الرياح النّاعمة!

عبدالله علي الدّيلمي

أرى رياح الحرب الناعمة بدأت تهب وترسل هباتها اللطيفة لتحرك الساكن وتدغدغ المشاعر …
بالأمس وأثناء مروري بشارع حدة وفي وسط زحام السيارات شاهدت مجموعة من الشباب مثل الورود لا تستطيع من لطافتهم وجمالهم ومكياجهم وطريقة لباسهم أن تفرق إن كانواً ذكورا أم إناثاً …. على متن سيارة اكسنت رافعين صوت المسجلة يغنون ويرقصون، وفجأة قام اثنان منهم بفتح ابواب السيارة والنزول منها والرقص في وسط الشارع برقصات تميزوا بها عن فيفي عبده وهيفاء وهبي في ظل مشاهدات واستغراب كثير من المارة.
… هذه ليست المرة الأولى، فقد سبق مشاهدة مثل هؤلاء الشباب في شارع جمال وغيرها من الأماكن و في المقابل أيضا يوجد كثير من الفتيات ممن يتساقط لهن الرطب جنيا من أول نظرة لهيئتهن وسفورهن ولبسهن ..
موضوعنا ملفت للنظر و لعل المنظمات والهيئات والمبادرات والتي ظهرت خلال سنوات العدوان وبشكل كبير وتحت غطاء إنساني واجتماعي وغيره من الأنشطة وتعمل من تحت الطاولة في مواضيع أخرى بشكل خطير البعض منها قد يكون لها دور.
للأسف هناك لوبي خفي يعمل بصمت وبهدوء في ظل غياب الإشراف والمتابعة والرقابة الحكومية كأن هناك تشجيعاً للإفساد وتمييع الأخلاق وتشجيع مواضيع الانحراف والمثلية وحرية الديانة والمعتقد فظهرت البهائية والأحمدية واليزيدية والدخول إليها من باب الحريات وأنها أمور عادية ومن حق الشباب وغيرها الكثير تحت عدد من العناوين والشعارات البراقة والخادعة …
فعلاً الموضوع خطير جداً , وليس هناك من يتنبَّه أو يعير الموضوع اهتماماً بالرغم من خطاب السيد عبدالملك الحوثي وتحذيره من مخطط الرياح الباردة أو الناعمة والذي تديره منظمات إسرائيلية من خلف الستار … وتستهدف الشباب العربي في كل بلد ومنها اليمن … ولعل الجميع يتذكر موضوع “الحوت” ذاك المنتج المخدر الذي يباع في معظم الأسواق اليمنية وبأسعار بخسة لا تساوي قيمة تغليفه والإدمان عليه من قبل الأطفال والشباب وما زال مستمراً في ظل صمت رسمي عجيب وغريب.
القضية قضية الجميع ولا بد أن نعمل على لفت انتباه الحكومة وكل الدوائر الرسمية والمجتمعية للاهتمام بقضايا الشباب ومتابعتها والعمل على حمايتهم واتخاذ كل الوسائل المتاحة للدفاع عنهم ضد المخططات الخارجية الخبيثة والملعونة.
فالله الله في شباب اليمن … وعلى كل أسرة أن تعلم بأنها مسؤولة أمام الله عن أولادها وبناتها ولا بد من المتابعة والتربية والخوف عليهم من الغزو الفكري والأخلاقي ومن هبَّات الرياح الناعمة بهدف القضاء عليهم دينيا وأخلاقيا ووطنيا وعلى الدولة الاهتمام والقيام بواجبها تجاه هذه الشريحة …

قد يعجبك ايضا