الفتاوى فتحريم الخروج عن ولي أمر كهذا هو رِدّة عن دين محمّد ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وتناقض عجيب يوحي بتخبّط مملكة الرّمال حيث دعت السعودية لإسقاط الأنظمة في ليبيا ومصر واليمن وسوريا ولتدقّقوا على سوريا الذي يُحارب فيها بشّار الأسد بالذّات وهو ولي أمر والمفترض بفتاوى الوهابييّن أنّه لا يجوز الخروج عنه بل طاعته طاعة عمياء لكن لأنّه ضدّ إسرائيل فقد خرج عن الملّة الوهّابيّة كما خرج عنها من قبل حزب الله وأنصار الله .. وهذه جريمة ألا وهي مناهضة المشروع الإسرائيلي؛ بينما حكّام بني سعود يعدمون امرأة لقولها رأي معارض لحكمهم على الملأ ولا يريدون للشعب السّعودي المضطهد أن يصرخ على تلك الحرّة..
فمعبودهم( ولي أمرهم ) يستحق الطّاعة والولاء فهو لم يخرج عن ولي أمره (ترامب ) الذي يجوز له أن يزني مباشرة على شاشات التّلفاز دون أن يقام عليه حدّ الزّنا، وقد وصل عدد شهود جريمة الزّنا حينها إلى ملايين المشاهدين بينما في القرآن يقام حدّ الزّنا على فاعلها بأربعة شهود فقط.
فأيّ انقلاب على دين محمّد والقرآن كهذا الانقلاب ؟
وأيّ عقليّة – يا سيادة المحامي – التي تنتقدني بها حين أردتُ أن أنهى عن منكر ؟
و كيف لك أن تصطاد في ماء نتن حين تلمز لحكم المسيرة القرآنيّة بي حين لم أدعُ لفحش أو منكر أو بغي .
ونعم أتبع قائد المليشيا السّيد وتاج الرأس والقدوة الحسنة وسيّد النصر ورجل الزمان ( رضيتم أم أبيتم ) : عبدالملك بدر الدّين الحوثي ؛ الذي حذّر من حرب ناعمة المستهدف فيها المجتمع ككل وخاصّة الرّجال بالمعنى والمفهوم الأدقّ والذي ستكون أداة انحرافهم هنّ النّساء وهذا وارد خاصّة والقائد الحوثي وكما تسمونه: قائد الميليشيا يخوض حربا عدوانيّة كونيّة تستهدف البشر والحجر والفكر والعاطفة وتستهدف رجال الله المراد إلهاؤهم بالغواني كمحاولة إنقاذ التحالف من الغرق، وقد انهزم هذا العدوان على مدار ثلاثة أعوام أمام رجال أسقطوا بثباتهم كلّ الرّهانات وتعلّقوا بالله ورموا الدنيا وراء ظهورهم وما عاد مجديا معهم قنابل عنقودية ولا ذرية ولا انشطارية ولا حرب اقتصادية ولا إعلامية ولا….الخ.
فقد انتصروا وقد قُصفوا في كلّ مكان فخاف العدوّ حتّى من صغارهم فقصفهم في ضحيان والدريهمي خوفا من أشبال المستقبل التي ستكسر عنقه كسرا في القريب.
واستباقا من العدو الماسوني للأحداث وتبعات المستقبل يبادر هذا العدوّ لكسر شوكة الرّجال عن طريق النّساء وجعلهن مجندات في حرب تكون في الشّوارع لتكون حرب شوارع حقيقّيّة ومتكافئة فهنا العدو سيكون الأخطر فهو ناعم ذو طرف ناعس وصوت حنون وجسم فاتن وهو المرأة أو النّساء اللاتي هن مصانع الرّجال فإن هلكن هلك الرّجال .
وهنا الحرب النّاعمة تعمل بهدوء في سعي لتنامي مجنّدات عبر لوبيا أو شبكات مخطط لها لاستهداف الرجال الذين لو كانت هجرتهم لدنيا وامرأة فستكون حالتهم حالة المرتزقة والخونة والعملاء الذين هربوا إلى حضن الماسونيّة الإخوانجوهابيّة والتحقوا بفنادقها وقد هانت قيمهم ووجد منهم من يراقص مغنية تركية وبعضهم يلتقط صورة أمام راقصة مصرية والبعض وجدوه في حضن مغربيّة وهلم جرّا ..
فيا أيها المحامي لغير الحق :
هل كتبتَ استنكارا لفتاوى الوهّابيّة المنحلّة تماماً عن القرآن ؛ حيث أنّ استهجان وذمّ المفاسد هو الأولى من نقد كتابة لدرء مفسدة ؟!
أتريد رجالنا كشواذكم ؟
وهل حتّى ننال رضاك يجب أن نتقشّف في وسائل ردعنا للانحلال الأخلاقي ونستهين بصغائر الأمور التي ستنتهي بنيران تلفح العفة والحياء والحشمة التي لازالت من ثقافة المجتمع اليماني الذي يضع الشّرف والعرض فوق كل اعتبار..
هل لرضاك عنّا يوجب علينا أن نقيم حفلات غنائية مختلطة لترشيح فنّان أم نلتف حول أقدام مطربة أم نقيم مسابقة ملكة جمال اليمن ونستقدم (جويل) لتزيين النّساء ،و نلهي رجالنا في مسلسل وحلقات : مَن الأجمل ؟
أخبرني : ما المطلوب منّ ميليشيا الحوثي (التي لي الفخر أن أنتسب إليها ) والتي لا تؤمن إلا بالعفّة في النّظر والسمع والفؤاد فكلّ أولئك نحن عنه مسؤولون .
تلك المليشيا المؤمنة بجنّة ونار وأنّ كل إنسان هو من يوقد ناره بنفسه وهو من يزيد اشتعالها لحرقه ،و أيضا هو من يبني له قصرا في الجنّة وبيديه .
نعم : فــ “ما خبزته خديته “. . والسّلام

قد يعجبك ايضا