اغتيال وطن

 

عابد محمد الثور

كما هي العادة .. حينما يعجز العدو الصهيوني عن تحقيق الأهداف العسكرية وعن إسكات الحق ..يلجأ إلى أرخص ممارسة وأوسخ أسلوب، وهو الاغتيال ..فبعد أن يئس الكيان الصهيوني بالتحالف مع الكيان السعودي والأمريكي من النيل من الجمهورية العربية السورية ومن وحدتها الوطنية ومن تماسك نسيجها الاجتماعي ..لجأ إلى اغتيال البروفيسور / عزيز أسبر رئيس مركز البحوث العلمية في مدينة مصفاة غرب محافظة حماه.
اغتيال هذه الهامة الوطنية والعربية والعالمية هو اغتيال للعلم والمعرفة ..اغتيال للإنسانية .. فهذه الجريمة البشعة لا تقل بشاعتها عن قصف آلاف المدنيين وسحقهم في اليمن من قبل طيران تحالف العدوان الصهيوسعودي وأمريكا والإمارات .. واغتيال العقول العربية هو الملاذ الوحيد للنظام الصهيوني الغادر ..بعد أن يفشل كعادته في تركيع الشعوب الحرة .
وقصف العدو الصهيوني للمراكز العلمية هو اعتراف من هذا الكيان المجرم بخوفه ورعبه من العقول العربية التي استطاعت تطوير الكثير من البحوث والدراسات العلمية وانعكاساتها على القدرات السورية في شتى المجالات المختلفة وخاصة العسكرية في ظل الحرب والعدوان البربري على القطر العربي السوري.
إن سورية العظيمة اليوم بصمودها ووحدتها أمام أخطر وأحقر كيان عرفته البشرية تمثل الصمود العربي والمقاومة الإسلامية، فسورية هي صمام البوابة الشمالية للأمة العربية .. والنيل منها هو حلم إسرائيل الكبير ..فهلاك بني صهيون وإبادتهم سيكون من الشام .. من أرض الأنبياء والمرسلين ..وأرض الرباط والعزة .. وهذا هو وعد الله عز وجل.
إن التآمر الكبير على سورية هو تآمر على كل الأمة العربية والإسلامية، ولكن أنى للتآمر أن ينجح وهناك الأسد .. فسورية هي عرين العرب الأقوى وحاميها هو السيد الرئيس بشار الأسد، وحلم إسرائيل في البحر الأحمر كحلم إبليس في الجنة .. وحلم إسرائيل في النيل من سورية كحلم إسرائيل في البحر الأحمر ..
إن الكيان الصهيوني يقترب من النهاية ..فكل جريمة يرتكبها في حق الشعب السوري واليمني هو تأكيد للوعد الإلهي بزوال إسرائيل ومحوها من الأرض .. وبالتالى إزالة الكيان الإجرامي لآل سعود حكام الحجاز ونجد وتطهير أرض العرب من دنس آل سعود وبني إسرائيل .. ولعل هذا اليوم ليس ببعيد .
إن اغتيال البروفيسور / عزيز اسبر لن يثني سورية وشعبها العظيم وقيادتها السياسية عن المضي قدما نحو السلام المنشود، والحفاظ على الوحدة الوطنية السورية، مهما عمل الكيان الصهيوني وأذنابه الأنجاس من آل سعود وأعراب القرن، ولن تكون هناك قائمة لأشباه الرجال يوما على صناديد الرجال في سورية واليمن مهما كانت الظروف في صف العدوان، فسوف يظل الرجال رجالاً، ويظل الأشباه أشباهاً وإن اعتلت على رؤوسهم التيجان والذهب .. فالكلب كلب وان طالت به الأزمان .. والأسد أسد وإن جارت عليه العربان.
فتبا لكم يا نطفة الشيطان الرجيم من آل سعود وآل نهيان، فلم يعد من الزمان الكثير لكم ..فقد حكمتم على انفسكم بالموت والزوال، ووليكم ينظر إليكم بعين الشفقة والأسى .. فلا بقاء لإسرائيل بزوالكم ولا بقاء لكم بزوال اسرائيل. حتى وإن طالت اياديكم الآثمة لعلماء سورية .. فلم ولن تنضب يوما من العقول العربية .. فسورية ولادة للرجال .. وحزننا العميق هو أن لا يرى هذا العالم الكبير آخر المشاهد في زوال الكيان الصهيوني والكيان السعودي من الأرض ..أما شهيدنا فهو في جنة الخلد عند رب العالمين .. عزاؤنا لكل أحرار العالم باستشهاد البروفيسور عزيز، وعلى رأسهم السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد رئيس الجمهورية العربية السورية وإلى الشعب السوري الحر .. الخلود للشهداء فهم أكرم منا جميعا ..والمجد والعزة والكرامة لسورية واليمن .
* خبير ومحلل عسكري

قد يعجبك ايضا